" كلما حاولت أن أشفى منك تذكرت لما كنت طوال الوقت مريضة.. فأصاب بك مرة اخرى "
#سارة_ح_ش#
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- رسالة من عاشق -
( أنا اتلاشى!.. أشعر بوحش همجي يقطن داخلي ويستولي على ما تبقى مني.. كل شيء غدوت اراه بالاسود وكل تفاءل تحول الى أبشع أنواع التشائم... كل شيء سيمر.. نعم أنا أؤمن بذلك.. ولكن ماذا سيسلب منا بعد أن يمر؟.. وأي شيء سيتركه لنا؟.. نعم مرضك سيمر.. ولكن ربما بعد أن يسحب روحكِ.. وجزعي عليكِ سيمر ايضاً.. ولكن بعد أن يسلب روحي أنا أيضاً.. فماذا ستعني حياة لن أعيشها من أجلكِ وحدكِ؟!.. من سيملأ مكانكِ حين اشتاقكِ؟.. وضحكة من ستوازي ضحكتكِ؟.. وصوت من سيهدأ لي براكيني أن غضبت؟!.. لا لشيء معنى أن لم تمنحيه أنتِ ذلك! )
هناك لحظة معينة ستمر بحياة كل شخص فينا.. لحظة ستكون فيها مجبراً أن تختار شيء من بين ثمينين، وحياة ستخسر فيها شيء كان عزيزاً على قلبك لتحافظ على عزيز اخر.. هذه هي القرارات الصعبة التي نسمع غالباً عنها!
وقف يحدق بعينا مازن بجمود بعد سؤاله الاخير له.. هناك انكسار خلف تلك النظرات المقتضبة التي يحدق بها بوجهه بينما ينتظر إجابته.. شيء من الترجي قابع خلف ملامحه أن لا يكون ما يتوقعه صحيح..
حدق بذات نظراته الباردة نحو ليلى التي تغط بعالم اخر.. يا ترى أي حلم يترآى لها الان؟.. وهل يضمه هو أم مازن؟!.. يتمنى لو يتجاهل مازن الان ويذهب باتجاهها ليضمها بين يديه بقوة الى أن تستيقظ ويكون هو بجوارها والأحق بها من غيره.. ولكنه أضعف من أن يفعل ذلك بمازن!نظر اليه من جديد وقال بهدوء كي لا يشعر بتوتره من هذا السؤال:
- لم تكن ليلى في شقتي.. بل أنا من ذهبت اليهم!
قطب مازن حاجبيه بتساؤل وكأنه يطلب التفسير فأكمل يزن بذات هدوئه:
- ذهبت اليهم كي أبلغهم بأمر خطوبتي وأدعوهم على الحفلة.. لا يجوز أن أتركك أنت تبلغهم..نحن جيران منذ سنين لذلك كان من المفترض أن أذهب اليهم بنفسي.. وحن وصلت وجدت ليلى هناك عند باب دارهم كانت على وشك الخروج.. ما أن ألقيت التحية عليها وكدت أن أسال عن والديها حتى سقطت فاقدة لوعيها فأحضرتها الى هنا..
فرد مازن، ورغم هدوئه، ولكن لاحظ يزن بعض التهكم يكتنف نبرته:
- كلفت نفسك القدوم على هنا تحملها ولم تكلف نفسك أن تطرق الباب لتخبرهم؟
- لا، لم أفعل ذلك.. كنت أشعر بالارتباك لا سيما أن الفتاة كانت عاجزة عن التنفس.. ماذا كان سيفعل أبويها غير نقلها للمستشفى؟!. لذلك أمر أخبارهم كان سيأخذ وقت وسيؤخرنا أكثر وربما نفقدها.. لذلك أحضرتها وأجلت أمر أخبارهم!
لم تتغير ملامح مازن المقتضبة ولم يقنعه هذا الحديث.. تقدم اليه حتى أصبح على مقربة منه وهمس له بغضب: