مَنَازِلُ الرَكب الحُسَيني :
_
جَاءَ فِي الْأَثَرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سليمٍ وَالْمَذْرِيِّ قَالَا أَقْبَلْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى " الصفَاح " فَلَقِينَا الْفَرَزْدَق بْن غَالِب الشَّاعِر فَواقَفَ حُسَيْناً ، فَقَالَ لَهُ : أَعْطَاكَ اللَّهُ سُؤْلَكَ وَأَمْلُكَ فِيمَا تُحِبّ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ : بَيِّنْ لَنَا نَبَأ النَّاسِ خَلْفَكَ ، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقِ : مِنِ الْخَبِير سَأَلْت ، قُلُوبُ النَّاسِ مَعَكَ وَسُيُوفُهُمْ مَعَ بَنِي أُمَيَّة ، وَالْقَضَاءُ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَاللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ : صَدَقْتَ لِلَّهِ الأمْر وَاللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، وكُلّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَأْنٍ ، إِنَّ نَزَلَ الْقَضَاءُ بِمَا نُحِبُّ فَنَحْمِدُ اللَّهُ عَلَى نَعْمَائِهِ وَهُوَ الْمُسْتَعَانُ عَلَى أَدَاءِ الشُّكْرِ ، وَإِنْ حَالَ الْقَضَاءُ دُونَ الرَّجَاءِ فَلَمْ يَعْتَدُّ مَنْ كَانَ الْحَقُّ نِيَّتِهِ وَالتَّقْوَى سَرِيرَتِه ، ثُمَّ حَرَّكَ الْحُسَيْنِ رَاحِلَتَه ، فَقَالَ :
السَّلَامُ عَلَيْكَ ، ثُمَّ افْتَرَقَا .📚 تاريخ الطبري : ج٤.
—
#منازل_الركب_الحسيني