ثبتها قبل ماتصل الأرض ، و بعدين نزلها براحة و قفل الشباك ، و بقى يهبب فيها بي يدو .... و فجأة سمع صوت خطوات جاية عليهو .... و قف بسرعة عاوز يمشي جهة الباب قبل ما الزول الجاي عليه يدخل ، لكن ..... الزول كان أسرع ، و صوت السيف وهو بطلع من غمدو و بنغرس في الأرض ، خلاهو يقول (هوي ها دلي سيفك ده أنا محمود)
الحارس رجع سيفو وقال (سيدي محمود ، بتعمل شنو بي جاي أنا كنت لافي سمعت الكركبة)
محمود أشر ليهو (فوت خلاص مافي شي)
الحارس قال (سمح ماشي) لكن مط رقبتو وهو بعاين جوة المكان وبتلفت ، و عيونو برقت بدهشة لمن شاف الجمال النايم في أرضية الغرفة المغبرة ... شهق وقال (دي شني كمان)
محمود مباشرة سحب سيفو بسرعة و ختاهو في رقبة الحارس وقال (اللسمع بيك نضمت بيها برة ، أكان مافصلت راسك من جسمك ما أبقى محمود ود هجو)
الحارس رجع حركة ورا وهو بقول (انا ماشفت شي....) و بسرعة طلع واختفى من المكان ...
محمود رجع لي ياقوت و بقى يهزها من كتفها لكن بدون فايدة ، و لمن ما صحت قعد جنبها و رفع راسها ختاهو في رجلو ، و بقى يمسح على شعرها و جبينها ويقول (قلبي و خطفتي ، و روحي و علقتيها فيك ، تاني شن بدور بالدنيا و ناسا)
....
انسحبت فرقة العرض العسكري ، و جو اعداد من الخدم لابسين زي واحد و شايلين مئات الصواني المليانة بأفخم أنواع الأكل ، و بقو يرصو فيها ، و هجو كان من الغضب ماشايف قدامو ، بالنسبة ليهو اهم لحظات هي لحظات رفع العلم و العرض العسكري ، وكونو ولدو الكبير و كمان عسكري اتربى في الجيش و مايحضر ، دي قمة الخذلان ..... و زاد عليهو أكتر لمن المستشار مال عليهو وقال (مالي ماشايف سيدي محمود)
هجو سكت ، و بعد شوية مال على مدثر و قال (جاهز؟)
مدثر قال باستغراب (لشنو يابا)
هجو (للولاية ، بدور أنصبك ليها أسع ده)
مدثر ضيق حواجبو و قال باستغراب (انا؟)
هجو طنش ، و مدثر كمان سكت رغم انو من جواهو مستغرب كيف يسيب الكبير و خريج الجيش و يوليهو هو ...
هجو رفع إيدو اليمين فوووق ، و رفعة الإيد دي كانت كفيلة انو كل الحركة و الضجيج ينقطع و كل الانظار و الأسماع تتجه ليه ، اتقدم شوية و قبل على الناس و قال (اليوم طلعت شمس جديدة على بلادنا ، و سطر التاريخ عاما جديدا يحمل تقدما و ازدهارا ، و في هذا اليوم الجليل اعلن انا السيد هجو ، حاكم بلاد سمارالنيل .. تولية السيد مدثر هجو ... خليفة للحاكم ..
.....
(لا .. لا ماتكتلوني لا)
مرر كفة ايدو على خدها و قال (البهبشك منو وانتي في ايدي) وبدون مايقدر يقاوم لقى نفسو بميل عليها لكن رفع راسو منها بسرعة لمن شافها فتحت عيونها بالتدريج ، و بدت تحاول تتذكر هي وين ، و لمن شافت وشو قريب منها اتنفضت وقامت ، وقالت (رجعني لسليمان)
قال وهو زاتو مافكر في الكلام قبل مايقولو (من هنا ورايح تاني مافي سليمان)
شهقت وقالت (سجمي ده كلام شنو) و وقفت بصعوبة رغم الدوار الكان عندها و حاولت تتحرك لكن هو بس مد إيدو ثبتها من يدها بدون مايقيف ، وقال (أقيفي ، شن بتدوري بسجنك ده ، خليك معاي و أنا أمرقك للدنيا ، اهرب بيك لي بلادا تانية و نعيش بعيد من الهم ده)...
ياقوت اتلفتت عليهو و قالت (أنا ما بتبقالي حياة من غير سليمان وعدنان ، فكني خليني اللفوت بس)
فجأة بقعة ضو كبيرة ملت المكان دليل على انو الباب اتفتح ، و بخطوات موزونة جا عليهم و قال (دي آخرتا ؟ كلو عرفنا كمان بقيت تجيب بنات الليل جوة القصر)
محمود قال في نفسو (عملا الحارس الكلب) و وقف بغضب و قرب منو وبقى وشهم في وش بعض و قال (هوي أنا أكبر منك مابتكلمني كدي ، و تاني شي بنات الليل مابعرفن انا ، دي درة البلد كلها انت فاهم؟)
مدثر اتلفت عليها عشان يرد على أخوهو ، لكن ضيق عيونو باستغراب وقال وهو ناسي كل شي ومبهور بالشافتو عيونو (دي جات من وين الافرنجية دي)
......
الحركة رجعت طبيعية في الساحة برة بعد ما الناس بدت تاكل و تشرب و كل مجموعة بتونسو مع بعض ، و فجأة .. جا واحد من الحراس و شق أفواج الناس و وصل عند الحاكم وقال (ياسيدي ، أمير الجزيرة رسل مرسولو بعتذر من التأخير و قال هو جاي في قفاهو)
هجو بدون اهتمام قال (حبابو)
حنان كانت قاعدة مكانها في المدرج ، و هي بتعاين للناس بطرف عينها و الوضع ماعاجبها ، و البنات كلهم مافي وحدة حاولت تتكلم معاها لأنهم عارفين طبعها المتعجرف و لسانها المسلط ، و فجأة البنات كلهم رفعو راسهم لمن وحدة فيهم قالت (ده منو الجا داخل ده)
حنان رفعت عينها بدون اهتمام ، لكن لمن شافتو من بعيد فتحت عيونها لآخرها و قالت بهمس (ده منو)
....
اتقدم بخطوات رزينة و واثقة وهو متجاهل الأنظار الكانت مستنكرة ، لغاية ماوصل عند الحاكم ، انحنى بأدب ورفع راسو وقال (أنا المنتصر ود السيد جابر)
.....
في الغرفة المهجورة ، كان مدثر بكرر في سؤالو عن الياقوتة المجهولة ، و محمود رافض يديهو أي جواب ، وهي الخوف جواها بلغ مداهو لدرجة تنفسها بدا يضيق ، و بدت تعرق .. وتقح بخفة .... مدثر طوالي بدون مايتردد فتح الشباك عشان يساعدها تتنفس ، وهنا محمود قال بذعر و هلع (لااااا ماتفتحو)
لكن ... فات الأوان ، و اتفتح الشباك .... و كل الناس الكانو وراهو مباشرة اتلفتو و هم مستغربين في الشباك القديم الاتفتح و ظهر وراهو الأميرين ، و الياقوتة ....
يتبع.....