فتحت عيونها بذعر حقيقي وهي شايفة مجموعة من الرجال المتعجبين ملفوفين حوالينها ، واحد منهم قال (كدي زحو منها خلونا النفكها ونشوف جات من وين)
التاني قال (ماتفكها خليا كده لمن ندخلبها جوة البلد و نشوف حكايتا شنو)
واحد اتعجب وقال (والله حكاية غريبة بالحييييل)
في راجل عجوز كان قاعد بعيد و لمن سمع نقاشهم ، قام و شال عصاية و عرضها لشعلة النار الكانو مولعنها و قاعدين حوالينها قبل ماياقوت تظهر ، شال الشعلة عشان تضوي ليهو و جا لف حوالين الحصان كم لفة و هو بعاين ليهو بتمعن ، وقال (دي خيلا موسومة ، يعني تابعة لوزير و لا أمير .. البنية دي مرسلة ليكم مرسال .. و الرسلا زولا من بلدتنا دي لأنو الخيل عارفة طريقا و جات عديييييل)
واحد منهم طلع مطوة صغيرة و فتحها ، ياقوت صرخت (لااااااا)
الزول قال (روقي يابنية بدور أفك الحبال دي)
التاني انتبه وقال (انتي بتنضمي عربي؟)
ياقوت بقت تبكي و تئن (ااااه اااااه) الزول قطع الحبال و فكاها و شالها نزلها ، و هي ماقدرت تقيف على حيلها طوالي انهارت على ركبتها و هي بتبكي .... و الجماعة محتارين يتصرفو معاها كيف ...
... العجوز رغم سنو الكبير لكن كان بنيتو قوية ، طوالي رفعها و علقها في كتفو و مشى ، و الباقين بكوركو ليهو (ها يا حاج ها فايت بيها وين ؟) لكن العجوز ما رد ، و ياقوت كمان استسلمت على كتف العجوز لأنها كانت منهارة ....
.....
أصبح الصباح و القصر كأنو مكان تاني من أثر المعركة الصغيرة ... و سليمان طول الليل هو و حراسو ما نامو و قلبو القصر كلو بفتشو على ياقوت مالقو ليها اثر ، و لا في زول عارف عنها شي .. لكن سليمان لاحظ لي نظرات عدنان ولدو و حسب فراستو معرفتو ليهو شعر انو عارف عنها شي . عشان كده اتطمن حبة و بقى مجتمع بالحراس يفكرو و يخططو لأنهم متوقعين انو الجنود الهربو حيكونو وصلو الجيش و الجيش حيجي يغزو القصر و ينقذ الرهائن الحاكم و خليفتو مدثر ... و بالتأكيد حيعدمو سليمان والمعاهو .... لكنهم كانو مجهزين خطة و بتمنو تنجح ، لأنها لو فشلت حتكون النهاية ليهم ....
أما نساء القصر فعندهم الوضع كان غريب شوية .. كانو متجمعين مع بعض ، نسوان الجنود على نسوان الحرس ... و اغلبهم ماعارفين الحصل ده شنو ، و السيدة لقتها فرصة و بقت تحكي ....
(البت الشوم دي من يوم عيني وقعت فيها قلبي انقبض ... أصلي ما درتها التقول حسيت بيها بتجيب لينا الحرب في البلد دي)
ميمونة قالت (أنا زماااان قلتلك سلموها للحاكم قبال ماتجيب ليكم البلا)
السيدة قال (أجي ،،.. أنا مالي التقول جبتا أنا)