مما لاشك فيه أن الفرق بين الزواج والاغتصاب كالفرق بين السماء والأرض، فالزواج يتم في إطار شرعي من القبول، والتراضي، واتفاق الطرفين على إتمام هذه العلاقة، أما الاغتصاب ففيه تتم هذه العلاقة بالقوة ودون رضا ولا رغبة.
المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يلفت أنظارنا في هذا التحقيق إلى نوع من الاغتصاب يتم تحت سقف بيت الزوجية، والذي يعتبر أنها لا تقل قسوة وبشاعة عن تلك الحوادث التي تصنف تحت مسمى «الاغتصاب».
بداية يوضح لنا القراش وجهة نظره قائلا: «الزواج هو اتحاد بين رجل وامرأة على ما يرضي الله، للعيش في بيت واحد، وتكوين أسرة، فإذا كان مفهوم الزواج هو الامتلاك فليس هناك اغتصاب من الناحية النظرية، ولكن من الناحية الإنسانية فهو استعباد، وله أبعاده الروحية والنفسية، ويكون تعريف الاغتصاب بأنه أخذ شيءٍ ماديٍّ، أو معنوي عنوة ودون حق من الآخر، بالتالي يأتي المعنى مثيراً للجدل؛ لأن ما يأخذه الشريك من الآخر هو حق أصيل بحكم العقد والشرع، لذلك من الضروري تغيير كلمة حق إلى (من دون رضاه)، والاغتصاب انتهاك لنفسية الآخر أكثر من استخدام جسده على اعتبار أنه لا يوجد حكم شرعي على الزوج المغتصب، أو قانون يحدد إطار الجريمة الجنسية هل هي اغتصاب أم لا؟».
أسباب اغتصاب الزوجات
1. المفاهيم الخاطئة
نسمع بتعاليم خاطئة تصل إلى حد القناعة لدى المرأة بأنها شيء ملك كامل للرجل دون إرادة مستقلة، وإذا امتنعت تلعنها الملائكة في يوم الدين.2. الخوف من الترك
زوجات كثيرات يتنازلن عن آدميتهن؛ بسبب الخوف من الإحساس بالتقصير، أو الطلاق، أو وجود زوجة أخرى.3. ثقافة الاختلاف بين المرأة والرجل
قد لا يدرك الرجل أن تكوين المرأة من الناحية النفسية مختلف تماماً عنه، فما يسعده ليس بالضرورة يسعد المرأة، فربما قمة السعادة لدى الرجل هي ممارسة الجنس للتعبير عن الرضا أو المصالحة، لكن التعبير واللمسة والكلمة الحلوة لدى المرأة أفضل جداً من العلاقة الحميمة نفسها، وهناك أيضاً مفهوم الرجولة لدى العامة، وهي القدرة على ممارسة الجنس عدة مرات، ولمدة طويلة، بمعنى «تيربو» دون النظر للطرف الآخر إذا كان يفضل هذا الأمر أم لا، وهذه الاختلافات وفوارق أخرى تصل بعدد كثير من الرجال إلى أن يقوموا باغتصاب زوجاتهم بصفة دورية دون إدراك حقيقي لما يقومون به.نتائج الاغتصاب
من الضروري أن ندرك خطورة الوضع في حالة هذا الاغتصاب المتكرر للزوجة، حيث نصل إلى عدة نتائج مهمة:1. تجاه نفسها:
تفقد المرأة إحساسها بأنها إنسانة لتتحول مع الوقت إلى إحساسها بأنها لا شيء، ومع عدم وصول المرأة إلى المتعة، تصبح المرأة مجرد جسد بلا عواطف، وربما تتعاطف مع أي دعوة عاطفية خارج الزواج؛ لتسدد ما فقدته في علاقتها بزوجها.2. تجاه الرجل:
تكره الرجل؛ لأنه أناني، ومستغل، ولا يفكر إلا في نفسه وفي رغباته، فتترك نفسها له دون التركيز معه في شيء؛ حتى لا تشعره بأي سعادة في ممارسة الجنس.3. تجاه الأسرة:
يتحول عطاؤها المحب لأسرتها إلى التزام إجباري في تدبير المنزل، وفقدانها القيمة يؤدي إلى عدم قدرتها على المشاركة في صناعة القرارات في البيت، ولا تكافح من أجل سعادة ومستقبل بيتها، ناهيك عن المشاكل المتكررة والمفتعلة دائماً في البيت.الحلول المقترحة لهذه المشكلة
يحدثنا القراش عن الحلول والنصائح الأسرية المتعلقة بهذه الإشكالية، حيث يقول: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وعاشروهن بالمعروف»، والمعروف هنا هي الكلمة الطيبة.والكلمة الطيبة صدقة، فالرجل خارج البيت تكون معاملته مع الناس جيدة جداً، والكل يشكر به، وعندما يدخل البيت تظهر المعاملة السيئة فلا ينفع مثل ذلك، فأولى الناس بالمعاملة الحسنة هم زوجته وأولاده؛ لأنهم يحتاجون لعطفه وحنانه، والرجولة لا تكون في العلاقة الحميمة، وإنما في مدى قربك من أهل بيتك، وسعادتهم بوجودك بينهم، وإن كنا لا ننكر أن المرأة تميل إلى الجنس، فهي إنسانة مفطورة على المشاعر، لذلك فهي تفضل الجنس دون عنف، ودون إكراه، وتنظر إليه كعاطفة حميمة محببة، لذلك يجب على الرجل ألا يفرض نفسه عليها بالقوة، وإجبارها على الجنس في فترة الحيض وهو يحدث لدى البعض، ولابد أن يتفهم أنها معذورة من الله، فلا تصوم، ولا تصلي، ولا يقربها حتى تطهر، وأنصح الرجل بألا يجبرها على ذلك، وإلا يعد انتهاكاً صارخاً لإنسانيتها».
أنت تقرأ
همسات زوجية
Romanceنصائح خاصة للمتزوجات افكار وابداع .رومانسي حب..غرام . عشق وجنون لحياة سعيدة اقدم لكم هذه النصائح واتمنى للكل حياة سعيدة مليئه بالحب والاطمئنان وارجو لكم قراءة ممتعة بعيدة عن الملل للكبار فقط ✋✋ + 18