سلام

1.2K 37 0
                                    


احيانا يكون كل شئ اكبر من ما يبدو عليه
فعندما يتخطي الانسان عقبة ما
لا يحب النظر الي ما مر به
وهذا يعني الشعر بالنقص بشكل كبير
حينها اذهب وافتح الراديو وتمسك بأغنيه
او اقرأ كتاب حتما سيكون جيدا
او اطلع الشرفه واصرخ اصرخ كما تشاء
فلن يُغسل القلب الا اذا تدفقت السموم خارجه
لكن لا تحزن اكثر الحياه ستنتهي يوما
ولا يمكن الهروب من الفراق
الحياه عباره عن مغامره صعبه جدا وقصيره جدا
يمر العمر بالاختبارات
( لا أذهب )
                                        ###
إننا نخوض أكبر معاركنا و أشرسها ليس لكي ننتصر بل لكي نحصل على السلام..
                                           ###
خرجت الطبيبة من عند ميرا فاستقبلها كرم أولا و انتفض فرحات الذي جلس على أعصابه طوال هذا الوقت " كيف حالها ؟ " بادر فرحات بالسؤال
" يعني بالتأكيد كل الذي عايشته لم يكن جيدا و لكن للآن هي بالخير و لكن اذا حدث مجددا بنفس هذه القوة هي لن تواجه احتمال الإجهاض فقط بل الموت أيضا.." عند هذه النقطة أوقفها كرم و شكرها و فرحات أخذ يتحرك في عدم راحة لا يعرف هل يسب ام يلعن ام يحرق العالم " لتدخل إليها انها باحتياجك و لكن لتحاول أن تكون هادئا فحالتك هذه لن تساعدها " قال كرم بعد أن أوصل الطبيبة للخارج " أيضا ربما تقضون الليلة هنا و غدا تذهبون إلى المنزل بما ان حالتها تلك لا تسمح بالسفر " قال كرم مكملا ليومأ فرحات برأسه و يفتح الباب و كأنه يقتحم ليجدها هناك ممدة بين النوم و الاستيقاظ فيتأملها قليلا من بعيد و يداه في خصره و كأنه لا يعرف ماذا يقول أو كيف يسيطر على نفسه أو حتى بماذا عليه أن يشعر " فرحات.." همهمت دون أن تفتح عينيها فأغمض هو عينيه يستشعرها بكل كيانه و لكنه لم يجب ، فقط لم يستطع
فتحت عيناها هي لتراه واقفا بعيدا ينظر و شرر الحب و الغضب و الشوق و الجنون و الحنين يتطاير من عينيه " هل أنت غاضب ؟ " سألت بابتسامة صغيرة رغم أن حتى الابتسامة في هذا الوقت كانت مجهودا جبارا
" تعالى و أنا أصالحك " قالت لتجعله ينهار ، لتجعل سكاينا في صدره و بعضا من أنينه يخرج قسرا و هو يحاول كتمه
" لا تفعل يا فرحات ! أعتذر حقا " قالت و هي تحاول التعديل من وضعيتها فأعطاها هو ظهره ، لقد اكتفى من رؤيتها في هذه الحالة ، قد اكتفى من الاستيقاظ كل يوم و شئ ما يهدده أن يسلب حنانها ذلك منه ، ذلك الحنان الذي يجعلها تقبل من رجل مثله العتاب و القسوة و البرود و العقاب
" ماذا فعلتِ أنت لم أفهم يعني ؟ ماذا يعني إمساك السلاح يا ابنتي هاه ؟ انت تخافين من قطط الشوارع ماذا كان ذلك ؟ " كان عتابه لها سؤالا عنها و الديل على ذلك أنه لم يلتفت كي لا تنهار بانهياره
" تعالى يا فرحات..تعالى و أنا أخبرك كل شئ " نادت مجددا فلم يستطع المقاومة هذه المرة فجاء وجلس بجانبها و أشاح بوجهه للناحية الأخرى " اشرحِ الآن ماذا ستشرحين ؟ " قال و هو الذي كان يحاول الهروب و لكن من داخله هي كانت تقيده
أقامت جسدها بصعوبة و ما ان التفت حتى يسألها ماذا تفعل حتى ضمت رأسه إليها و حاول الهروب - ليس بجدية كبيرة و قسوة كما كان في الماضي - لتمنعه هي و تتمسك به " هذا الذي فعلته..أخبرتهم أني أحبك فقط ! كانوا يصوبون عليك و ذلك الرجل الذي اعتدت في الماضي أنه كان أبي كان سيطلق عليك دون رحمة أنا أعرف لأن عمر نظر كذلك عندما أطلق علي .. لم أكن لأسمح ! كان عليهم أن يعلموا.." عند هذه النقطة سحب فرحات نفسه مجددا و كأنه كان نسى نفسه لفترة في حضنها " ماذا سيحدث يعني ان اطلق ؟ كنت تعالجين ! و إن لم يحدث يعني لا توجد مشكلة ترتاحين يعني في النهاية لن تمسك المشرط مجددا.." كان كطفل صغير يؤنب نفسه أمام أمه لتحنو أمه عليه " هذا كان اختياري يا فرحات لا علاقة له بك ! ما كٌتب لي أن أعيشه كنت سأعيشه حتى لو لم يكن معك و لكن أنا محظوظة أنني عشته معك أنت ! أنا أكثر النساء حظا في هذه الدنيا.." قالت و هي تسند رأسها على يده لينظر هو لها " يعني لا أفهم ماذا تجدين في رجل مثلي..يعني لست مناسبا أنا..أنا لا أعرف.." كان يحاول أن يشرح نفسه و لكن ذلك كان صعبا كامحاولة حفر نفق بملعقة " لا يوجد للحب أسباب يا فرحات..ربما لست الأفضل و لكنك بالنسبة لي كذلك ، صحيح أنني ككل الناس أتمنى أن أسمع منك كلمات الحب و الغرام و أن أعيشها معك ، صحيح أنني أتمنى لو أننا نترك الأسلحة و الظلام و كل ذلك جانبا و لكن حتى هذا الوقت أحبك.." قالت و التفت إليه و سمحت له بالاقتراب مجددا فذلك كان الشكل الوحيد الذي كان يحاول أن يعبر به عن نفسه لها  و مجددا هي التي تولت معالجة جروحه و جعله يحاول أن يتقبل نفسه
