مسار اجباري

2.1K 53 0
                                    

( ازيك عامل ايه ؟ ايوه انت الي بتقرا ؟ عامل ايه انهارده ؟ يومك مشي ازاي ؟ بتقرا الكلام ده الصبح و لا بليل ؟ مبسوط ولا..؟ اتمنى تكون مبسوط عندي حاجه مهمة اقولهالك خاصة بالنسبة لآخر جزئين كتبتهم ! أنا فعلا كتبتهم من قلبي بجد خاصة الجزء الأخير كنت حاسه كل كلمة فيه و انا بكتبه طبعا انا معرفش رأيك فيه لأنك مقولتليش لكن عامة لو حبيت تقولي التعليقات موجودة و صراحة بتاعي موجود ، نيجي للمهم أنا أصلا لما كتبت جرح كانت حصلت مشكلة في النشر و كده و كنت قررت ان جزء جديد هينزل مكانه بس الدنيا راحت و جت و النصيب طلع ان جرح هو الي يتنشر ، انا عارفه ممكن يكون الموضوع نكد شوية و ممكن يكون مختلف عن المسلسل و ممكن و ٥٠٠ حاجه بس انا فعلا بكتب من قلبي في الجزء ده هيبقى في شوية مفاجات كده اتمنى تعجبك..)
                                        ###
انا احببت شخصا هكذا كان يدفعني للانتحار
في اليوم الذي لاحقت أهدابه فيه
عندها بدأ موتي
غاضب وعصبي ومشاجر
عدواني وفمه بذئ
وكان لديه عينان سوداء مثل الليل
اسيران بعيدان للغايه
( سيزن أكسو-أحببت شخصا كهذا ) 
###
كل ما قبلك كان مفترقات طرق و لكنني لم اختر أيا منها قط! ما سرته كان مفروضا علي ، وحده عشقك أصبح مساري الإجباري واختياري
  ###
ضغط فرحات على الفرامل فتوقفت السيارة بعنف " أنت سفيرة الحياة و تريدين الموت ، أليس كذلك ؟ لذلك لا تستطيعين إغلاق الجراح جيدا..أنت ميتة أساسا ! أنا اهتم بهذا الأمر أيا كان ما يخرج من وراءه حسنا ؟ " قال جارحا إياها ، كان يتمنى فقط لو أنها تعاتبه تجرحه أو تلقي عليه بالكلام و لكنها قابلت نظراته القاسية بنظرة حزن عميقة و من ثم أشاحت بوجهها في صمت ، شعر بأنه تسرع قليلا و أن كلماته كانت أقوى و أقسى من المعتاد ، كان يشعر بقلبه يحترق و لأول مرة يشعر بشعور الندم 
( لماذا تصمتين ؟ لماذا لا تردين علي ؟ لماذا لا تنظرين إليّ كما تفعلين في كل مرة ؟ هل كان خداعا ؟ هل انتهى ! هل كنت تدعين كل هذا الوقت أنك تعلمين و انت لا تعلمين ؟ لماذا ميرا لماذا..)
( نعم انني كنت ميتة بالفعل و لكنني قابلتك و أصبحت حية لهذا أتألم كل هذا الألم ، لأنني قبلا لم أكن أتألم ، لم أكن أرغب و لم أكن أريد و لكنني الآن أفعل ، إنني أريد حياة معك لا أريد أن أبتعد و أموت من جديد ، فرحات..) كل منهما نادى الآخر في داخلة و الصمت قد خيم عليهم و كل منهم لا يستطيع أن يقترب و لا يستطيع أن يعترف
التف فرحات بالسيارة و عاد بهم إلى المنزل فلم يكن يستطيع أن يجعلها في مكان لوحدها و هي بهذه الحالة كان يخشى أن تؤذي نفسها و لكن ما كان في انتظارهم في المنزل كان أعظم
                                        ###
توقفت سيارة فرحات بالمنزل و نزلت ميرا و فرحات يراقبها بهدوء و حزن و عمق و لكن ما ان نزل هو من السيارة حتى دخلت سيارة أخرى بدون سابق إنذار و نزل منها نجاد و شاب آخر أسود الشعر ، أزرق العينين ، طويل القامة ، حنطي البشرة أو ربما أفتح قليلا ، يحمل في عينيه نظرة مألوفة لفرحات جيدا ليست فقط نظرة رجل قد لفه السواد بل أيضا نظرة يراها كل يوم في عيني ميرا!!
" ايه يا سيد نجاد أرى ان اقتحام البيوت أصبحت لعبتك الآن " قال فرحات غاضبا غضبه المكتوم ذاك
" لا ! إنني لست مثلك على الإطلاق ، أنا جئت لأقول حمدا لله على سلامتك أنت و ميرا كما أنني أحضرت مفاجأة أيضا " قال نجاد و هو ينظر لميرا التي وقفت خلف فرحات صامتة متحفزة
" ايه أي مفاجأة ؟ " قال فرحات بعد أن نظر لميرا فتقدم عابدين و الأخرس ليكونوا بجوارها تحسبًا لأي شئ
" أخوها ! " قال نجاد ملقيا القنبلة بل رافعا صوته أيضا بما قال فخرج أصحاب البيت و أخذت ميرا في التقدم رغم أن الأخرس و عابدين حاولوا منعها
" تقدم يا عمر " قال نجاد ليتقدم الشاب إلى جواره
فاقترب فرحات من أذن نجاد و همس موشكا على أن يفجر غضبه كله به " ماذا قلت لك أنا يا هذا ؟ ألم أقل لن تلعب معنا مادمت لا تتحمل اللعب ؟ ألم أقل.." لم يستطع أن يكمل جملته لأن ميرا قاطعته
" ماذا تريد أن تفعل بي أكثر ؟ في أي كذبة تريد أن تلقيني بعد ؟ ألم يكفي ما حدث حتى الآن ! هل تأتي الآن برجل من الشارع و تقول عنه أخي ! ألم يبقى حتى للذكرى أي احترام ؟ أنت جئت إليّ و قلت قتل..قلت.." بدأت تبكي عند هذه النقطة " لا أجده مع أي عصابة و لا في أي سجن أعرف فقط أنه مات و لا أستطيع معرفة أي تربة تحتوي عظامه ! ماذا الآن ؟ " قالت و انهيار كل تلك الأيام و الأحداث يخرج فجأة
" كيف حال جرحك ؟ هل ترك ندبة ؟ " قال الشاب بصوت رجولي أسكت المكان ، كان فيه بعض من الحنو مغطى ببعض البرود أو حتى بكثير منه
التفتت إليه عندما تحدث و فرحات فعل نفس الشئ ، تساقطت الدموع منها أنهارا عندما سمعت ذلك ووقعت على ركبتيها فذهب فرحات إلى جانبها و رفعها و قربها منه " هل انت بخير ؟ " سأل و هو ما يزال ممسكا بها فأمسكت هي أيضا به و أصبح واجهها مقابلا لوجهه " ماذا يقول هذا يا فرحات ؟ ماذا يقول هذا ؟ " سألت في عد تصديق و هي تجول نظرها بينهم و هو يسند ظهرها كي لا تقع و نجاد و ذلك الشاب الغريب يراقبون بصمت من بعيد " تماسكي أيتها الطبيبة ! لا يحدث شئ سيذهبون الآن "
أخذ عمر قلما و تقدم إليها فمنعه عابدين و الأخرس " لا تقلقوا يا أصدقاء ، أنا سأثبت نفسي لها فقط " ابتعد فرحات عنها عندما شعر أنها بدأت تتماسك قليلا و أشار للأخرس و عابدين ليجعلاه يمر فاقترب منها عمر و مثل بالضبط كيف طعنها في الماضي " هل تذكرت ِ ؟ " قالها و هو ما يزال مقتربا و هي لا تزال في حالة ذهول و فرحات يمسك نفسه بالكاد ، ضمته إلى صدرها بعدم تصديق و أخذت تبكي وتلف يديها حول عنقه وتتعلق به " أخي ! عمر ! أنت حي ؟ لماذا تركتني كل هذه السنوات ؟ لماذا؟ لماذا تركتني أموت و أغرق من بعدك يا أخي ؟ " قالت و أخذت بتلك الضمة إلى الأرض فقدماها لم يعودا يحملانها " يا أمي ! يا أبي ! تعالا شاهدا ! طفلكما حي ! عمر حي ! لم يمت " صرخت بأقوى ما لديها و بدأ يذوب ذلك الثليج على قلب عمر فبدأ يبادلها الضمة و عمر و نجاد كل منهم يحمل دموعا في عينيه ترفض النزول
" انتهت تلك الأيام يا أختي نحن الآن سويا ! الآن و إلى الأبد " قال و هو يخرج من ضمتها له ، و لكنه قالها بطريقة لم تعجبها ، تحمل بعضا من غضب مكتوم و رغبة في انتقام أكثر من  كونها رغبة إصلاح
