اذهب وافتح قلبك ، ستجدني انا!
امسك بي جيدا ولا تدعني اهرب
انا بالكاد استطيع حمل جدراني فقد سقطوا
( سيزن أكسو-ما أخبار العشق )
###
و لأن في هذه الحياة لا يوجد أي شئ كامل فإن الحب أيضا ليس كذلك..
بعضه حزن و بعضه الآخر سعادة
###
أخذ فرحات و ميرا الأخبار من الطبيبة و خرجا لتمسك بيده و يبادلها المسكة ، يتبادلان نظرات قلقة و لكن راضية ، لم يكونا ليتركا الأمر هكذا و لكن كان عليهم التوقف عن الهرب للحظة ليفكروا لينظروا ماذا تَرَكُوا ورائهم و إلى أين سيذهبان
ركبا السيارة ليسود الصمت مجددا ، فرحات لديه الكثير على عاتقه و لكنه لا يستطيع أن يدير ظهره كما فعل من قبل فالأمر الآن مختلف تماما فقد أصبح مقتنعا أن حياتهما لا يمكن أن تنفصل فالآن أصبح بينهما روح و دم و حياة
نظرت ميرا له بحنو و لكنه عقله لم يكن هناك بالفعل كان عقله مع طفله و كرم و عمر و يتار - والدته التي لا يستطيع أن يدعوها و الدته أو أن يسامحها لما فعلت به - و أخته التي سقطت ضحية حياته هي أيضا و أخيه الذي ما يزال يحاول أن يجعله يتقبله بعد هذه المحاولات المستميتة للخروج من ظلامه ، هواجسه أخذت تأكله حيّا و ميرا موجودة هناك فقط بصمت و لكنها لم تكن لتتركه ما يزال لديها الكثير أيضا لتصلح الذي انكسر فكما يحمل هذا الحب الألم عليه أن يحمل السعادة
وصلا للفندق و قبل أن يستطيع أحد منهما التكلم أو الهروب وصلت رسالة لفرحات من كرم ( لتأخذ بضعة أيام راحة أنت و الطبيبة و لا تقلق على الباقي أرسل لك عندما يحين الوقت أن نلتقي و يكون هناك تطورات . حتى ذلك الوقت استمتع فنحن لا نعلم ماذا سيخرج لنا على الطريق..) رسالة كرم زادت أشعلت النيران داخل فرحات بدل أن تطفئها ، إنه حتى الآن لا يستطيع التصديق أن كرم فقط يساعدهم لأجل نخاع الدم الذي تبرع له به و لكنه ترك كل الشكوك و الاحتمالات ورائه لأن ذلك كان السبيل الوحيد لحياته هو و ميرا ، إنه لا يستطيع فقط لا يستطيع
قاطعت ميرا غضبه الصامت ذلك و ذهابه و إيابه في الغرفة كالمجنون " فرحات انظر انا لن أسألك ماذا حدث لأني حقا لا أريد أن أعلم و لكن لتهدأ فقط..الشئ الوحيد الذي أعلمه أن هذا الوقت سيمر و سنكون بخير فقط صدقني " قالت ميرا و هي تقترب منه ليجلس هو في محاولة للسيطرة على نفسه " لا تشغلِ بالم بهذه الأشياء لتأخذي حماما دافئا و لتذهبِ للنوم " قال في صيغة أمر غاضب متحكم و كأنه يعامل أسيرة و لكنها تعلم جيدا أن هذه هي طريقته في الحنو
" انظر انا سمعت ما قالته الطبيبة مثلك تماما ! أنا أيضا عقلي مشوش و أخاف و لكنك سمعت هو معجزتنا الصغيرة..إن شاء الله كله سيحل ، أنا انام و أستيقظ في هذه الحياة يا فرحات و كل دعائي لكما، ان شاء الله لن يصيبنا مكروه . أعلم أنك تفكر في كل الأشياء السوداوية في العالم في هذه اللحظة مثل لو أنها لم تتزوجنِ ، لو أنها ظلت تراني قاتلا و لم تصبح زوجتي..أشياء مثل حاولنا و لكن أصبح كله بلا فائدة فنحن لا نستطيع الخروج من هذه الحياة و هذه الحياة السوداء لا تخرج منا ، ما فعلناه لم ينفع بشئ ! أنت تفكر كذلك أليس كذلك ؟ " قالت و هي تقف أمامه و هو ينظر إلى الأرض و يعثر كفيه
" أليست..أليست هذه هي الحقيقة ؟ أجيبيني أيتها الطبيبة ؟ أليست هذه هي الحقيقة ؟ " قال و هو على حافة الانهيار و الانكسار لتجلس هي على الأرض و تصبح في مستواه و تضع كفيها على وجنتيه و تمنع هروبه منها " انظر في عيني يا فرحات ! ليس صحيحا ! انظر خروجنا أفادنا كثيرا..خروجنا جعل بيننا هذا الطفل ، خروجنا جعلنا نكسب بَعضنا البعض في حياة كان كل منا يظن أنه سيموت فيها وحيدا و لكن لم يحدث ! لم نعد نتخبط في هذه الوحدة أصبحنا سويا..عندما أخبروني أنك..لا أستطيع قولها و لكن أتعرف ما أول الذي فعلته ؟ أول الذي طلبته ؟ أخبرتهم أن يأتوا بهذا الخاتم حول إصبعك لأعلقه على صدري ، أخبرت طفلي أننا لن ننساك حتى نلقاك ، لا يوجد ذهاب من دونك و لا بقاء من دونك يا فرحات ! لو أن طفلي لم يكن موجودا في تلك اللحظة لكانت روحي ذهبت إلى روحك منذ زمن..." عند هذه الجملة و عند انفعالها و بكاءها في تلك النقطة قاطعها هو " حسنا..تمام انقضى وذهب " قال لترفع نصف جسدها من على الأرض و تضمه فيتردد قليلا و لكنه يبادلها الضمة بعد ذاك و يدفن رأسه يكتفها و يستنشق رائحتها للنهاية كما تفعل هي
خلعت عنه معطفه و أخذته للسرير كالأطفال ، داعبت وجنتيه و بادلها هو بعض اللمسات الحانية و التي كانت تختبئ وراء رجولته و قوته ، كان قلقا و لكن للوقت الحاضر كان مرتاحا ، كان يشعر بأن أحدهم قد ملأ ذلك الفراغ بداخله و أصبح يصلح الذي كسر
###
استيقظت فرحات في الْيَوْمَ التالي ليبحث عن ميرا بجانبه أول شئ فلا يجدها ، و لكنه ما ان التفت حتى وجدها أمام الشرفة تضع بطانية صغيرة على كتفيها و تمسك بكوب مشروب دافئ يتصاعد بخاره و خصلات شعرها مفرودة على غير عادتها - فقد كانت تجمعها دائما - و كأن ذلك علامة على كبتها في نفسها و إخفائها في داخلها كل انفعالاتها و كل ما تشعر به و لكنها اختارت لهذا الْيَوْمَ أن تكون حرة ألا تكون أمامه فقط أنثى بل أن تكون امرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
التفت لتجده يتأملها فأشاح بنظره بعيدا و كأنه خجل " صباح الخير " قالت و هي تذهب إلى جانبه
" ماذا ايقظك في الصباح الباكر هكذا ؟ هل يوجد ألم أو ما شابه ؟ " سأل في نفس حدته المألوفة التي أصبحت هي تميز الحنية فيها جيدا
" لا لا يوجد شئ ! أنا و صغيرك بخير و لكننا أعدننا لك مفاجأة، لذلك يكفي كسلا و لتستعد " قالت و هي تبتسم
" ماذا يعني مفاجأة و ما شابه تعلمين أنني لا أحب هذا النوع من الأشياء " قال فرحات عائدا لوضع رجل الجليد القاسي مجددا
" تمام تمام لا تغضب فورا..كل ما في الأمر أنني أريد أن نفطر أنا و أنت على شاطئ البحر ليس أكثر " قالت باتسامة ورائها الكثير
" لا توجد مشكلة بالنسبة لي " قال و ذهب ليتجهز
###
نزل كل منهما إلى شاطئ الفندق - الذي كان فارغا - و كان ذلك ظاهرة غريبة بعض الشئ " يبدو أن مزاجك أيتها الطبيبة لا يلائم الجميع ، الناس في الداخل و انت الوحيدة في الخارج خيرا يعني لم أفهم ؟ " قال في قلق عليها من الجو البارد و لكن كالعادة بطريقته فهي كانت قد خلعت حذائها و تسير على الرمال بقدميها العاريتين و هو لم يعهدها منفتحة من قبل إلى هذه الدرجة
" لا أعلم حقا كيف تراني الآن او كيف رأيتني من قبل و لكنني أعرف نفسي جيدا ، أنا امرأة تقليدية و عنيدة و لكنني لست مكابرة أعطي ما دمت أستطيع ، بداخلي جنون طفلة صغيرة لم تتعدَ عشرة سنوات و لكنني أقيدة و أخفيه و لكن الْيَوْمَ لأجلك و لأجل طفلي و لأجل نفسي انا قررت قرارات جديدة " توقفت بعد أن كانت تسير أمامه . في هذه اللحظة أصبحت تخيفه بعد أن كانت من لحظات تمتعه بمنظرها و هي امشي على الشاطئ مغمضة عينيها و مستسلمة للشمس و قبل أن يسأل صاحت هي بأعلى صوتها " أيها العالم لتسمع ! أيتها البحار، أيتها السماوات ، أيتها الأراضين لتسمعوا أنا أعشق رجلا اسمه فرحات أصلان ، أنا زوجته و أحمل كنيته و أحبه..أحبه إلى المالانهاية ، أحبه بأخطائه و آهاته و قسوته و ماضيه و ظلامه..لتسمع يا عمر ، لتسمعِ يا سيدة يتار ، لتسمع يا سيد نامق أنا عاشقة لهذا الرجل و لا تستطيعون تغيير هذا و إن فرقتم أجسادنا إلى قطع ووضعتم كل قطعة في بلد سأظل أحبه ، هذا الرجل قلبه ينبض عندي و في داخلي لذلك لا تستطيعون أخذه مني ، انه الرجل الذي لا أشبع من رائحته مهما ضممته ، الرجل الذي لا أشبع من النظر إليه..الرجل " بدأت تتعب و أنفاسها تذهب فذهب إليها بعد أن كان يراقبها و الدموع في عينيه فهو لا يستطيع أن يصمد أمام كل هذا الحب " فهمنا أيتها الطبيبة ! ألم تفهمي أنت ؟ " قال و هو ينظر إليها بعشق و حزن و عتاب و هو يمسكها قريبا منه
" مازال هناك الكثير لأفهمه و هناك الكثير لنعيشه " قالت و هي تجمع أنفاسها و تختبئ في أحضانه و بين يديه و هو لا يتركها
" أساسا لم تكن هناك حياة قبلك ! لم يكن يوجد شئ ليعاش " اعترف بحدة مهزوزة
" اذا لتتبعنِ اذا.." قالت و هي تمسك بيديه و تسير معه حتى وصلا إلى سيارة من سيارات الفندق و ركبا فيها و لم يسأل هو إلى أين نحن ذاهبان
###
زجاج السيارة كان أسودا فلم ير فرحات إلى أين كانا يذهبان " تقولين أنك تختطفيني أليس كذلك أيتها الطبيبة ؟ لم يكن هذا نوعك من الأشياء ! " قال فرحات مازحا و ابتسامة صغيرة على شفتيه
" ماذا أفعل ؟ قد تعلمت منك ثانيا هذه الجريمة مباحة أنا اختطف والد طفلي لا أحد يلومني " قالت بدلال و ساد بعدها صمت حتى وصلا