                                            ###
عاد فرحات و ميرا في صباح اليوم التالي للمنزل " هل أنت جائعة ؟ " سأل فرحات فور دخولهم " والله لا أعترض على أي شئ فهذا الصغير أيضا له متطلبات " قالت مع ابتسامة وهي تتحسس طفلها
" حسنا لا نجعله ينتظر " قال فرحات مع ابتسامة صغيرة على وجهه منذ أزل و كانت ميرا راضية بهذا القدر فقط
حضروا الطعام سويا في أجواء مرحة خلقتها ميرا رغم تعبها ، كان ذلك جانب يراه فرحات أول مرة فيها ، الجانب السعيد و المسالم فقد كانت حياتهم تلك الفترة في حالة حرب
تحدثوا كثيرا و هي استمعت له للنهاية و بعد ذلك تذكر كلام الطبيبة أنه ليس من المفترض أن تبقى وحيدة و أن يرعاها أحد و طبعا عائلتها أصبحت من سابع المستحيلات بعد أن كانت مستحيلة فقط لذلك ترجع فرحات جرعة من شايه ثم قال " ايه أيتها الطبيبة منذ متى لم تبادلي الهموم مع أحدهم يكون جيدا لقلبك لو أنك تفعلين كل فترة " قال فرحات في محاولة لفتح الموضوع " حسنا انت هنا و انا لا أحتاج شيئا آخر " قالت مع ابتسامة و قد بدأت تفهم و لكن هي كان لها خطة أخرى " جيد و لكنني لست موجودا دائما ! هناك أعمال و أشغال يعني.." قال و هو يكمل شايه
" أنا أشتاق لجلسوم و السيدة يتار لو أنهم يأتون و يذهبون علينا أكون ممتنة " قالت ميرا في محاولة لجعل ذلك خطوة للصلح بينهم
سكت فرحات فترة و كأنه يحسبها..قلبه يرفض من الألم و لكن جزءا منه يقول أن هذا هو الصواب لأجل ميرا في هذه الحالة " حينا تمام و لكن لا تقتربِ كثيرا و إلا تحترقين أيتها الطبيبة " كان يحذرها من والدته " لا تقلق يا فرحات أنا أمسكت سلاحا من قبل كي لا نحترق و لا مانع لدي أن أفجر قنبلة " قالت باتسامة واسعة و مرح
" جيد اذا أيتها الطبيبة على هذا المنوال تعينين في العسكرية قريبا " قال بمزاح هو الآخر فضحكت هي كثيرا..
                                          ###
مرت بضعة أشهر و فرحات و ميرا يعتاد كل منهما على الآخر و ينفتح - قدر المستطاع - أصبح شوق فرحات لابنه لا يوصف و يتفقده كل يوم و يتحسس ضرباته ، علاقة فرحات مع يتار لم تتحسن كثيرا فهو لم يكن يلمس حتى الطعام الذي تعده هو كان يأكل طعام ميرا فقط أو يأكل من الخارج و لكنه بعض الشئ أصبح يوجه لها حوارا و يعتاد على وجودها و يعترف به
كانت أشهرا مسالمة وصلت فيها ميرا لشهرها السابع في الحمل و فرحات يساعدها في الذهاب و القدوم فيما يخص الدورات التي تأخذها للدراسة و لكن ذلك لم يدم طويلا حيث أن قرار اعتقال ميرا صدر بعد تلفيق تهمة لها لم ترتكبها و لكن هذه لم تكن المشكلة الوحيدة..
                                   ###
" ميرا.." دخل فرحات يبحث عنها مثل المجانين ليجد حالتها سيئة جدا بعد أن سمعت خبر اعتقالها
" فرحات ! أنا لم أفعل شيئا " قالت و هي تدخل في حضنه فنسى الدنيا لحظة و مرر يده في خصلات شعرها " هيا لنذهب " قال فرحات بعد ان استعاد نفسه و الخطر الذي يداهمهما " إلى أين ؟ لا يمكنني الهرب هكذا سيظنون أنني فعلتها ! ثانيا لا يجب أن تتورط أنت في الموضوع أنت لا دخل لك ! " قالت في خوف عليه
" قد تخطينا هذه المواضيع منذ زمن.." قال و هو يسحبها وراءه
                                   ###
خرجا سويا من المنزل و تحدث فرحات مع كرم الذي كان يحاول المساعدة بقدر المستطاع و لكن بعد فترة بدأ سيارات مجهولة في مطاردتهم و لكن تلك لم تكن المشكلة الوحيدة فولادة ميرا المبكرة بدأت أيضا..

حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن