مهما تقُل أو تنتظر
من الإله و من قَدَرك
فلن تحصل على ما تريد
ما لم تُحارب من أجله
و كأنه يقوم بخنقك
و يجعلك تُولدُ من جديد
و تموت بين الحين و الآخر
إن لم تتجرع (طعم) ألمِه و مُعاناته
إنه مُلتفٌّ حول عُنقك
و مُحطم لأشلاء داخل روحك
و بعيونٍ سائلةٍ عند بابك
يكون منتظرًا كما اللحظات المستاءة
( سيزن أكسو - ملتف )
###
هكذا دائما نظن ان البداية أجمل و النهاية أصعب و لكن الحقيقة أن المنتصفات هي الفيصل..اما تعيدنا لجمال البداية او تخلق نهاية ليس بعدها شئ
###
تلقى فرحات رسالة كرم لتتحول كل تلك السكينة إلى غضب و خوف مجددا " بابا..أنا مضطر للذهاب الآن و لكن أعدك أنني سأعود مجددا سأكمل حديثنا الناقص هذا يا أبي و لكن تلك المجنونة التي رأيتها قبل قليل عليها أن أنقذها من عائلتها الآن ، أنا عاشق لها يا أبي و لا أستطيع فقدانها..سآتي يا أبي سآتي و في المرة القادمة سيكون معي حفيدك أيضا في الأصل لا أحتاج أن أخبرك أنها تسريبة جيدا أنت رأيتها و تعلم هي لن تسمح بغير ذلك . إلى اللقاء.." قال و انطلق إلى السيارة ليركب بجانب ميرا مجددا
" ماذا حدث ؟ عدت سريعا ؟ " قالت قبل أن تلتفت لتواجهه لتصطدم بوجهه القلق و الغاضب " ماذا حدث مجددا ؟ " سألت و هي تضع يدها على وجهه
" انظرِ ستسمعين و لكن لن تخافِ و لن تقلقِ..هذا شئ لا يمكن اخفاؤه تعرفينه الآن بدل أن تصطدمِ به غدا ! " قال فرحات و هو يمسك بيدها التي على وجنتيه و يعتصرها بين يديه دون أن يشعر
" عمر أليس كذلك ؟ " سألت و الدموع في عينيها و هي مستسلمة تماما لقبضته التي كادت تكسر أطرافها
" ليست تلك المشكلة فقط ! البارحة قبضوا عليه و اليوم خرج كأن شيئا لم يكن ، رجل ذو نفوذ أخرجه..اسمه جميل فاروق " قال فرحات لتحاول الخروج من السيارة و الافلات من يديه في عدم تصديق و يمسكها هو أقوى " لا يمكن يا فرحات ! لا يمكن ! هل تسمعني ؟ أبي لم يعد منذ سنوات و لا حتى لأجلي ! لم أسمع عنه حتى في نشرات الأخبار ماذا يعني هذا الآن ؟ ماذ يعني رجل ذو نفوذ ! إنهم لم يأخذوا أقوالي حتى ؟ هل تعلم في ماذا حبس ولده ؟ هل يعلم أنه كان يحاول قتلي و قتل طفلي بالتعذيب البطئ ؟ لماذا قد يفعل أبي ذلك ! بالتأكيد هناك خطأ " قالت في انهيار شديد و حركة مستمرة فأمسك بجسدها و نظر مباشرة في عينيها " انظرِ ! لن يحدث شئ هل فهمتني قد طلب والدك لقائك و أنت ستنهين الأمر معه و بعدها أنا سأنهي أشيائي المعلقة و ينتهي هذا العذاب هل فهمتني ؟ هل سمعتني ؟ لن تنهارِ ليس و هذا الطفل في داخلك " قال فرحات في محاولة لجعلها تستفيق و تستجمع نفسها لتضع يدها على طفلها و تحاول استعادة أنفاسها فتخف قبضة يده عليها رويدا رويدا حتى يتأكد أنها لن تؤذي نفسها
" حسنا حسنا ! أنت محق ! سينتهي قلنا سينتهي ! لنذهب و ننهي هذا " قلبت في توتر
" انظر لم أكن لأمسح بأن يحدث هذا حتى و لو في الأحلام و لكن هم يدينون لك بتفسير..أنت تحتاجين ذلك لكي لا تبقي في الماضي و لكن اذا كنت لا تريدين انا لا اجعلهم يلمحون ظلك هل فهمتني و أنا أتعامل معهم ! " فرحات الذي غيرته ميرا بدأ في الظهور، فرحات المتفهم الذي يعلم جيدا ماذا يعني لها والدها كما يعني له والده
