حنين

1.7K 60 0
                                    

لم يكن للحظ يوماً رفيق الإنسان كما ندَّعي ، لكن بالأخير هى تدابير الله لنا
توفيقه لنا والعزم على ألا يسقط الخير أمام الشر .

بجانب هذا فكان حسن تفكير وذكاء منها اكتسبته بمعاشرة أهلها وهو

كانت تجلس على سريرها وتتظر إلى شاشة اللاب توب الخاص بها مبتسمة لما وصلت إليه .

فهى ليست بغبية لكى تحتفظ بالكتاب معها  ، فحتماً كان سيبحث عنه كلما ذهب إلى غرفته .

أما هى فقي غضون دقائق قامت بعمل نسخة منه والاحتفاظ به .

تأكدت من خلال زرعها للكاميرات أنه اطمئن الآن وخلد إلى النوم ، فأخرجت كتاب مذكراته وشرعت في قراءته .

كانت أول صفحاته شيقة ومبهجة تجعل من يقرأها يشعر بسعادة من كاتبها .

قرأت عن طفولته ونشأته وفرحة والديه بقدومه إلى الحياة بعد شقاء سنوات من عدم الإنجاب .

قرأت تعلقه بأبيه وحرصه على تعلم الطب فقد كانت أمنية والده ، وهو حتى ولو لم يكن يحب دراسة هذا المجال إلا أنه أحب دخوله إرضاءاً لمن يحب « أبيه »

قرأت صفحات كثيرة الأخرى تلو الأخرى ولم تشعر بالوقت لسعادتها بما تقراه ، حتى شعرت بالنعاس .

قررت أن تنتقل إلى الصفحة التاليه وتقوم بطيها لصباح اليوم التالي وبالفعل فعلت ذلك .

لكن ما منعها من إغلاق الكتاب بعد فعلتها وهو إنجذابها لعنوان " مقتل أبي "

حينها فقط تغلبت على شعورها بالنعاس ، وعدلت من جلستها وراحت تقرأ بتوجس الآتي

يوم 6/3/2016
كان بدايته سعادة ونهايته كارثة وإنكسار وتحطيم كل السعادة التي عشتها والتي لم أعشها .

يوم إنتهاء دراستي من الماجيستير وتحضير الدكتوراه في مجال الطلب قسم الجراحة .

وبين مقتل أبي في هذا اليوم .

لم يكتب شيئاً أخر عن هذا اليوم .
لتقرأ في الصفحة المقابلة عنوان
« قاتلو أبي »

وكان مكتفي بذكر الأسماء بالترتيب الآتي
مريم المهدي
يوسف عبد العزيز
عهد مصطفى

وفي آخرها جملة " وأقاربهم وذويهم "

أكتفت بهذا المقدار وأغلقت الكتاب ، ثم أمسكت بهاتفها وضغطت عدة أرقام حتى أتاها صوت شخص وقالت له برجاء

- أنا ساره آسفة إني كلمتك في وقت متأخر بس لازم أشوفك الصبح ضرورى جداً ومايستهملش التأخير .
بكره 8-الصبح عند كافيه *** سلام

                  ************
ظل يتململ من فراشه وكأنه يرى شيئاً سيئاً في حلمه

رأى أن رغدة كعادتها تجلس على البحر وتمسك بألة الكمان وتعزف .

مصارعة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن