عدنا الى المنزل نرمي في هواء الحديقة ضحكاتٍ وقهقهات ،كان الظهر قد حلّ سمعنا صراخاً من المنزل بعد نزولنا من السيارة فهرعنا لنجد نورا تقول لنا :(
الحمدلله انكما اتيتما اخيراً)
احتضنتُ نورا بعدما هلعت إلي و بدأت سارة توبخ زوجة اخيها فأخذت نورا الى حجرة سارة بعيداً عن كل هذا الصراخ حتى سمعت صوت والد سارة ينادي من اسفل الدرج اذ لا يمكن لقدماه ان تحمله لأعلى كان يصيح بصوتٍ عجوز النبرات :(سارة ؟ ماذا يحدث ؟)
اضطررت ان اخذ نورا معي الى الاسفل لنطمئن الجد بأنه ليس هنالك داعٍ للقلقتركت نورا ترتاح في سرير جديها و عدت الى الاعلى لأهدئ من روع سارة و المشاحنات اتي تجري في الغرفة
كان اخر ما قالته سارة لها :(سيأتي يومٌ وتندمين على كلِ ما فعلتيه ،ثقي بكلامي هذا !)
فردت الاخرى :(هل هذا تهديد ؟ انت لا تعرفين اخافة ذبابة ! هل تعتقدين انكي تخيفيني ؟)
سحبت سارة من يدها رغماً عنها اذ كانت تود ان تكمل و تزيد من حرب الالفاظ الى حرب يدين او جريمة قتلٍ حتى
دخلنا في غرفة سارة ثم سألتني :(اين نورا ؟)
اجبت :(انها في الاسفل على السرير طلبت منها ان تنام قليلاً بينما نحضر الغداء ،اعتقد ان عليّ الذهاب الان ...)فجأة صوت الباب يُفتح لتظهر نورا و تغلقه ورائها بسرعة و عيناها تغرق بدموعٍ خائفة ثم قالت ما ادهشنا و ارعبنا انا و سارة
قالت :(ان .. انا لم اعد بنتاً !)
فقلت :(هل تقصدين انكِ لم تعودي طفلة و كبرتي و كبر تفكيرك حول المواضيع ؟ بالطبع فأنتِ مثقفة و تقرأين بجدٍ و انتي دوماً طموحة و ذي اخلاقٍ عالية و تربية مثالية يا نورا)عادت تكرر ما قالت و هي تبكي اكثر و تنظر الينا بعينين مذنبتين :(انا لم اعد بنتاً الان .. كله بسببها !!)
تلاطمت سارة على كل حائطٍ من حيطان الغرفة و لكنها لم تنبس اما انا ،انا بقيت افتح فمي و انتظر من نفسي تفسيراً على ما سمعت احاول الاستيعاب او الفهم او حتى التلميح ،لكن نورا صغيرة كيف سأصيغ سؤالاً اطلب منها ان تفسر ما قالته ! ماذا لو اننا فهمنا ما قالته بشكلٍ خاطئ !
اخيرا استجمعت سارة قواها و ازاحتني من كتفي بعيداً عن نورا و حجزت مكاني امام نورا ثم سألتها :(هل فعلت لكِ شيئاً مخيفاً؟)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...