ج 15 ما بعد وفاة الجدة

358 10 1
                                    

عند دخولهما لغرفتهما لم يستطع اي منهما مواجهة الاخر فتعللت هي بتوضيب ملابسها و تعلل بالذهاب للحمام ثم جلس كلاهما على السرير و بعد صمت دام بضع دقائق تكلم قائلا
-انت حقا حامل اذن
-اجل باواخر الشهر الاول
-هذا جميل❤اخيرا سيكون لنا قطعة نصف مني و نصف منك سيكون اغلى ما نملك ليلى افضل من جميع الماديات
-الست خائفا ان ابنك لن يجد ما ياكل و يشرب نظرا لان والده يدرس ووالدته عاطلة عن العمل
-كل شيء بيد الله رزق طفلنا كله على الله يا ليلى لا تكتئبي انا اعمل بدوام جزئي بمطعم الجامعة
اجابت بسخرية

-و هكذا سنعيش انا و انت و ابننا و اختاك و.. و.. كيارا بدوام جزئي
-كفاك سخرية ليلى لقد اصررت على الزواج لذا عليك ان تتحملي ما اردت لقد وجدت لك عملا في محل للديكور
اجابت بلامبالاة
-لن اعمل فانا حامل
-لماذا تعاندينني ليس لنا مصدر رزق اتصلت بوالدي هو ليس قادرا على الاعتناء بعائلته لذا لن يستطيع المساعدة، كيارا لا تزال تدرس، شقيقتاي تدرسان ،ماذا تريدينني ان افعل ارجوك ساعديني، حسنا تزوجتني لنبقى معا في السراء والضراء لكن ارى انك لا تفعلين
-حسنا ساعمل لكن اخبر كيارا ان تترك البيت
-تريدينني ان القي ابنة عمي بالشارع؟؟؟
-ليس الامر كذلك ولكنها تستطيع العودة لفرنسا
-ارجوك ليلى انا احتاجك ان تكوني اكثر رقة معي لا تكوني جافة ولا مبالية انني احترق من الداخل لماذا لا تشعرين؟؟ الست حبيب صباك؟ الست معشوقك مذ كنت تلعبين بذلك الصلصال اللعين؟ اولم تقولي انك ستعملين ولا مشكلة في الماديات؟ ساعديني اذن و اثبتي انك زوجتي و انه يمكن الاعتماد عليك لا تدعيني اقع في شراك اخرى غيرك عزيزتي هلا امسكت هذا القلب الضائع و ارشدته اليك
-انا... عمران... انا... احبك... سافعل كل شيئ من اجلك
-هلا نبقا صريحين و تخبرينني مالامر الذي يزعجك الى هذه الدرجة لي لي
-اغار منها اغار من كيارا الم تشعر بهذا ابدا
-احيانا فقط
-اعتقدت انك.. تعرف
-ههههه وهل اقرا الافكار
-لا ولكن..
-عديني الا نخفي عن بعضنا شيئا خاصة و انت بهذه الحالة يجب ان نبقى في انسجام تام ولا تقلقي عمران لليلى و ليلى لعمران ولا احد سيفرق بينهما ولو سقطت السماء على الارض
ثم ضمها وقبل جبينها لم يستطع منع نفسه من وضع يده على بطنها احساس بالحنان و الابوة تدفق داخله و التفت لزوجته فوجد نظرة دافئة بعينيها فاقترب منها وامسك ذقنها واقترب وجهه من وجهها حينها سمعا طرقا على الباب فابتعدا عن بعضهما وقالا بصوت واحد محرج
-ادخل
دخلت رجاء بعينين محمرتين اقتربت من عمران وقالت
-اخي لقد وصل عمي وابي و زوجته و مايا و بعض اقاربنا الاخرين هلا تخرج (التفتت لليلى)انت ايضا ليلى انت فرد من عائلتنا
عندما دخلا غرفة الجلوس كانت مليئة باشخاص يعرفونهم واخرين لا يعرفونهم و اضطرا للتسليم على الجميع ثم خرج الرجال نظرا لامتلاء الغرفة بعد وقت قصير جاءت عائشة ووالدة ليلى فاخذت الاخيرة صديقتها الى غرفتها وبعد ان جلستا قالت ليلى
-احزري ما حدث
-امممم هل صرخت عليه كعادتك و تخاصمتما و الان ستعودين لبيت والدتك
-لااا بل عدنا افضل من ذي قبل
-كيف؟؟
-لقد تحدثنا لبعض الوقت اشعر انه سعيد لانني حامل
-بالتاكيد هو سعيد لــيلى سيصبح ابا عما قريب
-اذن ماذا يجب ان افعل عيشوش
-اولا اسمي عائشة ثانيا يجب ان تنضجي لا تكوني طفلة صغيرة باكية كوني امراة قوية توقفي عن الترهات و لا تغاري من كيارا دائما تعلمين ان زوجك يحبك جدا و لن يذهب لها قفي معه لانك تعرفين ظروفه هذه الايام لا تجعليه يغضب منك ولا تعانديه خاصة اذا كان غصبيا فقط سايريه في هذه المدة و ستحل مشاكلكما باذن الله
-شكككرااا عيشوووش
ثم احتضنتها و بقيتا تنكتان و تضحكان بصوت منخفض حتى لا يسمع البقية صوتهما و هما في بيت ميت
بينما كان عمران يتحدث لوالده و عمه عما يحصل في البيت و عن المصاريف احس بالراحة عندما اخذ العم مصاريف جنازة والدته و ازال حملا ثقيلا على عاتقه.
في حين ان والد عمران قال
-اسمعني يا ولدي سابحث عن عمل هنا لذا ان وجدت عملا قد انتقل الى بيتنا القديم و نجتمع من جديد لقد ابعدتكم عن ميساء لوقت طويل وذلك لتتجنبوا الصدام بها كزوجة اب لكن الان و بعد وفاة امي -رحمها الله- لا بد ان تعرفو زوجة والدكم واختكم عن قرب لا تقلقو انتم و مايا عندي سواء
ابتسم عمران في سره والده الذي تركهم بعد وفاة والدتهم لم يكن و شقيقتاه يفهمون شيئا حينها لم يقف معهم سوى جدتهم هو يذكر كم بكت شقيقته الصغرى و هي تقول ان والدهم لا يحبهم كم كانت تغار من مايا حينما ولدت ربما رجاء تحس بالنقص بسبب انها ترا مايا وسط ام و اب و عائلة دافئة بينما هي كانت وحيدة لكن بوجود اخويها هاجر و عمران و ليلى احيانا بل و حتى كيارا كانت تسعى لتكون مثلهم و تهزمهم و في كل شيء حاولت كثيرا لتصبح مثلهم يعلم ان جدته لا تعامله كما تعامل شقيقتيه لكنه يحاول قصارى جهده ان يعوض والديهما و يكون الاخ المناسب لرجاء و هاجر الى ان تزوج و انقلبت اموره لا يعرف الى الاحسن او للاسوء لكنها انقلبت في النهاية ليلى مثل فتاة صغيرة تحتاج رعاية دائمة منه يشعر انها تكمل شقيقتيه هو بمكان والدهن الثلاثة حتى ليلى عاشت دون اب و اخوها دائما ما كان غائبا عن البيت يحب احتياجهن له هو ما يشعره ان له قيمة في العالم قيمة تتجسد لدى هذه الفتيات الثلاث ربما هذا مالم يجده عند كيارا فما فائدة العيش دون احد يشعرك انه يحتاجك في كل لحظة و سينظم لهم طفله الصغير الذي سيشعره بأبوّته خفق قلبه عندما وصل بتفكيره الى هذا المستوى و ما افاقه من شروده كان عمه عمر الذي قال
-عمران ولدي اعلم ان كيارا حمل ثقيل عليكم اريد تبليغك ان صديقها يريد محادثتها
-ماذا؟؟؟!!
-كان حبيبها لكن لم يعد لانها رفضته و قالت انها تحبك و لن تحب غيرك
-هههه عمي انت تعلم انني..
-اجل انت متزوج من ليلى يا ولدي اريد ابعادها عنكم لكنها لا تريد
-عمي لست منزعجا من بقائها و..
-ولدي اعرف لكنها لن تتحمل انها رقيقة المشاعر و حساسة لقد جهزت اوراقها للعودة لفرنسا كما ان سوزي تريد رؤيتها بشدة
-حاضر عمي

احببتك رغم الالم 💔(مكتملةة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن