~ استغاثات مكتومة ~

11.3K 788 879
                                    

" أستمر بمسامحتك رغم كل ذنوبك المتراكمة.. فقط لأني أضعف من أن أعاقبك بالهجران "

#سارة_ح_ش#

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جلس خلف مكتبه يحدق بتلك اللوحة التي حصل عليها هدية من والدته المحبة للفن بعد توظيفه في هذه المستشفى..
كانت لوحة مليئة بالالوان ومبهجة.. ورغم ذلك بدت باهتة ومسلوبة الحياة.. كبقية الاشياء التي تقع عليها عينيه.. كل شيء بلا معنى وكأن الوجود فقد واقعيته على غفلة منه!

- لن يتغير نوع الشجرة ولا لون السماء..

التفت نحو صوت روان القادم من الباب والتي أكملت بينما تتقدم نحوه ويديها تستقران في جيب ردائها الطبي:

- كلما دخلت مكتبك أجدك تحدق بها وكأنها ستتغير أن فعلت ذلك مطولاً..

رفع كتفية بعدم مبالاة:

- أنا فقط أركز نظراتي بشيء ما بدل أن أبدو كالأحمق وأنا أحدق بالفراغ!

نظرت نحو سطح مكتبه وسحبت تلك الاوراق المرتبطة ببعضها بشكل مميز والتي حفظت شكلها منذ ليلة عيد ميلاده وقالت:

- لا زلت تكتب لها هذه الرسائل..

ثم نظرت له مستأنفة:

- ألا تنوي أبداً جعلها تغادر درج مكتبك وأرسالها لها؟!

تحرك بخطوات متباطئة وتهالك جالساً فوق كرسيه وقال بذات بؤسه:

- وما الفائدة أن فعلت؟!.. هل سيغير شيئاً؟!

تتهدت بأسى وقالت:

-، لا تزال ترفض عرضك للزواج؟!

- أجل.. ولكني لا آخذ رفضها بعين الأعتبار.. سأجبرها أن اضطررت لذلك!

- ربما عليك رؤية الامور بعينيها..

نظر لها مستفهماً فاستأنفت:

- لم يتبقى لها شيء يا يزن.. لقد خسرت المعركة على اية حال لذلك تريد تقليل خسائرها فقط.. لا حلم ستعيش من أجله ولا أمل في الغد.. لذلك لا تريد أن تحطم أحلام غيرها في طريقها للسقوط والانهيار..

- إلى ما ترمين يا روان؟

- ببساطة اجعلها لمرة واحدة تقرر ما يجب فعله.. دعها تتخذ القرار بنفسها ولا تستغل عاطفتها لتجبرها على شيء ربما ستعيش ما تبفى من حياتها نادمة لأنها اتخذته..

-نادمة لأنها ارتبطت بي؟!

- نعم.. ولكن ليس بالطريقة التي تفكر بها.. بل لانها ستجعلك شديد التعلق بها..

- أكثر من تعلق عشر سنوات؟.. تظنين هذين الشهرين سيزيدان أو ينقصان من حبي شيء اتجاهها؟!

- ربما.. من يعلم؟!
٠
قام منتفضاً من مكانه قائلاً بحدة:

- كفاكِ هراء!

نستولوجيا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن