لمحني احدهم فصاح :(من انت ؟) !!
فبدأت اركض رغم قلة حيلتي .. اسرعت بين مجموعة اشجار متقاربة لكن لم استلحق ان اتعمق في الغابة بالمعنى الحقيقيبقي كلبه ينبح لكنه استمر بجره من الحبل الذي يقيد عنقه و يطلب منه ان يصمت مع ضربات بقدمه على القفص الصدري لهذا الكلب المسكين القبيح
وضعية جلوسي لم تكن بتلك المريحة لكني تمكنت اخيراً من ايجاد ثغرة بين وريقات الشجرة التي اختبأ ورائها فتطمنت من رؤوية الكلب وصاحبه بمسافة مترين بعيداً عني تبسمرت في مكاني ولم احرك ساكناً لكني خفت من الحاح الكلب الهجوم على الشجرة التي امامي .. لمحت بعد دقيقة سنجاباً يحوم بقربي لم اهتم له اذ انه ليس بالافعى ،شاهدت الرجل و هو يخرج شيئاً من جيبه فتملكني الذعر لما من الممكن ان يكون هذا الشيء عدت بنظري الى السنجاب الغبي اسرني جداً ذيله الناعم وهو يدغدغ يدي ،اخرج الرجل كيساً صغيراً و اخذ يحاول تهدئة الكلب كي ينشغل بالكيس
تملكني الرعب اذ تخيلت الكلب ان افلت من قبضة صاحبهفاعطيت السنجاب البني اللطيف القليل من الفستق الذي اخرجته من جيبي بعد طول معاناة و حذر ،قبلته وتأسفت منه فور افلات الكلب و هجومه نحوي فرميت بالسنجاب في وجهه فاخذ يلهث ويركض ورائه
اما الرجل كان يتنشق من الكيس الصغير مسحوقاً ابيض ،كان مشهداً مقززاً لكني شعرت بالشفقة عليه ،تقدم نحوي بعينين حمراوتان لكنه تراجع في اللحظات الاخيرة ليتابع اللحاق بكلبه
عدلت ساقي الحديدية لكنها توقفت فجأة لم استطع جرها ولا تحريكها مليمتراً واحداً .. سمعت صوتاً ارعبني اكثر من مجرد وقوف رجلٍ فوق السجرة التي انا خلفها
كان صوت سحاب بنطاله ،بعدما انتهى .. زدت اصراراً لان ارى ما الذي يقوم هو وامثاله بحراسته والى اين ذهبت الافعى الكسول وكأني استغنيت عن حياتي فأمسيت لا ابالي بحق .
كانت افضع واقزز لحظة مرت في حياتي بعدما انتهيت من تحميع قوتي و ثباتي و صبري و نحيت الانوثة بعيداً عني قليلاً اخذت امشي بعكس الاتجاه الذي يلكه هو وكلبه الاشعث
وجدت ضوءاً قريباً يختبئ بين الاشجار ،كان كوخاً لكن ليس كوخاً عادياً ،كان ضخماً جداً بثلاث طوابق و حوله سياج صغير توهمت بانني سأتمكن من عبوره الى ان تفاجأت برجلٍ اخر مع كلبِ صيدٍ اخر تراجعت على مهل كي لا اقع تحت انظار كلبٍ مجدداً
*بعد نصف ساعة رأيت الافعى الكسول تخرج من الكوخ فاسرعت بكل حذر و تسللت الى سيارتها السوداء وجلست في المقعد الخلفي و تركت قدمي الحديدية لانها كانت تعيقني بالزحف و التسلل
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...