مَنَازِلُ الرَكب الحُسَيني :
_
جَاءَ فِي الْأَثَرِ ... عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَام ) أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْحَاجِز [ الحاجر ] مِنْ بَطْن الرِّمَّةِ بَعَثَ قَيْس بْنِ مُسْهِر الصَّيْدَاوِيِّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِمْ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى إِخْوَانِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْد ، فَإِنّ كِتَابَ مُسْلِم بْنِ عَقِيل جَاءنِي يُخْبِرُنِي فِيهِ بِحُسْنِ رَأْيُكُمْ ، وَاجْتِمَاعِ مَلَئِكُمْ عَلَى نَصْرِنا ، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنَا ، فَسَأَلْتُ اللَّهِ أَنْ يُحْسَنَ لَنَا الصُّنْع ، وَأَنْ يُثِيبَكُمْ عَلَى ذَلِكَ أَعْظَمَ الْأَجْرِ ، وَقَدْ شَخَصَتُ إِلَيْكُمْ مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ الثّلَاثَاء لِثَمَانٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ يَوْم التَّرْوِيَةِ ، فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَسُولِي فاكمشوا أَمَرَكُمْ وَجِدُوا ، فَإِنِّي قَادِم عَلَيْكُمْ فِي أَيَّامِي هَذِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ..." وَأَقْبَلَ قَيْسُ بْنِ مُسْهِر الصَّيْدَاوِيِّ إِلَى الْكُوفَةِ بِكِتَابِ الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَام ) ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى الْقَادِسِيَّةِ أَخَذَهُ الْحُصَيْن بْنِ تَمِيمٍ فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، فَقَالَ لَهُ عُبَيْد اللَّهِ : اصْعَدْ إِلَى الْقَصْرِ فَسُبّ الْكَذَّابَ ابْنِ الْكَذَّابِ ! فَصَعِدَ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاس !إِنَّ هذا الْحُسَيْن بْنِ عَلِيٍّ خَيْر خَلْقِ اللَّهِ ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَنَّا رَسُولِهِ إِلَيْكُمْ ، وَقَدْ فَارَقَتْهُ بِالحَاجِز ، فَأَجِيبُوهُ ، ثُمَّ لَعَنَ عُبَيْد اللَّهِ ابْنِ زِيَادٍ وَأَبَاهُ ، وَاسْتَغْفَرَ لِعَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب ( عَلَيْهِ السَّلَام ) . فَأَمَرَ بِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَاد أَنَّ يُرْمَى بِهِ مِنْ فَوْقِ الْقَصْرُ ، فَرُمِيَ بِهِ فَتَقطّعَ فَمَاتَ .
📚 تاريخ الطبري : ج٣ص٣٠١.
-
#منازل_الركب_الحسيني