فإنتبه الجميع الى شكل سارة الحقيقي واخذوا يركضون الى سيلين التي كانت ...
القهوة تغطي وجهها بشكل طبقةٍ خفيفة وكأن من يراها للوهلة الاولى سيظن انها فعلاً فتاةٌ فقيرة لم تغسل وجهها منذ ايام لعدم امتلاكها مأوىً يأويها وصابونة تنظف وجهها بها ،برعت سارة بإختلاق شخصية لسيلين عن طريق قص وشق ثغراتٍ ممزقة في الملابس مع مسح القهوة المخففة بالماء عليها اضافةً الى نبش شعر سيلينا بشكلٍ مبعثرٍ في كل اتجاه و رغم البرد القارس خارجاً الا ان سيلين لم تكن ترتدي اي شيءٍ في قدميها التي بدأ يوضح عليها علامات احمرارٍ و زرقة من شدة البرد لكون حذاء سارة في حقيبتها التي بيد سارة لانه بكعبٍ عال قليلاً ولا يليق بفتاةٍ فقيرة
ولكونه لا يتناسق مع لبس سيلينا الوردي ولسببٍ اخر هو لإرتداء سارة حذاء سيلينا كي تتخفى ولو لبعض الوقت و تربك الصحفيين بأنها هي التي يبحثون عنها لم يبقى لسيلين سوى ان تمشي حافية !
اخذت سارة تمسك بذراع ليلي بشكلٍ قويّ و قاسٍ مما جعل ملامح ليلي في صدمة لكونها تقريباً تحمل سارة على كتفها ،مشت الاثنتان بضع خطوات الا وعاد المصورون بنوبةٍ اخرى جعلت من ليلي تصرخ بأعلى صوت :(كفى ،ابتعدوا ،هذه ليست سيلين !!)
وبعدما انتهت من صراخها رد صحفيٌّ اخر بسؤال وقاطع السكوت الذي طرحته ليلي على مسامع الجميع لوهلة :(من انتما بالنسبة لسيلين ؟ و لماذا قمتما بتظليلنا ؟ و لماذا ترتدي الفتاة التي معك ملابس سيلين ؟)هنا بدأ غضب ليلي يغلي و مع كل خطوة تنوي صفع من يقف امامها كفاً ينسيه اسمه صاحت سارة التي كانت تمشي وتتعثر في كل خطوة :(ليلي ،كيف يمشون بحذاءٍ كهذا ؟ انه ضيق وعالي جداً !) و هي تمشي كدبٍ اعرج امسكت بقدمه مصيدةٌ حديدية !
ابطأت ليلي خطواتها بعدما سمعت ما قالته سارة والتفتت عيونها قبل رأسها ونظرت الى سارة نظرةً شريرة وهي تضحك و فمها يكاد يبدأ من اذن وينتهي الى الاذن الثانية :(ستتعودين ها ؟!) ضحك الاثنان والمصورون يحيطون بهما من كل جانب و زاد اهتمام الصحفيين اكثر عندما قامت سارة بنزع ما في قدميها و نظّاراتها و صنع حركاتٍ بلهاء بالفرو الذي يملأ ياقة المعطف الصحراوي و يلامس خديها اللذين كادا ان يُدفنان فيه
نجحا اخيراً بالوصول فالركوب الى سيارة سارة المتواضعة ،بعدما انخفض صوت الجميع و هم ملتصقون على شبابيك السيارة سكتت الاثنتان و هما في حيرةٍ من شأن وظيفتهما و ما هي الخطوة التالية بعد كل ما حدث اليوم
قالت ليلي :(ما الذي فعلناه لتونا ،سارة ؟!)
ردت سارة :(اصبحنا مشاهير لدقيقة والان لنركز على يوم الثلاثاء ومن ثم سنبدأ بالبحث عن وظيفةٍ جديدة) وهي تلوي مفتاح السيارة لتعلن تشغيل محركها استعداداً للانطلاق بعيداً عن هذا المكان المزدحم
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...