اغلقت الدفتر وركنته جانباً وغفت قليلاً الى ان حل المساء وايقظها شعورها بـالجوع
جلست على السرير لفترة بعد استيقاظها تفكر وتحاور نفسهالم يخالجني شعور باني لازلت احبه رغم خيانته لي مع امراة اخرى ؟
ولم كتبت هذا حقاً ؟
حسناً ربما من حقها ان تغضب مني فبالتأكيد لانها تخاف عليي
لا يهم انا لست بهذا الغباء كي انجرف خلف مشاعري حقاًمسحت وجهها بكلتا يديها لكي تعلن نهاية التفكير العميق بهذا الموضوع
ورفعت غطاء السرير من فوق رجليها وذهبت الى الحمام في طريقها الى هناك كانت تربط شعرها وتقول :(هناك ادوية يجب علي ان اتناولها بعد العشاء كي يخف الم الجرح في جبيني) وتقلد صوت وحركات جدتها وهي تمشي
وفجاة توقفت اما باب غرفة المراة التي كانت تقلدها
فسمعت صوت همس لقد كان صوت جدتها وكأنها تشاور شخصاً ما في داخل الغرفة
اقتربت الاخرى كي تحاول فهم عن ماذا كانت تدور المحادثة ذات الصوت الخافت ،عقدت حاجبيها ومشت على رؤوس اصابعها و وضعت اذنها على خشب الباب الاملس الملمع ابيض اللون كباقي لون جدران و زوايا المنزل كله وهي تقرض اظافر يدها اليسرى ويدها اليمنى تستند على ركبتها اليمنىوبسبب بيجامتها الحريرية البيضاء المائلة للّون الازرق تزحلقت يدها التي كانت تغطي ركبتها فجأة واصطدم وجهها بالباب فاسرعت لتدارك الموقف وفتحت الباب بسرعة كي ترى من الذي يتكلم مع جدتها وعن ماذا يتكلم اولاً و لكي لا يهرب بعدما يسمع صوت ضرب راسها بالباب ثانياً
فتحت الباب ثم بحثت بعينيها عن هذا الشخص الذي كان يحاور جدتها فلم تجد احداً سوى جدتها في الغرفة لكن وفي اثناء تراقص عينيها في زوايا الغرفة لمحت جدتها تخبئ هاتفها خلف ظهرها وعلامات الارتباك والتوتر باتت واضحة على ملامحها
قالت الجدة :(أهكذا يدخلون الناس الى غرفةٍ ليست بغرفتهم ؟)
وهي تغير اتجاه جلوسها وترمي الهاتف وراء ظهرها كي تبين كلتا يديها ثم تحمل كتابً كان موضوعاً على سريرها التي كانت تجلس عليهقالت الحفيدة :(انا .. انا اسفة .. حقاً .. لقد سمعتكِ تخاطبين شخصاً ما وظننت انه يوجد احدٌ في الغرفة و ...)
وهي تبعد شعرها خلف اذنها بعدما ربطته قبل دخولها الغرفة لكنه لم يكن محكم الترتيب فقد بقيت هناك شعرات متناثرة هنا و هناك لم تهتم بضمها مع باقي الشعر كي تبعده عن وجهها تماماًقاطعتها الجدة :(حديث من ؟ ومع من ؟ انا هنا فقط اقرأ هذا الكتاب !)
وهي تريها الكتاب والصفحة التي وصلت لها وتتئتئ بالكلام وتراقص عينيها هنا وهناك ولم تكن تنظر الى الكتاب اصلاًابتسمت حفيدتها ابتسامةً جانبية و ضمت كلا ذراعيها امام خصرها و رفعت حاجبيها ثم قالت :(واو .. اذن كنتِ تقرأين ؟)
قالت الجدة بعدما انزلت الكتاب من مستوى وجهها :(نعم ! وماذا في هذا ؟)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...