نزل فرحات من السيارة ليعلم المكان من أول لحظة و يبدأ انهياره مجددا " ما الذي نفعله هنا ؟ " قال فرحات و هو يكتم نفسه مجددا فميرا أحضرته إلى قبر والده " لا يتم بدون الأصول يا فرحات ! تزوجنا ووالدك غير موجود و الآن جئنا لنجعله يرى حفيدة ، لنطلب منه أن يرتاح في قبره فأنت الآن خرجت من الذي كنت فيه..انظر في الوقت الذي وقعت فيه في تلك الحياة كنت تظن أنك تحمل دم والدك من على الأرض و لكن الآن في هذه اللحظة فقط دمه لم يعد على الأرض فعلا فأنا أحمل دمك و دمه.." قالت و هي تسحب فرحات ليقفا أمام قبر والده و فرحات يقدم خطوة و يرجع أخرى إلى الخلف خجلا و خائفا كطفل صغير يخشى خصام والده بعد أن اخطأ
" فرحات لا تقلق المرء يكون أبا عندما يسامح و بالتأكيد هو سامحك منذ زمن بعيد ؟ " قالت و هي تحاول إقناعه
" و أنت من أين تعلمين ؟ " قال و دمعه فرت من عينيه و أعلن انهياره
" أعلم لأنني أشعر بأنني ووالدك لنا قلبان متشابهان لو لو نكن كذلك لما استطعت أن أحبك ! هيا لنقرأ له الفاتحة " قالت و وقفت أمام قبر الحلاق نجدت و قرأ كل منهما الفاتحة و فرحات ينهار رويدا رويدا في صمت
" سيد نجدت نعتذر فقد تأخرنا كثيرا و لكننا أتينا ! أتينا ثلاثة..بِسْم الله ما شاء الله أنجبت ابنا كالأسد و أنا هنا لأخبرك أنه كان قد ضَل طريقه قليلا و لكن الآن الحمد لله نحن نخرج من هذه الحياة و لكن انا شعرت بأنني أحتاج أن أتعرف عليك كما أننا لم نتبع الأصول إطلاقا و بما أن فرحات لا يستطيع أن يطلبني هو لذلك أنا أتيت لأطلبه ! أنا مجددا أريد أن أتزوج ابنك على سنة الله ورسوله ما رأيك هل تعطِ ابنك الأسد هذا لي ؟ " قالت و الدموع في عينها و هي تنظر إلى فرحات الذي انهمرت دموعه و هو ينظر لها في تعجب و صمت ليجدها تخرج خاتما ذكوريا و تمسك يده الأخرى " ما رأيك ؟ أنا أطلبك أمام والدك هل توافق ؟ " قالت مع ابتسامة و دموع و هو ما يزال ينظر غير مصدق و لكنه تحدث بقوة و رجولية أخيرا " أنا أساسا قلت نعم منذ البداية ! تريدين سماعها مجددا لا مشكلة لدي..منذ الآن انا لا أتركك أيتها الطبيبة حتى و إن كنت تنوين الذهاب للجحيم " قال فرحات و هو يمد يده و تلبسه هي الخاتم ثم تطبع قبلة على خده " حسنا سأنتظرك في السيارة و أنت تحدث مع والدك قليلا فأنا أراهن أن لديك المثير للتحدثون عنه.." قالت ميرا و لمسته بحنو و أومأ فرحات برأسه في صمت و لكن قبل أن يستطيع فعل أي شئ أتته رسالة من كرم و محتو هذه الرسالة لم يكن جيدا أبدا..
أنت تقرأ
حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)
Fanficالقصة دي زي ما أتمنى ان شاء الله يعني هتكون fanfiction لمسلسل حب ابيض أسود..هتكون ٣ أشكال الشكل الأول ( الحب القرمزي ) هتكون البطلة من اختراعي ( مش أصلي يعني ) و هتكون في احداث شبه الي اتعرض من المسلسل و بعدين هتمشي الحكاية بطريقتي انا الجزء التان...