بدأ يقص لها كيف عرف واجاب على سؤاليها كلاهما تتابعاً مما جعلها في نوبة دوارٍ وتفاجُئ من الصدفة التي حدثت في ذلك اليوم
فقد قال :(لم تكن علاقة عمي مع ابي قوية ابداً ،كنت اسمع ابي احياناً عندما يصفه ،فإني اتخيله كمجرم او شخص غبي ،ربما هذه المرة الرابعة في حياتي اراه ؛علاقته بوالدي بدأت اقل حدة وكره لانه طلق زوجته التي كان ابي دائم الكره لها ولعائلتها !)
قالت :(ولم اتى هو بدلاً عن والدك في ذلك اليوم ؟ وما علاقته بالحادث ؟!)
قال :(انا ايضاً تفاجأت من قدومه لكني سرعان ما تذكرت ان في ذلك الصباح ذهب ابي في رحلة عمل خارج البلد وامي لم تكن في المنزل لان خالتي كانت على وشك الولادة)
قالت المعلمة بفضول وانصات تامين :(حسناً ،اكمل انا اسمعك)
قال وهو ينظر و يلف على اصابعه ثم يفتح التفاف حبلٍ كان من ضمن تصميم سترته :( في ذلك اليوم بالتحديد بعدما انتهى عمي من حديثه مع المديرة استقل الباص نفسه الذي كنتي فيه وعند وقوع الحادث هو تأذى ايضاً وذهب معكِ لنفس المشفى وتعالج وعندما طمئانه الاطباء عنكِ عاد الى المنزل)
قالت له :(وكيف علمت بكل هذا ؟ اعني .. من اخبرك ؟)
قال :(لقد قص لابي كل هذا عندما عاد ابي من السفر وكنت اجلس على الغداء وسمعت كل شيء !)
قالت :(اوه .. حسناً ،كنت اود شكره بنفسي لكن سأقدر فعلاً ان فعلت لي هذه الخدمة وشكرته نيابةً عني ارجوك ) وهي تنظر بابتسامةٍ له
قال :(حسناً !) واعلن جرس المدرسة بدأ اليوم الدراسي فذهب مُسرعاً لصفه وترك التي كان يخاطبها في حالة ذهول وصمت لثوانٍ تحاول استيعاب ما قيل لها
الى ان لاح في بصرها ملامح وجه المعلمة وهي تقترب تجاهها مبتسمتاً للطلاب والمعلمات اللاتي يقابلنها ويصبّحن عليها
قالت :(يجب عليي ان اشكرها على الاجازة عندما تصل بقربي
و بعد ثوانٍ أتت اللحظة التي انتظرتها فأستغلتها بقول :(صباح الخير ،شكراً على ...)* قاطعتها المديرة ولم تزل عيونها مترابطتا النظرات
قالت المديرة :(لاقيني في مكتبي الان )!ردت :(حسناً !)
بعد اختفاء المديرة من الانظار
قالت :(لِم اشعر انها متعجرفةٌ احياناً ومسالمة وطيبة احياناً اخرى ؟!)تابعت خطواتها لمكتب المديرة الى ان وصلت ،قامت بطرق الباب فأجاب لها صوت من في الغرفة يقول :(تفضل)
قدمت نفسها بخطوات الى الامام بعدما فتحت الباب لكن المديرة ام تبدي اي اهتمام او ترفع نظرها من مهما كان ما تفعله
فتنحنحت الاخرى كي تعلن انها هنا وتنتظر
أنت تقرأ
الهـــاوية
Misterio / Suspensoحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...