~ صدمة~

11.1K 832 648
                                    

شكر خاص الى جواهري الثمينة (حنين _مها) اللتان اتعبتهما معي كثيييييراً في هذه الرواية😍
فديييتكم اني😙
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" حتى حزني عليك لم يكن حزناً بالطريقة المعتادة...لم ابحث عن كتف لأبكي عليه ، ولا أذن لتسمعني.. كنت اتوسل العالم ان يتركني وشأني فحسب"

-اقتباس-

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

"رسالة من عاشق"

(لم اكن اظن ان الزمن بطيء هكذا..لطالما كان سريعاً..سريعاً عندما تلتقي ابصارنا..سريعاً عندما نخوض حديثنا..ولكن الان..ممل..تافه..عديم القيمة..انظر الى الساعة في كل ثانية منتظراً حلول الليل بفارغ الصبر لتغمض جفناي وتحلم بك..انتظره بلهفة شوقاً للقائك..اقضي نهاري بصعوبة..اشغل نفسي بأعمال كثيرة وشاقة..انهمك فيها واحاول التركيز..يمر الوقت بثقل شديد.اظنه قد مرت ساعة على الاقل ولكني احدق في ساعتي واجدها قد مضت خمس دقائق فحسب..خمس دقائق في فراقك هي مثل السنة في حسابي....)

وقف مازن امام استعلامات قسم الجراحة يراجع مواعيد عملياته بينما بصره يتجول مراراً وتكراراً ما بين شاشة هاتفه والاوراق.. خطيبته التي ارتبط بها مؤخراً تبدو غريبة الاطوار.. احياناً تكون لطيفة ومرحة واحياناً تبدو وكأنها بعالم اخر بعيداً عنه.. او ربما هو من يتوهم ذلك من شدة تركيزه بها فقط كي يشغل عقله بامرها متناسياً امر روان التي على ما يبدو تحسنت علاقتها بعض الشيء بأياد.. ربما هذا ما دفع مازن ليستعجل بخطوبته ، فقط ليتناساها.. ولكن هل بالفعل بإمكاننا تناسي شيء يكمن بداخلنا مهما كان سيئاً او جيداً؟... الحب مثل الداء الخبيث.. ينتشر بداخلنا دون ان نسيطر عليه او نتخلص منه.. مجبرين على التعايش معه رغم مساوئه والمه لأنه ببساطة مرض لا علاج له.. مهما تحملت هو سيتمكن منك في النهاية!!..

التفت بابصاره المقتضبة نحو ضحكاتهما وهما يخرجان من باب المصعد بأتجاهه.. لقد مرت سنة كاملة تغير فيها الكثير من الاشياء.. اياد القاسي فجأة لم يعد كذلك وروان المتحفظة اصبحت تميل بمشاعرها اليه ، متّبعة ذات اسلوب مازن في التناسي، تحاول اجبار نفسها بالتركيز مع اياد لتتمكن من التخلص من ذكرى مازن بقلبها.
واما يزن فكان مثل الذي "ذهب مع الريح".. منذ ان ذهب بتلك البعثة لم يعلم احد عنه شيء من اصدقائه وقطع كل اتصالاته معهم.. وكأنه رجل دين اعتكف في صومعته عن البشر.. ينهك نفسه بالعمل والدراسة وفعل كل شيء من غير توقف او راحة فقط كي يتمكن من النوم فور القاء جسده على السرير.. ولكن من غير فائدة!..

- مرحبا مازن!..

قالها اياد بابتسامة ولكن بنظرة مغيضة يحاول استفزاز مازن من خلالها لتحسن علاقته بشكل مستمر بروان.. منحه مازن نظرة باردة لثواني ثم ادار بؤبؤه نحو زاوية عينه نحو تلك التي تحاول كتم شوقها له وغيرتها التي بدأت تطفو للسطح منذ خطوبته ، وبعدها اعاد ابصاره نحو الملفات وقال بنبرة جافة:

نستولوجيا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن