مر اسبوع على وجود ياسمين فى الغيبوبه كان عبد الرحمن يأتى اللى غرفتها كل يوم لتسمح له الممرضه بالدخول اليها عشر دقايق فقط حرصا على صحتها
عبد الرحمن:وهو يقف بجوار فراش ياسمين: ياسمين... وحشتينى اوى يا حبيبتى..فوقى بقى علشان خاطرى..أسر كل يوم بيسأل عليكى ويعيط علشان وحشاه ....وأمير بيقول ان رعد مبقاش يلعب ذى الاول وعلى طول نايم ....بابا تعب شويه من يومين علشان نسى يأخد الدواء ويوميها قال انك انتى الوحيده اللى على طول بتفكريه بالدواء....فرح كريمه كل يوم بيقرب والحاج بيقول انك كنتى محلفاه ان الفرح يكون فى ميعاده بس كريمه زعلانه عايزاكى تكونى معاها... عمى يحيي ومراته جم يزوروكى علشان يطمنوا عليكى...وانا ...انا عايز اشوف عنيكى عايز اقولك اد ايه بحبك ويموت فيكى ...اقولك ان عمرى ما حسيت الا حساس اللى بحسه معاكى مع اى حد قبل كدا (( وانحنى ليقبل رأسها )) وحشتينى اوى يا ياسمين
وفى هذا الوقت دخلت الممرضه لتنبهه بضروره الخروج لانهاء وقت الزياره
عبد الرحمن: حاضر انا طالع اهو
وانحنى وقبل شفتيها بقبله رقيقه وتركها وخرج
.......................................
فى فيلا مهران
كانت الفيلا تضج بالاصوات العاليه لمشاجره بين افرادها
عزت مهران:بقى انا عزت مهران حفيدتى تتربى فى ملجأ وانا عايش على وش الدنيا
طارق:يا حاج...اصل يعنى
عزت مهران :اصل ايه وفصل ايه بقى حتت عيل ذيك انت يعمل كدا فيا انا تقولى البنت ماتت مع امها وابوها وتطلع عايشه ...تسبنى انا وامك نعيش مقهورين على ابننا اللى مات
طارق:انا كنت فاكر انك مش هترضى تربيها لان ابوها اتجوز غصب عننا كلنا
عزت مهران:مهما كان اللى عمله ابوها دى بنتنا من لحمنا ازاى هان عليك دمك ترميه كدا فى الملجأ...بص يا طارق من النهارده متجيش هنا غير لما انا اكلمك واقولك تعالى مش عايز اشوف وشك هنا غير لما اطلبك اما بالنسبه لمراتك وعيالك بيتى مفتوح ليهم فى اى وقت ..وبالنسبه لياسمين انا هعرف واعوضها عن كل اللى شافته بسببك انت بس هى تفوق
واتجه الى زوجته الباكيه واحتضنها
عزت مهران:اهدى يا فاتن انا هرجعها وهخليها تعيش وسطينا
فاتن:انا عايزه اشوفها يا حاج
عزت مهران:بكرا ان شاء الله نروحلها المستشفى ونطمن عليها
فاتن:ربنا يشفيها...ربنا يشفيكى يا بنت الغالى
عزت مهران:وهو يحاول التماسك لكى لا يشاركها البكاء:يارب يا رب
.........................................
فى منزل يحيي
نجيه:يعنى ايه مش هتيجى معايا
شذا:ياماما انا مبحبش المستشفيات وكمان اروح ليه
نجيه:,يا سلام يعنى مش عارفه علشان عبد الرحمن طبعا مش هو ده اللى انتى كنتى هتموتى وتتجوزيه اهو مراته شكلها هتموت وهو مش هيقعد طول عمره على ذكراها مثلا فلازم تكونى انتى فى الصوره فهمتى
شذا:لا مش عايزه وكمان انا قريب اوى هتخطب
نجيه:لمين بقى ان شاء الله
شذا:لابن واحد من اكبر المستثمرين فى البلد متخافيش عليا بنتك قدها
نجيه:يعنى خلاص شلتى عبد الرحمن من دماغك
شذا:انا شايلاه من زمان اصلا
نجيه:يا سلام امال مكنتيش طايقه مراته ليه
شذا: علشان مش من مستوانا واحده بيئه وتربيه ملجأ حاجه تكسف يعنى
نجيه:على رأيك انا مش عارفه هو عاجبه فيها ايه
شذا:مش موضوعنا دلوقتى المهم انا هبات النهارده عند سهى صحبتى ماشى
نجيه:ماشى يا حبيبتى خلى بالك من نفسك
شذا: حاضر يا مامى انا بقى هروح البس علشان امشى
وبعد دخولها غرفتها اتصلت بعلى
شذا:حبيبي عندى ليك مفاجأه
على: مفاجأه ايه يا روحى
شذا:انا عرفت اخلع من مامى وهعرف ابات معاك النهارده
على:بجد يا روحى ايوه كدا على الاقل نأخد راحتنا
شذا:انا بقول كدا بردوا يلا بقى انا هلبس وأقابلك فى الشقه اوك
على:اوك يا حبيبتى يلا سلام
وانهى اتصاله منها واتصل بزوجته
على : ايوه يا حبيبتى عامله ايه
تقى: الحمد لله يا حبيبي انت فين
على :انا فى المستشفى اصل واحد صاحبى عمل حادثه
تقى:لا حول ولا قوه الا بالله وهو عامل ايه دلوقتى
على:تعبان والله يا تقى فأنا هبات معاه النهارده علشان ملهوش حد هنا غيرى
تقى:ماشى يا حبيبي ربنا يقدرك على فعل الخير
على:يارب يا روحى يا رب يلا بقى انا هقفل دلوقتى
تقى:ماشى يا حبيبي مع السلامه
على:مع السلامه يا حبيبتى
.....................................
فى اليوم التالى
كان عبد الرحمن يتجه الى غرفه ياسمين عندما لاحظ تراكض الممرضات الى غرفتها فأسرع وقاله يكاد ينفجر من التوتر وقابل الطبيب وهو يخرج من غرفه العنايه المركزه
عبد الرحمن:فيه ايه يا دكتور مالها مراتى
الطبيب:..........
أنت تقرأ
جروح الياسمين للكاتبة : بودى قلبى
Romansaعندما تكون السعاده امامنا ولا ندركها وعندما يحكم علينا الاخرين بأننا موتى ونحن أحياء وعندما يكون بدايه طريقنا هو اخر الطريق فماذا نفعل هل ندفن أحياء ؟ هل نرضى بما يحدث لنا وندفن رءوسنا فى الرمال؟ هل تتحمل الياسمين برقتها وعذوبتها هبوب الرياح؟ هذ...