العجوز رجعت راكوبتها بيأس بعد ما لفت و تعبت و ما لقت أي أثر لي ياقوت ، لقت غازي ولدها في مدخل الراكوبة واقف ، اتجاوزتو و دايرة تدخل بدون ما ترحب بيهو زي كل مرة يغيب فيها ويرجع ، غازي استغرب و قال (يمة ، مالك حزنانة كدي)
قالت بإحباط (ياقوت فاتت)
غازي ماعرف ياقوت دي شنو ، لكن اتخلعو الاتنين لمن الصوت الرقيق نادى من جوة الراكوبة (يمة)
العجوز جرت عليها و قالت (سجمي مالك مربطة كدي و كنتي وين)
غازي قال (بتعرفيها من وين يمة)
العجوز بدت تجرجر في الحبال السميكة بدون فايدة لأنها كانت محكمة عليها ، وغازي مستغرب من البحصل ده و الكان مخليهو مستغرب أكتر إنو البت ما قاومت و لمن جابها هنا ما صرخت و لا بكت ، كانت هادئة و مستسلمة ..
أمو سألتو (مالك رابطا كدي ياولد)
غازي قال (لقيتا براها خفت عليها ، كان العساكر لقولهم بنية مليحة كدي ووحيدة في الخلا ده وفي حدود البلد مابرحموها، قلت أجيبا و أشوفا بت ناس منو ولو انو البلد كلها مافوقا زولا يشبها كدي)
قالت (البت دي أمانة في رقبتي ، فكا بس)
غازي بدى يفك فيها ، وهي بعد ما اتحررت بقت تفرك اثر الحبال العلمت في يدينها و رجلينها ، و العجوز تعاين ليها بعمق و فجأة قالت (إنتي سرك شنو يابت ؟ قدري جابك لي تاني .. و لا مياهو كلامك؟ )
ياقوت ابتسمت و قالت (ياهو .. و ما فايتاك أصلي)
.....
في الوقت ده جنود خليفة كانو في وضع لايحسدو عليه ، وراهم جماعة سليمان ، وقدامهم حشود أهالي البلدة على مد البصر ، لو أصدرو أي حركة حينقضو عليهم من الجهتين و يمكن الحاكم و أسرتو الرهائن يتضررو ، عشان كده قائد السرية الرائد صلاح أصدر إشارة بترمز للسلام وطلب المفاوضة ، و سليمان وصلتو الإشارة و قبل الطلب ، و اتقدم النقيب مفاوض الجيش و هو رافع يدينو باستسلام لغاية ما دخل القصر ووقف في مقابل سليمان ، وقال (طلباتك)
سليمان قال (الأمان ، لي و لأسرتي و لجماعتي الحراس و أهاليهم و طبعا للياقوت)
النقيب قال (و في المقابل ؟)
سليمان (تستردو القصر و الرهائن)
النقيب (الرد بجيك ، من السيد القائد الأعلى خليفة) و طلع المفاوض ، و بلغ الرائد صلاح اللي اختار أسرع خيال و الخيال انطلق بسرعة الريح في اتجاه المعسكر عشان يبلغ خليفة بطلبات سليمان ....
....
داخل القصر .. كانو النسوان متجمعات في الشبابيك بحاولو يفهمو الحاصل برة شنو ،، حتى قسمة من غرفتها الفي الطابق العلوي كانت واقفة في الشباك .. أما حنان كانت قاعدة على الكرسي الخشبي الهزاز بتتحرك براحة وهي مغمضة عيونها و مابتفكر في شي محدد ، دخلت عليهم أنوار باعتبارها الوحيدة المسموح ليها تدخل عندهم و شايلة ليهم صينية الفطور ... و ختتها ، و قبل ماتطلع قسمة وقفتها وقالت (أقيفي .. في شنو مالن ناس البلد ديل)