"حين لا اسامحك فاعلم ان خيبتي بك تفوق شوقي اليك"
#سارة_ح_ش#
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- رسالة من عاشق -
" أتذكرين كم احببتكِ؟!.. أتذكرين كمية ذلك التعلق الطفولي الذي خضته معكِ وانا الاكبر سناً؟!.. احببت كل تفاصيلك.. عفويتكِ.. سذاجتكِ.. كل شيء لا يذكر فيكِ ومنعدم ولا يستحق انا وقعت بغرامه اكثر..
اذكر ذلك اليوم جيداً.. كنتِ تقفين امام لوحتنا الجديدة في صالة منزلنا تطالعينها باهتمام.. تعقدين اصابعك خلف ظهركِ ..تركزين في الوانها وتفاصيلها... اذكر كمية التوتر الذي اجتاحني.. اذكر كيف قدماي كانت ترتجف وانا اتقدم اليكِ ببطئ اصارع كي اصل من غير ان اهرب.. وقفت خلفكِ وهمست.."ليلى انا احبكِ".. وخفق قلبي بشكل اوجعني.. ولكنه كان موجع بشكل لذيذ!.. تبسمت بينما كنتِ تتسمرين بمكانكِ من غير ان تلتفتي.. تنفست الصعداء وانا اتخلص من كمية الهم الذي اثقل كاهلي طوال سنوات... نظرتِ الي.. حدقتِ بوجهي بصدمة.. تمتمت شفتاكِ بكلمات لم اسمعها.. وهربتِ!.."وسط ازدحام مشاعرنا وفوضى احاسيسنا نكمن نحن.. مشاعر لن نتمكن حتى نحن من فهم ماهيتها.. حين نحب احدهم بشدة ويجرحنا سنكرهه بذات الشدة.. ليس كره بقدر ما هو انتقام.. وليس انتقام بقدر ما هو شوق نحاول اغتياله بأي قسوة!..
لا تخشى انسان غاضب.. بل اخشى انسان هادئ يتخذ القرارات بصمت من بعيد!..
وقفت روان فوق سطح بناية المستشفى تشرب قهوتها في وقت استراحتها هنا دون ان تنزل الى الكافتريا فتلتقي بمازن او تضطر لمجالسة اياد.. تحب هذا الهدوء الذي تحظى به بهذه الساعة من اليوم حيث تراقب الناس وازدحامهم من فوق البناية.. ترى حركتهم.. احاديثهم.. لقائاتهم.. ولكن من غير الاضطرار لسماع ثرثرتهم.. احياناً حين نراقب من بعيد سنرى الاشياء بشكل اوسع واعمق مما لو عشنا وسطها!..- ما الذي تفعليه هنا؟!.. هل تفكرين بالانتحار؟!..
التفت بتفاجئ للذي اخترق محراب هدوئها فتبسمت حين وقعت ابصارها على يزن يشاركها الجلوس على حافة السور الذي يحيط حديقة ازهار صغيرة امام سور سطح المستشفى فتبسمت واعادت ابصارها تحدق في الافق امامها وقالت:
- اتمنى!... ولكن اعلم ان لا احد يستحق.. وانهم سينسون ذكري بعد شهور او ربما ايام ويعودون لممارسة حياتهم.. ولن اخلق ذلك الندم الذي اسعى اليه بداخلهم!..
شاركها تحديقها في الافق وارتشف بعضاً من قهوته وقال بنبرة رصينة تحمل بين طياتها اللوم:
- اذاً انتِ تعاقبين نفسكِ قبل ان تعاقبيهما!..
- ربما.. كالكاثولكي المتشدد الي يجلد نفسه بنفسه حتى يتخلص من الذنوب.. وهما ذنوب اريد تخليص روحي منها..
زفر بضيق والتفت اليها قائلاً:
- عليكِ ان تنسي مازن يا روان.. ذكراه لن تفعل شيء سوى اذية كلاكما!..