~ النهاية ~

14.6K 905 864
                                    

استمع إلى صراخ الأم وهي تضع وليدها
انظر إلى صراع الرجل مع الموت وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
ثم أخبرني: هل من يبدأ هكذا وينتهي كذلك يكون قد خلق للسعادة؟

**********************************************

(رسالة من عاشق)

" نحن نقدر قيمة الاشياء ليس حين نخسرها.. بل حين نشعر أنها هي من تتركنا.. حين تنسحب من أيدينا على غفلة.. مهما قلنا أننا مستعدين لأجل ذلك ففي اللحظة التي يقع الأمر كل شيء سيختلف وسنعود ادراجنا مهزومين ونتراجع عن كل الوعود التي قطعناها في لحظات انفعالنا من أننا لا نحب ومن أننا سننسى ومن إن الموت سيكون ارحم لكِ من وجودكِ معي..

أنا أحبكِ.. بما تحويه الكلمة من عمق وبساطة... كيف عساي أن أصف حب بهذا الجنون لم أعشه مطلقاً مع امرأة غيركِ؟!.. كيف تتوقعين مني أن أتقبل ترك حب - بهذا التعقيد- بهذه البساطة؟.. دون أن أبكي كطفل مزاجي مدلل وحاد الطباع أجبروه أن يفارق أحب ما يملك؟.. نعم هكذا كنت معكِ.. فحين يحب الرجل بصدق.. لا يكون ألا طفل بين يديّ من يحبها "

- فقط قاومي... لن أسمح لكِ بالرحيل ليلى.. هل تسمعيني؟

قالها يزن بطريقة اشبه بالهستيريا وهو يقود السيارة بجنون وسط الشوارع التي بالكاد فيها بضع سيارات..
هي لم تكن قد فارقت الحياة بعد ولكنها كانت على وشك ذلك ونبضات قلبها بدأت توشك ان تصل للصفر لولا حقنة الادرينالين تلك التي جعلتها صامدة لبعض الوقت..
وصل للمستشفى ونزل راكضاً ليحملها بين يديه ويتوجه نحو غرفة الطوارئ وهو يصرخ بعدم عقل:

- روان.. أين روان؟.. أي أحد.. ليساعدني أحدكم..

ركض اليه المتواجدين في لحظتها ليتناولوها من بين يديه ويضعوها على السرير بينما قال له زميله مؤنباً قبل ان يتجه أليها:

- الأمر ربما سيتسبب بفصلك يا يزن.. المستشفى مضطربة منذ ساعات منذ لحظة اكتشاف اختفائها.. أن ماتت ربما ستحملك اسرتها مسؤولية ذلك..

فصرخ به من دون وعي:

- ساتحمل اي شيء أقسم لك.. فقط افعل شيئاً..

اتجه نحوها بينما يزن التفت على صوت روان وهي تقول بنبرة عالية:

-هذا هو يزن!!

التفت بعدم استيعاب لكل ما يحصل حوله فشاهد جيهان واحمد تترأس مسيرهما روان..

تقدمت جيهان راكضة وهي تقول بانفعال من وسط دموعها:

-أين ليلى يا يزن؟.. اين اخذتها؟..

لم يرد.. ليس لأنه لم يكن يملك الجواب.. بل كانت التفاتة من الجميع نحو ذلك الصوت..

"أفسحوا المجال.. أشحن لأقصى درجة.. مرة اخرى.."

بدت كلمات مشوشة لم يستطع أحد استيعابها.. كان جسد ليلى يرتفع ويتساقط مرة اخرى فوق ذلك السرير الابيض وصوت طنين استقامة خط قلبها الصادرة من ذلك الجهاز الصغير أصبحت مزعجة أكثر من أي صوت آخر في الوجود..
فجأة ارتخت قدماه فجلس على ركبتيه وهو يركز داخل عيناها المغمضة..
في تلك اللحظات يدرك الانسان مدى ضعفه وعجزه وكم كونه مخلوق بلا حول ولا قوة حين يشاهد اشخاص يحبهم يموتون امامه دون أن يملك القدرة على التمسك بهم!

نستولوجيا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن