#رجال_حول_الحسين_عليه_السلام
❇️زهير بن القين البجليّ❇
.
.
كان رجلاً شجاعاً وشريفاً في قومه وله منزلة عظيمة بينهم، وكان مقيماً عندهم في الكوفة، وفي سنة ستّين للهجرة ذهب مع عياله إلى الحجّ وفي أثناء رجوعه اختار طريقاً أراد به تجنّب مسير ركب الحسين عليه السلام إلى أن نزل في طريقه إلى الكوفة منزلاً وافق فيه الإمام عليه السلام.فلم يكن لزهير بدٌّ من نصب خيمته في جانب المنزل، وأرسل الحسين عليه السلام رسولاً إلى زهير يدعوه فيه لملاقاته فلم يبد ارتياحه لذلك، إلّا أنّ دلهم زوجته رغّبته في ذلك، فأقبل زهير إلى خيمة الإمام عليه السلام ورجع مستبشراً قد أسفر وجهه، وسرّح زوجته إلى موطنها والتحق هو بالإمام الحسين عليه السلام.
.
⬛️وعندما عارض الحرّ بن يزيد الإمام الحسين عليه السلام في الطريق، تكلّم الإمام عليه السلام في أصحابه مبيّناً لهم عاقبة الأمر من سفرهم، وبعد أن أنهى كلامه تكلّم زهير في جمع سائر الأصحاب فقال:"قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك، والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين إلّا أنّ فراقها في نصرك ومواساتك، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها".◼️وبعد أن أنهى كلامه دعا له الحسين عليه السلام
◾️ومع وصول رسول ابن زياد إلى الحرّ يأمره فيها بتشديد الخناق على الإمام عليه السلام والتضييق عليه، طلب زهير بن القين من الحسين عليه السلام قتال الحرّ ومن معه قائلاً: "يا ابن رسول الله إنّ قتال هؤلاء أهون علينا مِن قتال مَن بعدهم".
⚫️إلّا أنّ الإمام أبي عبد الله عليه السلام لم يرتض طلبه وقال له: "ما كنت لأبدأهم بقتال حتّى يبتدروني بالقتال وحينها ننهض لدفعهم"
.
◼️وفي عصر اليوم التاسع من المحرّم ولمّا تهيّأ العدوّ للحرب والقتال تقدّم زهير وحبيب للكلام معهم ونصيحتهم، وبعد أن تكلّم حبيب مع عزرة بن قيس التفت زهير إلى عزرة محذّراً له من إعانة أهل الضلال على قتل النفوس الزكيّة، فتعجّب عزرة من مواقف زهير في الدفاع عن الإمام الحسين عليه السلام فسأله قائلاً:"يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت". فقال له زهير: "أفلا تستدلّ بموقفي هذا على أنّي منهم، أما والله ما كتبت إليه كتاباً قطّ، ولا أرسلت إليه رسولاً قطّ، ولا وعدته نصرتي قطّ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله"
.
*〰وفي ليلة العاشر من محرّم لمّا أحلّهم الإمام من بيعته وطلب من أصحابه ترك أرض كربلاء تكلّم زهير بعد أن تكلّم بنو هاشم وبعض الأصحاب فقال:"والله لوددّت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل كذا ألف قتلة، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك"،
. ،⤵️وفي زيارة الناحية وردت الإشارة إلى كلام زهير القائل للحسين لمّا أذن له بالانصراف: "لا والله لا يكون ذلك أبداً، أترك ابن رسول الله أسيراً في يد الأعداء وأنجو؟! لا أراني الله ذلك اليوم"*〰وقام الإمام الحسين عليه السلام في اليوم العاشر بتنظيم صفوف أصحابه فجعل زهير بن القين على الميمنة33، وقام زهير بخطوة حسنة حيث أقدم على نصيحة الكوفيّين، وممّا قاله لهم بعد ذلك: "إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد، فإنّكم لا تدركون منهما إلّا السوء"
.
ثمّ تابع كلامه بإفشاء رذائل الأمويّين ويزيد وابن زياد إلّا أنّ العدوّ صمّم على قتل الإمام عليه السلام، ورماه الشمر بسهم لكنّ زهير استمر بإرشاد القوم والكلام معهم إلى أن جاء رسول الإمام الحسين عليه السلام إليه، وقال له: إنّ أبا عبد الله يقول لك: "أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والابلاغ".وحينئذٍ رجع زهير من الميدان34.
.
وعندما هجم الشمر وأصحابه على مخيّم الحسين عليه السلام وأراد إحراق الخيام، حمل زهير بن القين في عشرة من أصحابه وشدّ على الشمر وأصحابه فكشفهم عن الخيام.
.
*ثمّ حمل زهير والحرّ على الأعداء وقاتلا قتالاً شديداً حتّى استشهد الحرّ36، ثمّ صلّى الحسين عليه السلام صلاة الخوف ولمّا فرغ منها رجع زهير مجدّداً إلى القتال فجعل يقاتل قتالاً لم ير مثله ولم يسمع بشبهه وأخذ يحمل على القوم وهو يرتجز قائلاً: *أَذُودُكُمْ بِالسَّيْفِ عَنْ حُسَيْنِ*أَنَا زُهَيْرٌ وَأَنَا ابْنُ القَيْن
ثمّ إنّ زهير استشهد على يدي كثير بن عبد الله الشعبيّ والمهاجر بن أوس التميميّ.
ولمّا صرع وقف الحسين عليه السلام عند رأسه فدعا له ولعن قاتليه.
#رجال_حول_الحسين
#عاشوراء_١٤٣9هـ
⚑ #الشعائر_الحسينية ⚑