اتى احدهم بإتجاه ليلي و سارة اللتان تركعان باكيتان بنحيبٍ يقربهما من الموت على اثره و هو يبتسم قليلاً و يقول :(اقدر شجاعتكِ و كل ما فعلته سيدتي ،على الرغم من كل ما حدث هناك خبرٌ سار ايضاً و هو ان صحة السيدة التي كانت معكم والتي اسمها تمارا مستقرة الان ،يمكنكم العودة الى المشفى لاخذ اقوالكم وللاطمئنان عليكم وعلى تمارا من ناحية صحية اكثر ولجريان الامور والمعلومات المطلوبة منكم بشكلٍ اسهل ،تفضلوا معي الى السيارة ارجوكما)
نظر ذات الرجل الى المكان الذي سقط منه سامي فلم يجد سوى حجارةٍ صخرية قاسية الملمس لمن من الممكن ان يتلمسها فقط فكيف سينجو مَن مِنَ المُمكن ان يسقط نحوها من هذا الارتفاع !!
كما ببالغ الاسى تُزهق روحٌ بريئة لم تعني ان تقحم في ما من الممكن ان يوصل روحها على هاوية تسحق و تغرق و تزهق ما بقي له من انفاسٍ بدون رحمة و لا شفقة نتيجة لقلة حيلته و لموت وسيلةٍ او محاولةٍ لسحبه من يد وحشٍ نفذ حنانه و لم يتبقى منه اي قطرة في تلك اللحظة او ربما كان جبناً وتسرعاً و استسلاماً وانانيةً منه
لطالما عرف ان هذا الوحش هو والده و لطالما اكل القهر اربطة قلبه واعتصره مرّاً لما يرى ما يمر امامه من علاقاتٍ بين من كانو سواسيةً معه سواءً بالجنس او الميلاد و بين ابائهم و كيف كانوا يتمتعون و يتدللون ويتغنجون في احضانهم لا يأبهون ان يُصفعوا او يُصرخ عليهم او يوبخوا او من الممكن ان يُرمى بهم من اعلى جُرفٍ بدون تردد مبيَّن
اخذت الامواج ترمي به هنا وهناك و بجسده الطافي و بدون بمقاومةٍ منه لكبحها او ابعادها من عن صدره او حرمانها من كبت انفاسه و حرمانه هو من العيش اخذ يطفو قليلاً واشعة الشمس تنير الماء البارد الذي يغرق وجْهَه
في الناحية الاخرى من مجريات الاحداث كان الجد قد وصل الى المنزل بحلول الساعة الثانية والنصف كما وعد فتح الباب و لم يستلحق ان يرى بركة الدماء التي خلفتها تمارا ورائها بنزيفها فلم يصب بالهلع الى ان قَدِمَ تجاهه احد رجال الشرطة يقول :(سيدي ،هل تعرف سكان هذا المنزل ؟)
رد الجد و هو مرتبكٌ بعض الشيء من سؤال الرجل و من تواجده امام منزل حفيدته فشعر بوجود خطبٍ ما فقال و هو يترك دفع زناد الباب ويعيد بسحبه اغلاقه :(نعم ،انا قادمٌ لارى حفيدتي فقد تركتها منذ الصباح و وعدتها بعودتي في هذا الوقت بالتحديد ،هل هناك خطبٌ ما ،سيدي ؟)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...