" من أفزعك؟
من خاض عالمك الجميل
وعاث فيه وروعك؟
من أحزنك؟
من هز تحليق الطيور وأدمعك؟
من أطفأك؟
وأعاد للدنيا الظلام ومزقك؟
سأكون دوماً الى جانبك كي أسمعك "- مقتبس -
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
( رسالة من عاشق )
" أحبكِ.. كما لم - ولن - أحب أحد.. بكِ شيء مميز .. حيوية بشكل أعجز عن وصفها لدرجة تبعثين بي التفائل في أكثر أوقاتي تعاسة.. ببساطة كنتِ الشيء الأفضل في يومي المتعب..
أحب ضحكتكِ وقهقهتكِ التي لم تكن تزييفها لتصبح "انثوية".. طريقة أكلك العفوية.. نكاتكِ التي لم تكن تُضحك أحد غيركِ لدرجة كنا نضحك لضحكتكِ أكثر من النكتة ذاتها.. غضبك السريع ورضاكِ الأسرع.. بكائك لأشياء لا تستحق كطفلة صغيرة سيضج المنزل بصراخها أن ضربت أصبعها بالباب... هكذا كنت اراكِ وأتعامل معكِ.. لم أكن أدرك أن هذه الطفلة قد نضجت على غفلة مني.. أصبحت تحمل من الهموم بداخلها ما أعجز عن رؤيته.. تبكي حين تختنق وليس حين تفوت برنامجها المفضل.. أصبحت تفضل الوحدة بعد أن كان عالمها يعج بالمقربين... كانت تموت ببطئ أمامي دون أن ألاحظ أنطفائها.. وفي كل مرة تلتجئ الي لتشتكي كنت ألومها فقط وأحملها الذنب... ربما كنت أنا من قتلك في النهاية.. وليس مرضكِ )وقفت روان تستند على غطاء السيارة الامامي تراقب بسرية مازن الذي يدير ظهره أليها ويراقب البحر بصمت.. هما على هذا الوضع منذ 15 دقيقة ولا يبدو إنه ينوي الحديث..
أبعدت خصلات شعرها التي ألصقها الهواء على وجهها وأسكنتهم خلف أذنها وهي تقول:
- إذاً.. هل تريد قول شيء؟!
أخذ نفساً عميقاً ثم التفت اليها بينما يديه تستريح بجيوب بنطاله الأسود.. حدق بعينيها للحظات ثم قال بينما يتلاعب بطرف حذائه بالرمال تحت قدمه:
- أردت أن.. أن أعتذر عمّا بدر مني اليوم!
- فقط اليوم؟
نظر لها وهو يقول:
- لتشكري الله إني سأعتذر من الأساس!
تبسمت وأشاحت وجهها جانباً في محاولة فاشلة لأخفاء ذلك عنه.. شعرت بخطواته تقترب منها فرفعت رأسها بتفاجئ وأرتباك اليه وهو يقترب منها كثيراً حتى وقف أمامها مباشرةٍ لا تفصل بينهما سوى بضع انشات.. أزدردت ريقها بتوتر وهي تحت مجهر نظراته الثاقبة.. كان ينظر لها بتفكير أكثر من كونه شوق وكأنه يحاول معرفة ما يدور حقاً بخلجها لعله يستأصل كل شكوكه ويقطب جروحه.. لو أنه فقط يسمع ما تفكر به وليس ما تقوله!
قالت وهي تركز عيناها بصلابة بدورها داخل عيناه:
- ما الذي تريده بالضبط يا مازن؟.. هل جئت هنا لتعتذر فقط؟
رفع يده بهدوء وتلمس خدها برفق مما دفع الدماء أن تتفجر به فوراً وتتصاعد الحرارة اليه مانعة اياها من قول كلمة أخرى بصلابة.. بينما هو قال بكل بحسرة: