عادت الى المنزل وكان الظلام قد حل لكنها لم تستطع النوم لانها كانت تفكر بـان تطلب من مديرة المدرسة ان تسمح لها بإجازة الى ان تتماثل بالشفاء
قالت :(هل يا ترى سأجد رقم هاتف المديرة ام لا ؟)
وفجأة صاحت :(ها هو)جدتها كانت في هذه الاثناء تحضر لها القليل من الشوربة الساخنة التي كانت متعودةً على اعدادها كلما شعر احدٌ ما بالمرض وسمعت ما قالته حفيدتها وكيف صاحت لم تعر الامر اهمية وقالت بصوت خافت وهي تحرك الشوربة :(مجنونة ،كأمها !)
بعد ثوانٍ لم يكن مجموعها دقيقتين كانت حفيدتها تتكلم مع المديرة متشكرةً إياها لانها سمحت لها بالاجازة ثم اغلقت الاتصال
وقالت :(غريبة هذه المرأة اليوم في المشكلة اشعر اني ظلمتُها لقد جعلتني اشعر وكأنها عدوتي اللدودة ،والان توافق لي على اجازة بهذه السرعة لمجرد قولي انني خرجت من المشفى بسبب حادث !)قالت لها جدتها وهي تمد ملعقة الشوربة الى فمها :(ايُّ مشكلةٍ هذه التي حدثت اليوم ؟ انا قد عرفت بحادث ما الذي لم اعرفه بعد ؟)
قصت لجدتها ما حدث اليوم بدأً من اليوم الدراسي الى تفاصيل الحادث ولحظة التقائها بها الى تناول هذه الملعقة من الشوربة
وبعدما انتهت من قص ما حدث غطت في نومٍ عميق بسبب الادوية التي تناولتها بعدما تناولت شوربتها
نهضت الجدة من جانب السرير وبدأت تحاول تعديل ما فيها من اغراض متراكمة فوق بعض واخرى غير مرتبة واخرى ينقصها مسح الغبار من اسطحها ،لم تعدل الا القليل لانها خافت ان تقلق نوم حفيدتهااثناء ما تقوم به رأت دفتراً صغيراً لونهُ جذب انظارها لكنها لم تفكر بفتحه بل
قالت:(ياااه ،ما اجمل لونه ونحن على زماننا كان من الصعب علينا ان نجد هكذا لون لملابسنا فعضت شفتها السفلية ورفعت حاجباها والتفتت بهدوء الى سرير حفيدتها خوفاً من ان تكون قد استيقظت على صوتها لان اخر ما قالته كان بنبرة صوت ليست بالهادئة بالنسبة لشخص يغط في النوم
مشت على رؤوس اصابعها الى ان وصلت الى السرير والتقطت ما استطاعت من الغطاء الذي يغطي جسد حفيدتها ورفعته كي تغطي ذراعيها ثم مسحت شعرها برفق ومررت اصابعها في ذلك الشعر النحاسي البرّاق ولطوله و انسداله على الوسادة تمكنت من رفع خصلةٍ منه لعدة سنتيمترات وانحنت وقبلت تلك الخصلة وشمتها واكملت تمسح بيدها عليه ولم تكتفي بالنظر اليها ورموشها من طولها تكاد تلامس خديها ولكن لم يكونا ك لون شعرها اذ كانت تضع المسكارا لانها لا تحب لون رمشيها كما كانت تقول دوماً
رأت الجدة قطعة مسكارا متكتلة فحاولت سحبها لكن الاخرى لم تدخل في اعلى درجات النوم بعد فمسحت وجهها ثم لوحت يدها بالهواء وقالت :(ابتعدي ايتها الذبابة السخيفة !)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...