" انا أشكرك بحجم هذه الأرض يا فرحات..شكرًا لأنك تفهم أنني أحتاج ذلك و لكن هذه الحرب حربي هذه المرة ! أنا من تحتاج للدفاع عن حياتها و زوجها و بيتها و انا لن أخسر ! أيا ما كان لن أخسر " قالت بإصرار في عينيها و انطلقت السيارة لبيت كرم
###
وصلت السيارة لبيت كرم ليرحل بهم و يدخلون ، أخذ كرم فرحات على جانب ليتحدثا و ينتفض الجميع مع صوت السيارات القادمة - خاصة ميرا - فيذهب فرحات إلى جانبها " اسمعي جيدا نحن نتفاهم معهم أولا بعد ذلك تأتين حسنا ؟ " قال فرحات في حدة و انتظرها حتى أومأت برأسها ثم خرج
لينزل من السيارة رجل في منتصف الخمسين و لكنه لا يظهر عليه بسبب بنيته القوية و خصلات شعره الذهبية و عيناه التي تشبهان عينا عمر جحيم أزرق يعيش بهما و من الناحية الأخرى تنزل امرأة تبدو في بداية الخمسين بفستان قصير و شعر قصير و قوام مثالي لمن هم في سنها و تحمل ملامحا شرقية كملامح ميرا
وقف كل من فرحات و كرم متحفزا و ميرا خلف الزجاج تضع يدها عليه في لهفة جزء منها غير مصدق أنها ترى والدها بعد كل هذا الوقت أما والدتها فقد تغيرت كثيرا...وهذا أحزنها بشدة
" سيد جميل.." افتتح كرم الحديث فبيته ساحة المعركة
" سيد كرم ! حقا من الجيد أنك قبلت زيارتنا أثبت أنك رجل يمكن التفاهم معه و ايس كبعض الناس " قال و هو ينظر لفرحات في استصغار و ميرا تراقب الوضع في قلق و تحاول أن تقرأ الشفاه و فرحات يحاول أن يضبط نفسه " انظر لتدعوا لابنتك و الا لكنت قتلتك مكانك ها ؟ الأوغاد مثلك و مثلك ابنك لا يستحقون العيش ؟ هل تذكرت الآن أنك لك ابنة ؟ أين كنت منذ عشر سنوات ها ؟ " قال فرحات و قد اقترب بضعة خطوات ثم توقف و قد كان يسيطر على نفسه بصعوبة لانه يعلم أن ميرا تراقب
" الابنة التي تزوجت رجلا مثله و تحمل طفله ليست ابنة.." قالت والدتها هذه المرة و فرحات كان أكثر صدمة حيث أن من حكايات ميرا يبدو أن الكثير تغير منذ ذلك الوقت
" ايه والله و لكنكم آباء جيدون أليس كذلك ؟ تتركونها في السابعة عشر عند امام المسجد كاليتامى و يكون هذا هو الصحيح..ابنتكم لم تمس حراما أبدا و لم ترتكب جرما و عندما كان ابنكم النذل يحتجزها و يدفعها للموت لم تتخلَ عن طفلي لذلك أنتم من عليكم أن تخلجوا من أنفسكم يا هذه " قال فرحات منفعلا هذه المرة فأمسكه كرم و جعله يتراجع
" إنه أخ و يأدب أخته و يأخذ ثأره " قال جميل والد ميرا في برود شديد و هو يسحب شيرين - زوجته ووالدة ميرا - للخلف
" ألا أكفيك أم ماذا يا هذا ؟ اذا ارتكبت زوجتي خطأ يقع على عاتقي أنا هل فهمت ؟ ام تريد أن أجعلك تفهم بالطريقة الصعبة ؟ " قال فرحات و يده على سلاحه ليسحب فاروق سلاحه أولا
" أيها الأصدقاء لتهدأوا أولا.." قال كرم و الجميع يشهر سلاحه في وجه الآخر ، رجال كرم في وجه رجال جميل و فرحات في وجه جميل و كرم يبحث عن سلاحه ليتذكر أنه نسيه بالداخل
ميرا التي تراقب الوضع من الداخل انتفضت و أخذت سلاح كرم و خرجت به لتطلق طلقة في الهواء بصعوبة فقد كان المسدس أثقل مِم تتوقع كما أن ارتداده قد أثر على جسدها كله و جعله ينتفض
التفت الجميع لهذا المشهد غير المسبوق ليصرخ فرحات أولا " ميرا.." صرخ باسم زوجته صرخة هزت كيانه كله فهو يعلم الان ان جنونها وصل لمرحلة لا يريدها هو ، هي لم تكن تكذب عندما أخبرته أنها ستحمل السلاح في هذه الحرب للنهاية
" أيتها الطبيبة.." نادى كرم " لتنزلِ سلاحك و الجميع لينزلوا أسلحتهم " قال كرم فأنزل فرحات سلاحه أولا و ابتسم فاروق ابتسامة ساخرة و نظرت شيرين نظرات قاسية و ذهب فرحات لجانب ميرا
" ميرا.." قال و هو يمد يده لتعطيه السلاح فتتراجع هي و تطلق مرة أخرى
" أنزلِ هذا السلاح ! " صرخ فرحات مرة أخرى لتتراجع مجددا
" فرحات أخبرتك أن علي أن أنهي هذا وحدي ! أليس كذلك يا أمي ؟ هل تتذكرين ؟ عندما كنّا في مصر أخذتني لنحضر عرس خالي في الصعيد و كانوا هناك يحتفلون بإطلاق النار ! و انا أيضا أحتفل بعودتكم يا أمي و لكن أنا أشعر و كأني قد أضعتكم في مكان ما يعني قد عدتم و لكن لستم نفس الأشخاص..كنت أظن أنني أضعت نفسي فقط في ذلك الوقت و لكن يبدو أن الجميع ضاع..أمي أين حجابك ؟ هل تعلمين مازلت أحتفظ بأشيائك في المنزل يعني الأشياء من ذلك الوقت التي كنت تبدين فيه كأمي.." ميرا بدأت تتحدث بتأثر و فرحات ما يزال مادا يديه في حالة من التحفز و هو يسمعها و يتأثر بحكايتها التي لم يسمعها من قبل رويدا رويدا
" كل ذلك كان في الماضي لم يبقَ شئ و الفضل لنامق خال زوجك.." ردت شيرين في استهزاء و قسوة مجددا ليس و كأنها أم ترى ابنتها بعد أعوام
ليلتفت فرحات إليهم " اذا كان لكم ثأر مع خالي نجلس و نحله و اذا أردتم الطريقة الصعبة لا مانع أيضا فنحن نتحدث مع الرجال فقط ! يعني بالنسبة لنا لا توجد مشكلة أنتم ترون.." قال فرحات و هو ينظر لهم هذه المرة
" ميرا..اه يا ابنتي اه نحن جئنا لنأخذك و لتظلِ خارج هذا الموضوع..يعني ذهبنا و عدنا و لم يحدث شئ و اذا كنت تقبلين فرحات اذا تقبليننا أيضا و تتطلقين و تجهضين الطفل و انتهى.." قال والدها في برود و قسوة
" طفل من يا هذا الذي ستجهضه ها ؟ " قال فرحات بانفعال مجددا و هم ليضربه ليمسكه كرم مجددا " لتثق بزوجتك و دعها تحل هذا الأمر.." همس في إذن فرحات ليتراجع مجددا
" أبي انظر ان منعت فرحات جسدي حيّا فإنك لا تمنعه روحي و ان منعته جسدي ميتا فإنك لا تمنعه ابنه في أي حاله..حتى و ان أخذتني من هنا قسرا في أي حالة له طفله ! طفلي لا يدفن معي الم أدفن في مقابر فرحات، لتكن وصيتي الآن و هنا أن يؤخذ طفلي مني و لا نجتمع في قبر ان كُنتُم تمنعونه إياي و ان أخذتني حية أنا أوقع هنا بأن يأخذ فرحات طفلي مدى الحياة.." قالت و هي تلقي السلاح و تشعر بأن جسدها يتهاوى و جرحها يجعل الأمور عليها أصعب و أصعب
" أنا لا أفهم ؟ ماذا تجدين في هذا الرجل ؟ حسنا انا اعلم أنا تطورت في عمل مع نامق و أنت ترينني مخطئا لذلك لا تشتركين في الثأر و لكن ذلك لا يعني أن زوجك نظيف جدا أيضا ! إنه قاتل..إنه سارق مستقبلك ، أنت لن تستطيعِ إمساك المشرط مجددا بحالتك تلك ، أنت انتهيتِ و هذا الرجل أنهاكِ.." قال جميل في سادية بحتة لم يسبق لها مثيل لينصدم فرحات و ينظر لميرا بأعين دامعة و يخرج كل ذلك الانهيار الذي كان يكتمه و يتوجه إلى ميرا و يمسكها " ماذا يقول هذا الرجل أيتها الطبيبة ؟ ماذا يعني أنك لن تمسكِ المشرط مجددا ؟ " قال فرحات في انهيار و قبضته تشد أكثر و أكثر
" أحبك يا فرحات ! أحبك حتى لو كنت حطابا ، حتى لو نمنا سويا في العراء ، حتى و ان كنت ستدخل علي بقطعة خبز مع الملح كل يوم..أحبك " قالت و هي تضع رأسها المرهق على صدره و هو لا يستطيع فعل شئ من الصدمة ليتكلم جميل مجددا " لأخبرك أنا يا فرحات أصلان..اصبتها لم تكن هينة الى هذا الحد و الألم الذي تعانيه منذ استيقظت لا يُطاق ! أصلا معجزة أنها تقف و تتحدث دون أن تنهار، كانت تأخذ مسكنات قوية جدا و أوقفتها لأجل الحمل و لكن كل هذه الأشياء قد تركت أثرا بالفعل ربما تتعافى منه و ربما لن تتعافى منه..هل علمت الآن ؟ أصلا لم تكن لتعلم أبدا، لم تكن لتعلم عن قيئها الصباحي و الدوار الذي تصاب به او الم الجرح الذي لا ينضب ليلا أو نهارا ! هي لا تخبرك و أنت لا تعلم وحدك أنت كنت جبانا و ذهبت و الآن ماذا؟! " قال جميل ليزداد حزن و غضب فرحات و لا يتلتفت لتقول ميرا و كأن وعيها يتلاشى رويدا رويدا " أنا سأدرس و بعد أن يكبر طفلي قليلا سأعمل في التدريس ، ستكون لدينا حياة جميلة فقط أخبرنا ماذا نفعل الآن لينتهي هذا الأمر.." قالت و هي تحاول التمسك بفرحات ليمسكها هو و يحاول إعادتها لوعيها " هل تسمعيني ! لا تفقدِ نفسك أيتهاالطبيبة هذا سينتهي هنا و الآن " قال فرحات في غضب ليتدخل كرم هذه المرة " انظر يا سيد جميل أنا قد سكت كثيرا و لكن الوضع الآن أصبح سيئا جدا فهذا منزلي و أنا لا أقبل بما يحدث فيه هكذا ! أنت لا يمكنك أن تؤذي فرحات و أنا موجود و ان كانت مشكلتك مع نامق اذا تحلها معه فرحات ليس له علاقة و أيضا أي شخص له علاقة بفرحات من قريب أو من بعيد ليس لك علاقة به هل فهمتني ؟ " قال كرم و هو يشير بيديه لينطلق صوت رصاص " و الآن قناصك قتل هل تحتاج شيئا آخر ؟ " قال كرم في ثقة و جميل ينظر و النيران تشتعل في عنينيه و يذهب و هو يتمم " هذه ليست النهاية لن تنجو مني ! قد تكون قد كسبت الجولة و لكن انت لم تكسب الحرب ! " قال و هو يركب سيارته
ليلتفت كرم ليجد فرحات قد حمل ميرا التي فقدت الوعي بين يديه و أنفاسها غير منتظمة " يلزمنا طبيب " قال فرحات في توتر و قلق
" حسنا لا تقلق نفحصها و بعد ذلك تسافرون إلى أي مكان آمن بضعة أشهر على الأقل حتى تلد و نحن نحل الباقي هنا لا تقلق.." قال كرم و هو يدخلهم إلى الداخل
" سلمت يا أخي سلمت.." تمتم فرحات و هما يدخلان في انتظار الطبيب
أنت تقرأ
حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)
Fanfictionالقصة دي زي ما أتمنى ان شاء الله يعني هتكون fanfiction لمسلسل حب ابيض أسود..هتكون ٣ أشكال الشكل الأول ( الحب القرمزي ) هتكون البطلة من اختراعي ( مش أصلي يعني ) و هتكون في احداث شبه الي اتعرض من المسلسل و بعدين هتمشي الحكاية بطريقتي انا الجزء التان...