~ لسعة حنين ~

9.9K 670 449
                                    

" انا التي سأدفعك بقوة الى النور..
حتى وأن ارتد جسدي الى الظلام "

#سارة_ح_ش#

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

- رسالة من عاشق -

( أذكر إنكِ سألتني ذات يوم.. هل الحب مثالي؟... كنت واثق من اجابتي حين قلت نعم... فحبي لكِ كان مثالي.. أو هكذا كنت اراه.. نسيت - أو تناسيت - ان البشر لا يسعهم سوى رؤية المثالية بهم.. كنت اجد نفسي احبكِ بقوة.. فلما عساه لا يكون مثالي؟.. لم اكن ادرك يومها ان الحب احياناً لا يكون كافياً.. فاحياناً كثرته تلعننا.. تعذبنا.. يا ليتكِ ما عرفتني.. يا ليتني تجاهلتكِ..... يا ليتني ما قتلتكِ بحبي)

هل انتابك الخوف من الوحدة من قبل؟.. الخوف من ان تغمض عيناك بشكل ابدي فلن يتذكرك احد؟.. ولن يشعر بفقدك احد؟.. ان اقصى ما سيفعلونه هو اطلاق حسرة لشبابك الذي ضاع فقط.. ببساطة لن يكون مكانك خالي وسيملأونه قريباً بغيرك.... دعني اسألك.. هل خفت ان تموت وانت وحدك؟.. دون ان يسارع احدهم لالتقاط جسدك قبل سقوطه.. ودون ان يصرخ معلناً ختام حياتك.. ان تموت كقط شوارع ضال في زاوية مظلمة بعيداً عن انتباه الناس جميعاً... ببساطة.. هل تخاف الموت؟

ليلى كانت تخافه.. ليس كيان الموت بحد ذاته، بل الخوف من مواجهته بمفردها بين جدران منزلها الخالي من سواها...

- انستي؟.. أهذا هو العنوان؟

التفتت بنظرات شاردة نحو سائق التاكسي الذي اضطر لرفع صوته كي ينبهها لوصولهم بعد ان فشل في لفت انتباهها لوقوفهم منذ دقيقة كاملة وهي تنظر بعيون خاوية من نافذة السيارة نحو لا شيء دون ان تنتبه لوصولهم...
نظرت نحو يسارها باتجاه منزل جدها ومدت يدها بصمت نحو حقيبتها لتخرج الاجرة له وتنزل من السيارة من دون ترك شكر أو أمتنان..

تخطتها سيارة الاجرة راحلة بينما هي لم تحرك ساكناً.. رفعت عينيها الفارغة نحو نوافذ المنزل الذي انطفئ النور في معظمها..
تقدمت خطواتها بتعب وطرقت الباب مراراً وتكراراً قبل ان تتذكر وجود جرس بإمكانه ان يوصل قدومها اليهم بشكل اسرع!
لحظات وسمعت صوت الحارس نعمان يعلن عن قدومه.. فتح الباب وقال ونبرته لا تخلو من الاستغراب:

- اهلاً انسة ليلى..

دخلت وهي تقول بنبرة خافتة:

- اهلاً نعمان.. هل جدي مستيقظ؟!

- لا اعلم انستي، كنت في غرفتي.. ولكن الوقت لا يزال مبكراً وهو لا ينام في مثل هذا الوقت..

اومأت بصمت وتابعت سيرها نحو الباب الداخلي لتطرقه من جديد، ولكن هذه المرة لم تستغرق سمارة مدبرة المنزل الكثير من الوقت لتفتحه..
ابتسمت فور رؤيتها لليلى وفتحت الباب بشكل اوسع وهي تقول:

- مرحباً بكِ انستي..

دلفت وهي تنزع معطفها الخفيف بينما تقول:

نستولوجيا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن