لن يكون سهلا مؤكد سوف أحزن
سوف يترك أثرا بالتأكيد
يمكن أن أتخاصم معك مثل الاطفال
وأن أخجل منها بعد سنين
وأن المس الاشياء التي تحبها واحدة تلو الاخرى
يمكن أن تكون ذنبا وأبكي
( سيزن أكسو- لن يكون سهلا )
###
مستحيل أليس كذلك ؟ اذا كيف أن كل منا احترق بهذا العشق و مازلنا نحتفظ برماد بَعضنا البعض
###
نزل فرحات من السيارة و هو يركض وهي بين يديه و كان يغيت قد نادى بالفعل على أحد الممرضين ليحضر نقالة ، وضعها فرحات و هو يجد صعوبة في تركها من بين يديه فهو يشعر أنه يترك حياته و روحه ، دفع معهم النقالة حتى دخلوا إلى غرفة الطوارئ و أغلقوا ذلك الباب في وجهه ووقف هو هناك و قد جعل كفه قبضة و سند رأسه عليه و أخذ يعض على شفتيه ليسيطر على نفسه " إنها قوية لا تقلق ستكون بخير " قال يغيت في محاولة لتصديق نفسه رغم أنه لم يستطع بالفعل فصوته خرج منكسرا حزنا عليها و على عذاب أخيه
ضرب فرحات رأسه بقبضته أكثر من مرة ثم حاول أن يضبط أنفاسه تلك ليتحدث " هل أنت بخير ؟ " سأل مجددا و كأنه يريد أن يعرف بأنه لن يفقد كليهما و أن تضحية زوجة لم تضع هباء " أنا بخير ! ما حدث قد حدث مفاجئا جدا ، لقد كنّا نتحدث بشكل جميل و ما بعد ذلك قد حدث في جزء من الثانية ، كانت دراجة نارية عادية أو على الأقل هذا ما أعتقده يعني أن الرصاصة أطلقها ذلك الشبح راكب الدراجة و لكنني لم أعلم ، لم أستطع رؤية أي شئ ، أنا وجدتها تدفعني و سمعت صوت الطلقة و بعدها.." شرح يغيت و حالة فرحات تزداد سوءا
" ديونهم أصبحت كثيرة و لكن ايه والله نجدهم و نجعلهم يدفعون " قال فرحات و هو يشعر حتى بأن الكلام في هذه الحالة صعب فروحه كانت تفترق عنه بالداخل و هو قد بقى جسدا خاليا مجددا
جاءت بهار على عجلة و سألت " ماذا حصل ؟ " قالت بفزع
" أطلقوا عليها النار قريبا من قلبها " شرح فرحات و هو يشعر بأنه يتعذب و هو يشرح ، أصبح وجهه بالأزرق و الأحمر يبدو أن حالته هو كانت أسوأ منها
أومأت برأسها علامة على تفهمها و دخلت غرفة الطوارئ سريعا .
###
مر بعض الوقت و يغيت جالس أما فرحات فقد أنهى تلك المسافة الصغيرة بين مرسي يغيت و غرفة الطوارئ آلالاف المرات بعد المليار ، لم يكن وقتا طويلا إلى هذا الحد و لكن كان يبدو بالنسبة له أن الزمن قد توقف و أن الحياة انتهت .
خرجت بهار و خلفها ميرا ينقلونها إلى غرفة العمليات ، هرع فرحات إليهم و كان ذاهبا خلف ميرا و لكن بهار أوقفته " نحن نأخذها إلى غرفة العمليات ، انظر لا أستطيع أن أكذب عليك وضعها ليس جيدا ! الرصاصة قريبة من القلب و لا نعرف ماذا يمكننا أن نفعل بعد و لكننا نفعل كل ما بوسعنا.." كانت بهار تحاول أن تشرح و لكن فرحات ضرب الحائط المجاور بكفه " انظرِ أنا لا أفهم من هذا الكلام ، أنا أريد زوجتي فقط ، زوجتي هل فهمتني ؟ اذا كُنتُم لا تستطيعون هنا نأخذها لمكان يستطيع ، هل فهمتني ؟ " جملته الأولى كانت بانفعال مكتوم ثم اقترب منها لتنقلب جملته التالية همسا من نفحات النار التي في قلبه ثم أنهى كلامه بصوت عالي و انفعال بعض الشئ
ارتعدت أوصال بهار و لولا أن يغيت سحب فرحات بعيدا عنها لربما كانت أصيبت بالإغماء بالفعل ، جرت سريعا إلى غرفة العمليات و هي تخشى تهديده أكثر و أكثر
" ماذا تفعل ! هل جننت ؟ هل اعتدت على حياة البرية هذه ؟ هل تسير لتهدد الجميع و تخيفهم ! هذا يسمى ترويع آمنين و هذا جريمة ، هل تظن أن هذا يفيدها ؟ عندما تهدد أصدقاءها و أطباءها هل ستخرج هي حية كذلك ؟ هل عندما تخرج من هنا و تقتل من فعل ذلك هل سيفيدها ذلك ؟ تلك الفتاة بالداخل تتألم إذا بعثر النسيم شعرك ، تموت لو أنها تبتعد عنك و مع ذلك أنت تقتلها كل يوم ، إذا كانت ستموت فسيكون لسبب واحد لأنك لم تستطع أن تعطيها الحياة ! " قال يغيت بقدر من الحزم و الغضب و محاولة كبت مشاعره حتى لا يرتمي في حضن أخيه و يضمه
نظر له فرحات بعمق و كأن داخله يصرخ طلبا للمساعدة و لكنه كالعادة لا يفعل ، ترك يغيت في منتصف الردهة و ذهب إلى الحمام و أغلق على نفسه هناك ، ضرب رأسه في الجدار عدة مرات لعله يستطيع أن يستفيق ، لمح وجهه في المرآة و لكنه غضب على نفسه كثيرا أنه فعل و لكنه أعاد النظر و كلمات يغيت تدور في عقله كيف أنه الموت و لكنه يحضر لها الحياة ! كان عليه أن يقبل نفسه في تلك اللحظة أكثر من أن يقبل فكرة اصابتها و احتمالية موتها فتقبله لنفسه يعني حياة لكليهما .
###
خرج فرحات من الحمام و قد ظهر أنه تمالك نفسه ظاهريا و لكن داخله كان ينهار و يحترق و يصبح حطاما و رمادا و ينتهي في كل لحظة ، اتصل بالأخرس و أعطاه أوامرا ألا يخبر أحدا كما أنه كلفه بالكشف عمن فعل ذلك و بعد ذلك جلس بجوار يغيت الذي كان يراقبه بقلق و لكنه لم يستطع أن يظهر ذلك " لتذهب إلى المنزل ! لقد تأخر الوقت سيقلقون عليك هناك " قال فرحات و هو ما يزال يستصعب الكلام و لكنه كان يريد أن يستغل فرصة كونه مع يغيت بهذا القرب فهذا شئ لا يحدث كل يوم ، في النهاية المشاعر المتضاربة كانت عادته و عنوانه
" لقد اتصلت بهم بالفعل و لن أذهب حتى أطمئن عليها " قال يغيت بهدوء و كأنه يطمئنه بأنه سيبقى إلى جانبه فقبل فرحات في صمت علامة على احتياجه لذلك .
###
خرجت بهار من غرفة العمليات و خلفها ميرا فذهب فرحات إلى بهار و عيناه لا تفرقان ميرا في نظرات قلقة
" ماذا حدث ؟ " سأل فرحات و هو يتابع وجه بهار القلق الصامت
" يعني..فعلنا كل ما بيدنا و لكن لم نستطع استخراج الرصاصة ، يوجد خطر كبير على حياتها لذلك لم نفعل..ربما حتى لن نستطيع حالتها ميؤوس منها " قالت بهار و نزلت دمعة على عينيها و تركت فرحات في حالة من الذهول و الصمت أما يغيت فقد انهار على كرسيه ، أما فرحات فقد خرج ليعيش انهياره و بكاءه و صراخه خارجا
كان يشعر بأن ذلك الألم يقطعه إربا بنفس الشكل الذي قطعه في الماضي عندما رأى والده يموت أمام عينيه و الآن تذهب هي أيضا ، تذهب من رأت جمال روحه و أمسكت يديه تذهب بعيدا جدا لوالده
###
دخل فرحات مجددا بعد أن سيطر على نفسه بعض الشئ ، اقتحم مكتب بهار دون أن يستأذن " هناك خبير قادم غدا صباحا ليراها حسنا ! لتعلمِ ذلك و تصرفي وفقا له " قال بقسوة و هم بالخروج و لكنها أوقفته
" توقف لحظة ! هي قد تركت لك شيئا أنت و النائب معي " قالت بهار في بعض من التردد و هي تسلمه رسالتين
أطال فرحات النظر إليهما و قبض عليهما بكل قوته و خرج قبل أن ينهار مجددا
###
خرج ليجلس هو و يغيت في الحديقة و هناك مسافة بعض الشئ بينهما ، أخذ يغيت نفسا عميقا ثم فتح رسالته أولا أخذ بعض الوقت يقرأ فقد كانت صفحتين و من ثم وضعها في جيبه و هو لا يستطيع أن يوقف تلك الدمعة التي فرت هاربة من عينيه
" ماذا كتب بها ؟ " سأل فرحات في برود يداري به كل ذلك العذاب بداخله
بدأ يغيت يظهر تأثرا فلم يستطع فرحات هو الآخر و لكن كل منهما حاول أن يتماسك
" قالت أنها سعيدة جدا أنها تعرفت على رجل جيد مثلي و أنها ممتنة أننا أصبحنا عائلة حتى لو لم نكن ذلك بالمعنى الحرفي ! أخبرتني ألا أتركك وحيدا و أن أداوي جراحك بعد ذهابها فأنت عنيد و لا تسمح لها بالاقتراب ، أخبرتني أن أغلق جراحك التي لم تستطع هي أن تغلقها و أن أضمك بدلا عنها.." وقف فرحات عند تلك النقطة ووضع يده في خصره و أخذ في الذهاب و الإياب و بعد ذلك قرر بشجاعة أن يفتح رسالته و أخذ يلتهم الأسطر بأعينه في نهم لأن ترتوي روحه بكلماتها
" فرحات..اذا كنت تقرأ هذه الرسالة فهذا يعني أنني لم أعد بجانبك و حتى
إلم تصدق ذلك فأنا حزينة لأنني لست بجانبك . لا أعرف كم من الوقت مر في اللحظة التي تفتح فيها رسالتي هذه ! هل مر يوم ، أسبوع ، شهر أم سنة أو حتى سنوات . ترى هل كنّا بجانب بَعضنا البعض كل هذا الوقت أم أننا افترقنا منذ زمن و هذه الرسالة في يدك صدفة . إنني أتسائل كثيرا إن كان مر وقت كثير و نحن مع بعضنا البعض في مكان ما بعيدا عن تلك الحياة التي عاشها كلانا ، أتسائل ان كان لدينا أطفال يشبهونك يحملون عنادك في دمائهم ، يرفضون مساعدتي في اللحظة التي يقفون فيها على أقدامهم أو لعلنا افترقنا و أنت الآن مع امرأة أخرى أو لعلني كنت أنانية جدا و اقتلعتك من جذورك و اختطفطتك و حققت كل أحلامي معك أو لعل أو لعل..
أيا ما كان يا فرحات ، سواء تعايشت مع أجنحتك السوداء أم لا ، سواء كنت قاسية جدا لدرجة أن أقطعها أو كنت سيئة جدا لدرجة أنني جعلتك تقطعها بنفسك ، سواء كنّا سويا أو لم نكن أنا أحبك ! أحبك لدرجة أنني أبحث عن رائحتك في كل مكان ، لدرجة أنني أسعد بالحزن لأنه معك ، لدرجة أنني أصبحت أحب أصوات الرصاص أكثر من الموسيقى لأننا نمسك بأيدي بَعضنا حينما نسمعها ، أحبك لدرجة أن أعترف لأخي بذلك..أحبك لدرجة أن أستمد الحياة من داخلك ! أعلم جيدا كم أنا سيئة ، سيئة لأنني اعترف بهذا العشق أولا ، سيئة لأنني أخفيته كل ذلك
أنا سيئة جدا و بشعة جدا و لكنني أحبك جدا
زوجتك
ميرا فاروق أصلان "
انتهت رسالتها مع توقيعها ذاك مع كلماتها بالحب أما هو فقد دفن نفسه في الرسالة يحاول أن يستنشق ما تبقى من عبيرها فيها
وضع يغيت يده على كتفه فدخل الاثنان في عناق طويل كان يحتاجه كل منهما و مجددا تمالك كل منهما نفسه " سألقي نظرك عليها و بعد ذلك نذهب ، قد أهلكت نفسك بما يكفي " قال فرحات كأمر واقع لا إمكانية للنقاش فيه و دخل ليلقي نظرة على تلك المرأة الشجاعة التي اعترفت بعشق أجنحته السوداء
أنت تقرأ
حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)
Fanfictionالقصة دي زي ما أتمنى ان شاء الله يعني هتكون fanfiction لمسلسل حب ابيض أسود..هتكون ٣ أشكال الشكل الأول ( الحب القرمزي ) هتكون البطلة من اختراعي ( مش أصلي يعني ) و هتكون في احداث شبه الي اتعرض من المسلسل و بعدين هتمشي الحكاية بطريقتي انا الجزء التان...