(سمي بالله يابتي ده كابوس أظنو)
بدون ماتفتح عيونها ختت راسها في حضن العجوز و قالت (يمة أحميني)
العجوز زوجة الحطاب ضمتها ومسحت على شعرها وقالت (يشهد الله من شفتك ردتك و شميت ريحة بنيتي فيك)
ياقوت قالت (و أنا في عمري لساني ما نطق كلمة يمة ، حتى السيدة الربتني ما قلتها ليها)
العجوز ضمتها و بقت تبكي وياقوت استسلمت في حضنها وهي شاعرة بيها بتبكي رغم انها ماشايفاها بسبب الضلام ، وقالت (بتك وينا ليها)
قالت (مامعروفة ميتة ولاحية)
ياقوت قالت (مالا فاتت وين)
العجوز اتنهدت و بدت تحكي (قبال سنين طويلة عمك الحطاب ده كان شغال في سوق المدينة جوة ، كان عندنا 4 أولاد و بنية ، و الحرب قامت في البلد ، ولدي الكبير مات في الحرب ، و البنية الوقت داك عمرها مافايت ال9 سنة أسروها و فاتو بيها ، اخوها التاني حلف الا يرجعها فات من البلد الفوتة الياها ولي يومنا ده لارجع لا البت رجعت.. و عمك كره المدينة وطلعنا منها جينا هنا سكننا في الحدود دي)
ياقوت عيونها دمعت ، وقالت (و الولد الرابع وين؟)
قالت (غازي ، بمش الصيد كم يوم و برجع .. باكر و لا بعدو بجي)
ياقوت غمضت جفونها وقالت (أنا الجابني هني شنو)
العجوز قالت (جابك قدرك)
ياقوت (قدرك انتي الجابني ليك)
العجوز مافهمت شي ، ولاياقوت مافهمت نفسها قالت كده لشنو ، لكن استسلمت للنوم وهي لأول مرة تحس بالأمان ده بعيد عن توتر القصر و الخوف الكانت بتواجهو طول حياتها ....
....
محمود وصل المعسكر بصعوبة بعد مسيرة نهار كامل على رجلينو ، لأنو سليمان سمح ليهو يطلع من القصر على شرط انو حيقيف معاهو و بالمقابل يزوجو ياقوت ، وطبعا محمود ما كان عارف انها مختفية ...
محمود دخل بثقة رغم الجنود الالتفو حولينو في لحظة و كلهم رافعين سيوفهم ، وهو واصل في مشيهو بدون مايكثرت ليهم لغاية ماوصل الخيمة الكبيرة .. و قال للجنديين الحارسنها (بدور اتكلم مع القائد خليفة)
رد عليه واحد منهم (مشغول ، ارجاهو شوية)
محمود عارف انو الجنود الجو فارين من القصر وصلو الخبر و مامعروف قالو شنو و لا هو موقفو هنا شنو ، عشان كده ما أصر ، و وقف مكانو وهو منتظر خليفة يفضى ليهو ويقدر يتكلم معاهو ...
...
في الليل داك كان سليمان أصدر أوامر إنو مجموعة من نساء القصر حيطلعو برفقة بعض الحراس و يتفرقو و يجوبو البلاد و ينشرو بين الناس خبر ، و شدد عليهم يقولو الكلام اللقنو ليهم بالنص ، و طبعا اختيارو للنسوان و للحراس نفسهم كان دقيق جدا ، .. و الساعة 12 لمن دقت ... طلعو من القصر و اتفرقو في انحاء البلدة حسب أوامر سليمان ....