" هيا ستأتين معنا ! " قالها بصيغة الأمر و هو يسحبها إلى أعلى و لكنها سحبت نفسها إلى جانب فرحات قبل أن يستطيع فرحات أن يتدخل مِم أذهله هو شخصيا كيف أنها اختارت جانبه
" أنا لن أذهب إلى أي مكان " قالت وسط ذهول الجميع و هي تمسك بيد فرحات كطفلة تخشى الضياع فبادلها هو أيضا المسكة بل أنه أطبق على يديها بشكل ربما يؤلمها و لكنها كلما وجدت منه تمسكا أكبر تمسكت هي أيضا
" انظري أنا سمعت كل شئ من نجاد لذلك لست مضطرة أن تبقي هنا بعد الآن ! نحن نستطيع أن نحمي أنفسنا منه جيدا " قال وهو يسحب يدها الحرة فسحبها فرحات باليد الممسكة بيدها
" هوي ! انت سمعتها. إنها زوجتي و نحن لا نترك نساءنا هنا و هناك خاصة اذا لم يردن ذلك . إذا كنت تريد كثيرا تأخذ مكانك إلى جانبها و لا تقلق نحن نحسن ضيافتك " قال في هدوء فبقاء ميرا إلى جانبه يساعده في ضبط نفسه كثيرا أكثر مِم تخيل
نظرت له ميرا بنظرات دامعة ممتنة و كأنها كانت تريد ذلك و لكن لم تعرف كيف تطلبه ، هو أيضا كان ينظر إلى داخلها و لكن الفرصة لم تأتي أبدا ليظهر ذلك
" اذا ماذا ؟ ألم تقولي أنك لا تستسلمين لحياة بهذا السواد أبدا ؟ ألم أقل لك تعالِ و أنا في نفس حالته و قلت لا ؟ ماذا اذا ؟ هل أصبحتِ تحبين هذا الشكل فجأة ! كان نجاد يقول أنه زواج على الورق فقط و لكن يبدو الأمر أنه أكثر من ذلك حتى تختاريه علي و لكن لأخبرك هذه ليست علاقة سوية هو يشتري الْيَوْمَ و أنت تبيعين و غدا هو يبيع و لا تجدين من يشتري " لم تستطع ميرا أن تقول شيئا فجزء منها كان يحتقر ذلك الشخص الذي أصبح عمر عليها و من الناحية الأخرى فقد بدأ الذنب يلتهمها لأن داخلها كله قد سلم نفسه لهذا الرجل و إن لم يستسلم الحسد بعد و إن كانت المبادئ التي تفصلهم مازالت قائمة و لكن ذلك الجزء من روح فرحات الذي انتقل إلى عالمها و ترك عالمه ، ذلك الطفل الذي مازال يحفظ والده بداخله قد ارتبط بروحها منذ زمن بعيد و استسلم كل منهما للآخر
لم تستفق ميرا من شرودها إلا و فرحات قد ضرب عمر بجبهته و أمسك في قميصة " ما الذي تفعله يا هذا ؟ هل يتصرف المرء هكذا مع اخوته ؟ المرء لا يفرط بالنظر إليهم و لا بكلمة تلقى عليهم و أنت الذي تسير لتلقي الكلام ها ؟ إنها زوجتي هل سمعتني ! إنها زوجتي هي لم ترتكب  إن كان لديك ما و إن كان لديك حساب نتحاسب و تخرج مديونا يا هذا ! مديونا بثمن تلك الطعنة التي طعنتها إياها ! بثمن تلك السنوات التي حرمت من أهلها بسببك ، بثمن كل ذلك الألم الذي قتلها و هي حية ، عليك أن تدعوا لها كثيرا فلولاها لكنت قتلتك قي مكانك هذا..أنت الآن ستدخل كالحمل باحترامك و إلا مريم كيف تكون معاملة الأسرى فكل ذلك الجحيم الذي رأيته قبل أن تخطو هما في كفة و كفة جحيمنا هي الراجحة دائما " قالها فرحات وهو يتركه
و ميرا تقف مذهولة في الخلف لا تبدو أنها تسمع شيئا و نجاد
أخرجه الأخرس قسرا
بدأت ميرا تشعر بدوار فلم تحاول مقاومته " زوجة أخي " قال عابدين و هو يحاول إمساكها فهرع فرحات إليها فور سماعه لصوت عابدين ليمسكها بين يديه و رغم أن حملها كان صعبا عليه بإصابة ظهره تلك إلا أنه فعل و أمسك عابدين ب عمر الذي كان ينظر بابتسامة ساخرة و عين حاقدة بعض الشئ ليجره هو أيضا إلى الداخل..

حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن