الفصل ٢٢

40 4 2
                                    

و فور وصوله يقول بنبرةٍ خافتة كي لا تجذب انظار الزبائن الاغنياء اللذين يحيطون بهم من كل جانب :(سبعة اطباقٍ من الكافيار اليس كذلك ؟)

نظرت ليلي تجاه سارة و هي مستغربةٌ مما يقول ،ذهب الاخير بعيداً عن الطاولة يخربش بقلمه الحبري كلماتٍ ما على دفترٍ صغيرٍ في يديه التي يغلفهما كفين ابيضين

اخبرتها سارة بالمقلب الذي افتعلته معهُ عندما كانت ترتدي ملابس سيلينا ،لم تتضح على ليلي اي ردة فعلٍ موبخة لسارة التي اقترفت خطأ بمحاولةِ استباقه بمكيدةٍ ما رداً على تصرفاته المضرة لهما

_(ليلي ،الى اين تنظرين ؟من ورائي ؟)
بدا وكأنها تتابع قدوم شخصٍ ما بنظراتها التي لم تفارق مطاردة أعين شخصٍ ما قادمٌ بإتجاههما على ما يبدو ،استقامت ساقي ليلي فجأة و شرعت ابتسامةٌ و شقت شفتيها ثم قالت :(مرحباً !)

التفتت سارة سارة لترى ان السيد نوح يقف بجانبها تقريباً و يحيطه كلٌ من سيلينا و الحارس الشخصي للسيد نوح و رجلٌ انيقٌ اخر لم تتنسى لهما الفرصة للتعرف على اسمه بعد

قال السيد نوح :(مرحباً سيدتاي ،كيف حالكما ؟ هل تستمتعان بالطعام هنا ؟!)

تأتأت سارة ثم قالت :(نعم بالطبع !)
رد السيد نوح مبتسماً :(هذا المطعم ملكٌ لصديقي او كما يجب ان اقول اخي ! وانا احب ان آتي الى هنا لأتناول الطعام معه احياناً ولان المكان رائعٌ حقاً هنا) سحب شهيقاً عميقاً من سيكارته التي يشتعل التبغ في بدايتها المناقضة للتي بين شفتيه و يقيدها حزامٌ ذهبي من الجهة القريبة منه يضع عليها اصبعه الاوسط والسبابة للتحكم بها مطبوعٌ على هذا الشريط الذهبي شعارٌ ما بلونٍ احمر و لكبر حجمها يبدو انه لن يمتلك الفرصة لتدخين مثل هكذا نوع الا الاثرياء جداً

قالت سارة وهي توشك على الوقوف :(تفضلوا تناولوا الغداء معنا ،ارجوكم لا تُخجِلوني !)

وسّعت ليلي عينيها لكلام صديقتها وما الذي توشك على توريطهما به ،جلس الجميع على الطاولة ثم مدت ليلي يدها لتقرُص ساق سارة التي انشغلت بالابتسامات المزيفة والتظاهر بتواجدها في هذا المكان كزبونةٍ دائمة هي ايضاً

اعتذر كلاهما للذهاب الى الحمامات واحدةً تلو الاخرى بفارقٍ زمنيٍّ بسيط ،قالت ليلي موبخةً سارة :(ماذا فعلتي ؟ انكِ تتظاهرين و كأنكِ زبونة حقاً ،ماذا لو عرفوا الحقيقة ؟ وكيف ستدفعين اموالاً طائلة لتلك الوجبات السبعة ؟ اخبريني ؟)

وقفت سارة و دمعةٌ تهتز في عينها فقالت :(لا اعلم ماذا افعل ! لكن قلت ربما لو ...)
_(اصمتي سارة انتي تقحميننا في مشاكل عديدة !)
_(ليلي ،انصتي الي انتي تحدثي بشأن العمل او الوظيفة التي اقترحها عليكي السيد نوح ومنها انا سأتحدث مع سيلينا حول ملابسها وسننتهي من العشاء و ...)
_(وماذا ؟ من اين سندفع الفاتورة ؟ انا مفلسة و ليس لدي في حقيبتي سوا مبلغٍ بسيط يُقدر بنصف مبلغ مقابل توصيلةٍ في سيارة اجرة )

الهـــاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن