#عارفآ_بحقه
من البديهي أن الانسان لا يمكن أن يختار الطريقة المثلى للتعامل مع شخص ما اويعرف الأسلوب اللائق للتعامل معه ما لم يعرفه من هو وما هو مقامه ، وكذا زائر أهل البيت (عليهم السلام) عليه أن يكون عارفا بحقهم كي يحسن التصرف بحضرتهم ، ولذا ورد في رواية عن الإمام الرضا (عليه السلام): " من زار الحسين عليه السلام عارفا بحقه فكأنما زار الله عزوجل فوق عرشه " (1) ، وعنه أيضاً "ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت له يوم القيامة"(2).
ومعرفتهم (عليهم السلام) بحقيقة معرفتهم غير متوفرة لكل الشيعة لما ورد عن الإمام علي (عليه السلام): " إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحمله إلا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان "(3) .
وأما معرفة حقهم الواردة في الروايات والواجبة على العباد فهي الاعتقاد الكامل بولايتهم الإلهية العظمى التي حباهم الله (تعالى) بها دون سائر خلقه ،والاعتقاد بإمامتهم الكلية وخلافتهم الثابتة لهم بمعانيها التكوينية والتشريعية والتولي لهم والبراءة من أعدائهم ، والاعتقاد بمعارفهم وفضائلهم والتسليم لهم في كل شيء .
كما ورد في الأدلة الشرعية الحثّ على التسليم لهم وأنّها من صفات الإيمان الكبرى، وقد أشار الله (تعالى) الى ذلك في قوله : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِى أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(4).
ومن مصاديق التسليم عدم الجحود والكفر بما ورد عنهم في حال جهل المكلف وعدم إحاطته به إحاطة تفصيلية ، كما في رواية زرارة عن أبي عبدالله عليه السلام: " لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا "(5) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فضل زيارة الامام الحسين (عليه السلام) ص73
(2) مسند الامام الرضا (عليه السلام) ج1 ص145
(3) ميزان الحكمة ج9 ص194
(4) النساء 65
(5) الكافي ج2 ص406.