التفتت سريعاً وفي يدها صحنٌ كان على وشك ان يُنظف مما يعلق فيه من طعامٍ قبل ان ترتجف الصدمة في اطرافها وترغمها على إفلاته ...
كان صوت تدرج ورمي قطع الصحن بعيداً عن شكله الحقيقي ومكانه الاصلي صد مسموع في المطبخ وجلبة مثيرة مما اثار قلق جدها و توجهه سريعاً الى المطبخ يقول بصوتٍ عالٍ موجهاً كلامه الى ليلي :(ليلي ؟ هل انتي بخير ؟)
لم تجب ليلي واهتز بؤبؤا عيناها التي بدأ الدمع يغرقهما لدهشتها ومحاولة تفسير ما حدث فقالت :(جدي ،هل ناديت نورا لتوك ؟ هل تعرفها ؟ لا تحرّف الحقيقة هذه المرة اتوسل اليك !)استوعب الجد ان هذه المرة هي الفرصة الاخيرة له ولا معرب من الاجابة الحقيقية على هذا السؤال قبل ان يستلحق ان يجد جواياً مزيفاً نظراً لوضعها الذي قهر قلبه ولطلبها الذي دق كمطرقة رأسه
رد الجد وهو يبتسم :(انها نورا .. اعني .. انا اعرف سارة .. و .. عن طريقها .. تعلمين !)
ليلي وضحّت لجدها ولسارة بأنها صدقته لكنه من الواضح كان يحاول ان يخبئ سراً غامضاً يتعلق بنورا ومعرفته بها كما بان على جوابه المتردد والمتقطع
حاولت سارة بنفس ترتيب الكلام المتقطع ان تتولى هي سياق الحديث فقالت :(لقد استيقظت نورا من النوم وعندما لم تجدكِ بدأت تبكي فجلبتها الى هنا)
كانت نورا في نفس اللحظة تتوجه كي تحتضن ليلي فبادلتها ليلي الاحتضان ومسحت على شعرها واهدتها ابتسامة انستها كل الشوق الذي بان على عينيها واخذتها في نزهة الى المطبخ تبحث عن حلويات او ما شابه بعدما حملتها و اجلستها على احدى خزائن اواني المطبخ المنظفة تواً
انشغل كلاهما يمزحان سويتاً في المطبخ والفردان الاخران انشغلا ايضاً لكن في غرفةٍ اخرى بعيداً عن المطبخ حيث كان يجري حوارٌ بينهما لو سمعت اي كلمةٍ منه ليلي لانتهى كل ما يحاول الجميع تمثيله او عدم اثباته او ابعاده عن انظارها او اسماعها
فور دخولهما سألت سارة :(هي لا تتذكر الى الان ماذا تخصها نورا !)
_الجد :(انا في وضعٍ صعب سارة صدقيني لا اعرف ماذا افعل .. اخاف ان اقول لها من هذا ومن هذه فتعود بها الذاكرة الامر الذي لا نريده جميعاً !!)
_سارة :(لكن ،وضعها يثير الشفقة انا صدقاً لا اتحمل ،أود ان ابدأ لكن لا اعرف من اين !)_الجد :(لحظة ! كيف التقيتي بها ؟ انا خططت للقائنا في يومٍ ما خرجت من العمل وتقصدت ان اجلس واجعلها على درايةٍ بأن لدي وظيفة كونها خسرت الوظيفة لانني كنت اعرف ان تلك المراة لن ترغب بها ابداً في نفس الحي وستفعل المستحيل كي تجعلها تغادر المدرسة وكونها ايضاً زميلة مديرة تلك المدرسة التي اقتنعت باستسلام تام فور تسلّمها مبلغاً من النقود ان تطرد ليلي ،ركبت الباص ذاته وتظاهرت بأن سيارتي تعطلت و ...)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...