ردت ليلي ولم يخطر ببالها من يكون صاحب هذا الصوت :(من معي ؟)رد الرجل ذاته :(انا .... )
لقد كان المتصل هو اول من قبِل بتعيينها في هذا المطعم ونفسه الذي هدد سارة بأنها لو اخطأت ستُطرد معها فكانت ليلي شديدة الإصغاء والتنفيذ بدقة لما يقول لان وظيفتها و وظيفة سارة تتمحور حول جودتها بأداء ما يُطلب منها
قال :(مرحباً ،ليلي ؟ عليكي القدوم في غضون عشر دقائق فالمطعم بحاجة الى مزيد من العمال !)
قالت ليلي :(حسـ ..) تفاجأت بإغلاقه الخط فاكملت السلالم و ركضت سريعاً الى غرفتها تأخذ ما يمكنها ان تأخذه من ملابس كي تغطي جسدها الذي بدا وكأنه يلمّح لبداية نزلة برد لكن ملامحها لمن يراها بعدما تأنقت لن يحزر اصابتها بالبرد مطلقاً لانه سيلهي بصره بجمالها ودقة هندسة ملامحها وتفاصيل عينيها المتناسقتين حتى وان ارتدت ملابس بدون ان تنتبه للون كل منهم ولا خامة اي منهم فلا زالت تسلب الانظار
صاحت نورا وهي في الطابق الاسفل :(ليلي ،سارة على الباب ؟)
وبعدما انتهى صوت نورا بدأ صوت بوق سيارة سارة يدق على اسماع ليلي لعجلتها وسرعتها لايجاد اي قطعة ترتديها قامت بلبس حذاءٍ كانت قد اشترته حديثاً ولم تجربه على قدميها سوى مرةٍ واحدة لانه كان يؤذي قدميها ويصيبهما بالخدوش المبرحة نزلت على الدرج باقصى سرعة واختزلت وقت كل ثلاث درجاتٍ من درجات السلم بخطوة واحدة ولم تهتم لما من الممكن ان يحدث لهااخذت المفتاح من جهة الباب التي في داخل المنزل واغلقته بسرعة لتقفل الباب من الخارج في طريقها الى سيارة سارة انتبهت بانها لم تكمل وضع اللمسات الاخيرة على ملابسها بأنها لم تغلق ازرار معطفها ولا القميص الذي تحته تأفأفت وتابعت سيرها الى السيارة
قالت وهي توصد الباب بسرعة :(مرحباً سارة !)
ردت سارة وهي تدوس على دواسة البانزين بقوة :(مرحباً ليلي ، تأخرنا سأقود بسرعة !)وبعد اقل من ثلاث دقائق أوقفت سارة السيارة ثم صاحت نورا :(الى اللقاء)
ودعت نورا كلاً من سارة و ليلي وتوجهت مسرعتاً بسعادة الى المنزل وهي تجر خلفها حقيبة مدرستها الوردية والمطبوعٌ عليها رسوماتٌ كارتونية طالما أحبتها وزينت جميع ادواتها المدرسية الاخرىانطلقت سارة في سياقة السيارة وهي تكاد لا تنطق حرفاً اذ تصب جام تركيزها على الوقت كي لا يفوتهما ولكي تصل في الوقت المناسب الى المطعم
بدت على ليلي ملامح خوفٍ غريبة لكنها الاخرى لم تستطع النطق اذ تجمدت حنجرتها خوفاً من ما ترى امامها من سرعةٍ مفرطة لم تعتد عليها
لمحت سارة وضع ليلي المثير للشك بطرف عينيها ثم قالت :(هل هناك خطبٌ ما ليلي ؟)
قالت ليلي بتوتر :(انتبهي الى الطريق ولا تتحدثي حرفاً واحداً !)
قهقهت سارة قليلاًثم خففت من السرعة وقالت :(حسناً ليلي لقد اقتربنا بوقتٍ قياسي من المطعم لا داعي للخوف !)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...