" قَبلَ أن تستسلم
تَذكر لِمَ كُنتَ صامداً طَوالَ هذهِ المُدة "- مقتبس -
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- رسالة من عاشق -
( يوم اخر يمضي.. ليلة اخرى تنقضي ولا شيء تغير.. لا قلبي هدأ ولا شفتاي تطاوعني لأبتسم ولا مزاجي يسمح لي بتمثيل سعادة اضافية... في لحظة كرهت البشر بأجمعهم من غير استثناء.. فجأة شعرت إني وحيد وهم قد تخلوا عني.. أو ربما أنا من تخليت عنهم.. لا أعلم حقاً.. ولكني بدأت أحب الوحدة حقاً.. الوحدة مع طيفكِ وذكراكِ فقط! )
- الحاضر -
جلست على طاولة تزيينها تمشط شعرها برفق وتتلمسه كما لو كان الوداع الاخير بينهما.. ذلك الليل الكثيف سيغادر كتفيها قريباً.. لن ينغمس رأسها فيه ليلاً ولن يوقظها صباحاً وهو يتلاعب بأنفها.. لن تلف خصلاته على أصبعها حين تفكر كما هي عادتها، ولن تبالي أي تسريحة عليها أختيارها لمناسبة معينة.. بدأت كل الاشياء المحببة لها تنسلخ عنها شيئاً بعد اخر!
قطع عليها تأملها طرقات خفيفة فوق باب غرفتها.. تنهدت بعمق قبل أن تقول بصوت متعب:
- تفضل..
فُتح الباب لتتفاجئ به مازن.. تبسمت فوراً وقالت بمزاح:
- ما هذه المفاجئة السيئة!
فرد بدوره باسماً:
- أنتِ الأسوأ حبيبتي!
دخل الى الغرفة يتفرج على كل ركن فيها لكونها المرة الأولى التي يدخلها، ثم جلس على طرف منضدة تزيينها بينما هي تجلس على الكرسي أمامه مباشرةٍ وقال:
- إذاً.. هل أنتهيتِ أم نؤجل حفلة العيد ميلاد للفجر؟
سحبت الهدية التي غلفتها من جانبها وقالت:
- أنتهيت حضرة المتذمر وحتى إني جهزت الهدية..
قلّبها بين يديه وهو يقول مضيقاً عينيه بشكل مضحك:
- هل علي أن أغار وأقول أنه لا يجوز لكِ أن تهدي رجل غيري هدية؟!
- ذاتاً أنا لم اهدي لك شيء عزيزي.. لا تتفائل كثيراً !
ثم وقفت تنهي اخر اللمسات على شعرها وامسكت حقيبتها اليدوية وقالت:
- إذاً.. هل نذهب؟!
بقي يحدق بعينيها بعيون ذابلة وابتسامة ضعيفة دفعتها للقلق فوراً... اقتربت منه وهي تحيط جانب وجهه بيدها وقالت:
- هل كل شيء بخير؟!
تنهد بحسرة وقال:
- متعب فقط!
- مِن ماذا؟!
- من كل شيء.. حتى أنفاسي ترهقني.. أحتاج جهداً حتى للكلام!