الفصل ٢٥

28 3 4
                                    


تابعت سيلين :(اعتقد .. انه نعم ،يبدي مشاعر لي لكنه يميل لابعادها واخفاءها عني ،ولا اعلم حقيقة السبب لكل هذا حقاً !)

فجأة تتجمد عينا ليلي و هي تحدق بشخصٍ خلف كرسيّ سيلين ...
(ليلي ؟ هل تسمعينني ؟) قالت سيلين و هي تعقد حاجبيها و تحدق بنظرات ليلي مستغربة بعض الشيء من سكوتها و عدم تجاوبها معها

طلبت ليلي من سيلين ان تكمل حديثها و استمرت الثانية بترديد كلامٍ عن كونها منبوذة من قبله و تختمه بأنها تشعر بعكس ما يقوم زين بطريقة تعامله معها و ذرفت بعض الدموع الاخرى ايضاً لكن ليلي لم تنصت حقاً لجميع الكلام و لم تركز او تحاول الفهم فقد كانت خلاصته بأن تبتعد عن زين الذي لم يكن امامها كرجل احلامٍ من الاساس كما اعتقدت سيلين

استمرت ليلي تراقب بعيداً بأنظارها لكنها لم تجعل سيلين تشك في اي شيءٍ مما يراودها من تفكير ونظرات

فجأة قالت سيلين :(هل تودين تناول شيءٍ ما ؟)
ردت ليلي :(كلا ! اعني .. كلا شكراً لكِ)

كفكفت سيلين دموعها و قالت :(هل أوصلكِ اذن ؟)

اجابت ليلي بالنفي ايضاً :(كلا .. شكراً علي ان اجلب اشياءاً اخرى من البقالة اولاً !)

فدفعت بإستقامة ساقيها الكرسي بعيداً عن الطاولة و همت مغادرة بعدما ودعت سيلين التي كانت تراقب حركاتها بغرابةٍ قليلاً

اسرعت ليلي خارج المبنى و هي تقول :(من هذا الذي كان معها ؟!)

فجأة تضربها يدٌ على كتفها لتعلمها بوجود شخصٍ ما ورائها ،التفتت سريعاً واذا بأمها تقول :(و ما دخلكِ انتي ؟!)

عدلت ليلي وقفتها و عقدت حاجباها ثم قالت :(لم اتوقع رؤيتكِ هنا !)
ردت الاخرى و هي تقف و تنعتها بكلامٍ و الفاظٍ غريبة و لا تتعب نفسها بالنظر الى عينيها :(اذهبي الى المنزل .. المكان مخيفٌ هنا !)

تسائلت ليلي :(و هل تهتمين لأمري الان ؟)
قالت (بالطبع لا ! الى اللقاء !)

بقيت ليلي متعصبة و سحبت دمعة اوشكت على السقوط من عينيها فمرّ من جانبها في تلك اللحظة سيارةٌ سوداء لامعة من شدة نظافتها لم تلحق ان ترى من يقودها او من يجلس في المقعد الخلفيّ حتى ،تابعت عيناها توجه هذه السيارة الى ان رأت والدتها تستقلها و تنطلق السيارة بها بعيداً

الهـــاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن