" - أحضني وكأني سأموت غداً !
- وماذا عن الغد؟!
- أحضني وكأني عدت ! "
- مقتبس -
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~- رسالة من عاشق -
( أحياناً نشعر بالانطفاء داخل أرواحنا.. لا طاقة تكفي لنشعل ضوءاً صغيراً يرشدنا نحو الطريق الصحيح، فنتبعثر ونتخبط دون أن نعرف كيف نسير خطوات صحيحة وسط هذا الظلام..
حلّ الصيف من دون أي أثر للخريف يخلّفه من بعده.. لا أوراق أشجار متساقطة ولا ورود ذابلة، حلّ مع رائحة أعشابه الرطبة وحرارته الصاهرة.. كنت أحبه دائماً رغم أن لا أحد يفعل.. ورغم كونكِ أنتِ من بينهم كنتِ مولعة بالشتاء ولكني مع ذلك أحببت الصيف.. أحب فيه فساتينكِ الزهرية وتسريحاتكِ المجنونة التي لا تخفيها قبعة صوفية.. لم تكوني تلاحظي ذلك ولكنكِ كنتِ متخمة بالحيوية في هذا الفصل ولا تتدثرين بكسل تحت غطائكِ الكثيف قرب موقدكم وتحشرين أصابعكِ المحمرة برداً داخل معطفكِ الصوفي ولا تكفين عن احتساء شراب الشوكولا الساخن.. كان صوتكِ يحمل بحة خفيفة تخلفها اثار الانفلونزا الكثيرة التي تصابين بها والسعال المستمر.. ولكن في الصيف كانت نبرتكِ نقية.. رغم أني أحبها في كل حالاتها.. لذلك أحب الصيف.. أحببته من أجلكِ! )- كل شيء سيكون بخير!
قالتها روان مشجعة بينما تستلقي ليلى على ذلك الكرسي الأسود الطويل بانتظار وضع المصل في يدها الذي يحمل المحلول الكيمياوي.. كانت تسري في أطرافها ارتعاشة خفيفة لم تكن لها القدرة على الحد منها.. تجربتنا الاولى لكل شيء دائماَ ما تكون مخيفة لأننا لا نعرف ما نحن مقبلين عليه.. هذه هي طبيعة البشر على اية حال.. دائماً يخشون ما يجهلونه!
دخلت الطبيبة المختصة بابتسامة حيوية وكأنها تعمل بقسم الأطفال وليس بالكيمياوي الذي يشعر كل من يدخل غرفته باليأس وانعدام الحياة!
- إذاً كيف هي بطلتنا؟!
قالتها الطبيبة لارا بذات الابتسامة التي لا تشعر بها ليلى فنهضت روان لتصافحها وهي تقول:
- لا تزال صامدة!
سحبت لارا كرسي حديدي وجلست مقابل ليلى وهي تشرح لها طريقة العمل:
- حسناً عزيزتي.. بادئ الأمر ستكون الجلسات كل أسبوع!
فردت فوراً بخوف:
- ماذا؟!
- هذه ستكون البداية فقط.. فالورم في مكان حساس جداً وخطر لا يمكننا معه اجراء عملية جراحية لأزالة جزء منه، لذلك أن تضخم أكثر ليس من صالحكِ على الاطلاق.. هذا الجزء الذي فيه الورم مسؤول عن اعضائكِ اللاأرادية.. أي القلب والرئة وكل اعضائكِ التي لا تسيطرين عليها.. لذلك لن تكون مشكلتنا أنكِ ستفقدين البصر أن تضخم.. بل ستكون مشكلتنا أن قلبكِ سيتوقف أن تضخم وتلفت المنطقة التي هو فيها.. ولهذا السبب علينا المحاولة بأسرع وقت لجعله يكون أصغر وأصغر والقضاء عليه بشكل نهائي!