قاطعته باسئلةٍ كسهامٍ متواصلة :(لماذا ؟ واين هو الان ؟ هل هو في هذه المدينة ؟)
قال جدها :(ببساطة ... )
ثم توقف وكأن كلامه القادم قد سجنته انفاسه في صدره
عصر كلتا عينيه باصبعي يديه اليمنى الابهام والسبابة واخذ شهيقاً ثم نظر اليها بسرعة وكأنه سيقذف حقيقةً مُرّة ستشيخ براءة هذه الشابة و جمال عنفوانها الذي تظن انها ستملكه لفترةٍ اطول من ما تتوقع
امسك احدى يديها وشد عليهما بقوة من شدتها احمرت اطراف اصابعها الوردية وابيضّت اظافرها الناعمة الانوثة
نظرت اليه وكأن عينيها تنطق وتتوسل به ان يكملفهِم ما تقوله بعينيها هو الاخر وقال وهو ينظر اليهما ويصب الحقيقة فيهما :(سأكمل ، لقد كان رجلاً يحب ان يمتع ناظريه بأشياء مقززة وكان الكثير من سكان الحي الذي عاش فيه يشكون منه ... )
سحبت ليلي يديها كلاهما بقوة وسرعةٍ خاطفة من قبضة الجد التي كانت تقييدهما و ضربت بهما شفتاها اليابستين من البرد ومن عدم تناولها الماء منذ مدةٍ لم تكن تتذكرها هي اصلاً
نهضت من مكانها و هي تردد :(ماذا ؟! ابي ؟! انه .. لايمكن !)
عادت وهي تحتضن يديه بكفيها المجبولتين بالبرودة لقلة جريان الدم فيهما وانشغاله بالتدفق الى دماغها لاستنزاف الاخير عليه ليعينه على التفكير بما يُقال لصاحبته
عادت بنفس السرعة الخاطفة و لم تهتم لجسدها النحيل وهي تترنح به وتصدمه يميناً وشمالاً :(من ؟ من يشكي منه ؟ )
هنا وعي الاخر بانه لا يجب عليه ان يخفي المزيد عنها وبنفس الوقت هو خائفٌ عليها من قسوة الصدمة التي يراها في ملامحها وكيف تجاهد كي تستوعبها و تتماشى معها بدون ان يصابها اذىً
اكمل بترددٍ واضحٍ وكأنه يحاول ان لا يقول ما سيقوله لكن اصرارها وشد يدها على يديه ومنعها من افلاته او تركه ياخذ خطوةً بعيداً عنها حتى
كان له النصيب الاكبر من الجلسة هذه
قال :(كان متحرشاً .. الى ان اجتمع كل رجال المنطقة المحيطة بمنزلكم وانهالو عليه ضرباً وأُحيل بعد فترةٍ الى السجن ولم اعلم عنه شيءٌ اخر ،اهدأي يا فراشتي ارجوكي !)قالها بسرعة لكنه توسل اليها ان تهدأ ولا تنجرف خلف شعورها بالصدمة والدراما المفرطة حول الموضوع حاول التقليل او التخفيف مما تمر به
وقال :(لهذا انا وجدتكِ حاولنا قدر المستطاع ان نحميكي ونحافظ عليكِ ،جدتكِ لم تتقصد يوماً ايذاءكِ كان كل شيءٍ لحمايتك ومصلحتكِ
أنت تقرأ
الهـــاوية
Misterio / Suspensoحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...