" نحن لا نصبح كتلة من البرود ألا حين يتم جرحنا من غير مبالاة "
#سارة_ح_ش#
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- رسالة من عاشق -
( لم اكن قاسي.. ولم اتخلى عنكِ كما ظننتِ.. لقد كنت عاشق تحرقه نار الغيرة فما كان منه ألا ان ينفيكِ بعيداً عنه ليعيش..
كيف تطلبين مسامحتي؟!.. كيف تجرؤي ان تكوني امرأة عادية في حياتي تمحي عقابها بكلمة اسفٍ لا تداوي وجعي؟!.. لم انتظر منكِ اعتذار.. انتظرت ان تتشبثي بي.. ان تضميني اليكِ وتبقيني.. ولكنكِ لم تفعلي.. كنتِ تقفين بعيداً تلقين على مسامعي كلمات باهتة واعذار واهية.. كنت اصرخ بينما كنتِ تلتاذين بالصمت... اردتكِ لي... ولكنكِ وهبتِ نفسكِ لغيري.. وانا يا سيدتي لا اقاتل من اجل غنيمة.. انا اما ان افوز بالحرب.. او لن اخض مضمارها ان كانت ستنتهي بالمساومة... ما هو من حقي سأخذه.. ولكن ما يشاركني به غيري.. سأتركه!)هل جربت في يوم ان تلتمس تغيير شخص كنت تدمنه بشدة؟!.. اتمنى انك لم تفعل.. فالامر يكون مؤلماً جداً.. مؤلم حد الموت!
ستشعر بوجع يقبض لك صدرك ويمنعك من التنفس.. الامر يا صديقي سيكون اشبه الارتطام بالارض من مرتفع شاهق.. الامر يا صديقي سيكون كأفلات يدك من طوق نجاتك الاخير.. ولكي تلتئم تحتاج ان تنام كثيراً، تضحك كثيراً، تتجاهل كثيراً، وتبتعد كثيراً.. كل هذا سيخنقك، لكن لا تقلق.. بضعة ايام او اسابيع وستشعر ان ما يؤذيك قد ضمر بداخلك قاتلاً معه كل احاسيسك.. ستدغو بارداً، قاسياً بردودك، ستغدو ما كنت تكره رؤيته بغيرك.. ولكنه شعور جيد على اية حال!- عزيزتي؟!.. هل انتِ معي؟!
سحبت جملة مازن ليلى من شرودها وهي تعبث بصحنها.. نظرت اليه بجمود وكأنه شخص لا تعرفه، لطالما كانت تنظر اليه بهذه الطريقة قبل ان تتغير ملامحها فجأة وكأنه استوعبت وجوده.
سحبت المنديل لتلمس به فمها برفق ثم انزلته بينما تجيب بهدوء وابتسامة لتشتت استغرابه بمزاحها:- انت تستمر بمناداتي "عزيزتي" او "حبيبتي".. أتعلم ما يعني هذا؟!
تبسم بينما يسألها:
- ماذا عساه يعني؟
- يعني انك لا تريد ان تخطأ بين اسمي واسم حبيبتك الفعلية.. لذلك تستخدم هذه المصطلحات!
حك ذقنه مدعياً الارتباك وهو يقول:
- هذه مساوئ ان ترتبط بواحدة ذكية!
فقالت متجاهلة تعليقه:
- اذاً لم تنكر وجودها!
تنهد وهو يقول بجدية بينما يحافظ على ابتسامته:
- ومن عساه لم يمتلك حبيباً في ماضيه؟!
وهنا حدقت بوجهه بابتسامة دافئة دون ان يكون عقلها معه فعلاً، بل بحبيب ماضيها هي!