" أحياناً نحتاج أن نموت لنحيا بقلوب غيرنا.. غيرنا الذين تجاهلوا أننا احياء وأن الفرص قائمة بيننا "
#سارة_ح_ش#
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- رسالة من عاشق -
( كنت أرى وجهكِ كأطلالة نور على مدينة لم تذق طعم الشمس.. يا ليلى القرن العشرين لابد لكِ أن تعلمي أن قيس الذي يكمن بداخلي لا يعرف كيف يكتب الشعر، لذلك هو لا يعرف كيف يصبر على فراقكِ ليطمئن نفسه بأبيات حبهِ ولا على جفائكِ ليهجنكِ بحرقة عاشق... قيسكِ يا ليلاي مجنون سيهدم كل ما كان بينكم في لحظة غيرة ثم يجلس باكياً لأنكِ لم تعيريه اهتمام.. قيسكِ مجرد مراهق ساذج ظن أنه أكثر نضجاً منكِ وأن صدره يضاعف أحضانكِ الدافئة.. لم أكن أدرك سوء ما فعلت ألا بعد أن تساقطتِ من بين يداي.. وبين يداي!.. فرق شاسع أن أسقطكِ بين يداي وبين أن يسقطكِ مرضكِ.. فالاولى تحييني والاخرى تقتلني.. هذا هو الفرق ببساطة! )
بعض لحظات الضعف يكمن فيها كل الاشتياق الذي نحشرة داخل غطاء سميك وخشن من الكبرياء.. من لم يستغل لحظة ضعف الاخر حين يلتجئ له بطريقة مباشرة - أو غير مباشرة- فهو سيخسره الى الأبد.. فمع كل لحظة ضعف يتم فيها أهمالنا يزداد كبريائنا أكثر وتتجلد قلوبنا لتصبح أقسى وأقسى ونجد المبررات اللازمة لنبتعد الى الابد.. سنجد القوة الكافية لنقول لهم وداعاً.. سنجد القوة الكافية لنتقبل حقيقة أنهم لم يكونوا لنا منذ البداية.. لذلك أحذر هذه اللحظات.. أما أن تستغلها أو أن تتقبل جفائهم!
- يزن.. اظن أن الوقت قد حان!
ارتجف قلبه كجسده من هذه العبارة التي نطقتها وهي تسدل جفنيها بنعاس فهزها بعنف من كتفها وهو يصرخ بها بخوف:
- أياكِ يا ليلى أن تستلمي.. أبقي معي.. لا تفقدي وعيكِ!
فتحت عيناها بفزع على هتافه بها فصرخت به موبخة:
- لن أموت أيها الأحمق.. كنت أقصد حان الوقت لأخبر مازن!
طرف بعينيه بكل بلاهة بينما هي توليه ظهرها وتدثر الغطاء على جسدها وتقول:
- أذهب لتغير قميصك فرائحته كريهة!
نظر نحو قميصه وعاد لينظر لها بذات البلاهة بينما هي تحاول كتم صوت ضحكتها وهي تدس رأسها تحت يدها تدعي النوم..
عاد الى رشده فقال فوراً:- أجل أنتِ محقة.. رائحته مقززة بسبب ذلك الحيوان الأحمق الذي تقيء عليه!
- هل تعني نفسك أم سوزان؟! حدد لأعرف!
- أتعلمين شيئاً؟!.. سأخبر الاطباء أن يتوقفوا عن أعطائكِ الدواء.. امثالكِ يستحقون الموت بكل جدارة!
- ستسدي لي معروفاً لأتخلص من رؤيتك هنا كل يوم!
- أجل.. ولكني واثق أنكِ ستراقبيني من السماء كما كنتِ تراقبيني بسرية من نافذة الصالة في شقتكم كلما خرجت أو عدت للمنزل!