مصارعة الحب

لازلت أحبك

بدأ كل شئ يعود كسابق عهده ، أو بمعنى أدق كل الأمور بدأت تسير أفضل من السابق ولو أن السابق بالنسبة للجميع كان أفضل

تمكنت عهد من الرجوع إلى ماكانت عليه ، الفتاة المغوارة التي لاتهاب ولا تخشى ولا تضعف

الفتاة التي لطالما كان سبب وجودها في الحياة هو عائلتها فقط لاغية كلمة أنا من قاموسها

استطاعت أن تجعل كل من مروا في حياتها كذكرى حسنة فسامحتهم فهى لا تكرههم لكنها لغت من حياتها كلمة حنين أو حب أو اشتياق
فربها قد أكرمها ووهبها قلب جديد يفكر وينبض بشكل جديد

كما كان الحال بالنسبة لنورهان فكانت لا تترك سجادة الصلاة ، تُسبح صباحاً ومساءاً وتستغفر ربها مادامت مستيقظة

ويزن الذي عاد إلى عمله لكنه لازال يحمل ذنب عهد في رقبته ، فصورتها وهى غارقة في دمائها لا تفارق عقله
كما أنه كان يعود إلى المنزل في وقت متأخر خشية رؤيتها له

كما بدأت دينا في المداومة في حضور محاضراتها والبدء في عمل المشروعات المطلوبة منها وتحاول إبعاد توماس ومعز من رأسها فهى الآن في متاهة لا تريد أن يخرج أحداً منها جارحاً أو مجروحاً

ومعز الذي بدأ هو الأخر في الإجتهاد تلك السنة فهى السنة الأخيرة له ويريد التخرج بتقدير مرتفع يؤهله إلى سوق العمل دون التوجه إلى طلب المساعدة من أحد فهو ولو كان كل حياته لهواً إلا أنه لازال يحتفظ بجزء من شخصيته وهى الوصول بالنفس وعدم التواكل

طرقات على الباب متتالية كأنها تطرق لعزف أغنية
شعر معز بالضجر حينها لوجوده في غرفة الصالون يدرس مشروع تخرجه في هدوء وكان ذلك الصوت يفسد عليه الجو النقي وحبل تفكيره
فأسرع بنفسه لفتح الباب وتعنيف هذا الزائر على فعلته

قام بفتح الباب ولم يكد يرفع بصره لرؤية من الطارق ليجد شخصاً هجم عليه محتضناً إياه بعنفوان أسقطه أرضاً

- ميزو توأمي الحبوب اللذوذ واحشني ، مالك خاسس كده ليه.

حاول معز التملص من قبضته وابعده قليلاً لينظر إلى وجهه وهتف بتعجب

- أنت مين
هو أنت شبه أخويا بس أكيد انت مش أخويا

أطلق معاذ ضحكة عالية وهو لايزال يعلو معز وأردف قائلاً

- لا والله أنا أخوك معاذ

فأضاف معز بمرح

- أنا أخويا كان محترم وعاقل فين وديت أخويا يالص

أبتعد معاذ عنه ووقف يعدل من هدمته وقال بإبتسامة واسعة لم يكن قد رأى معز أخيه في تلك الحالة من قبل

أستمر معز في إمتداده على الارضيه بل وضع ساقاً فوق الأخرى ووضع كلتا يديه أسفل رأسه وقال بسخرية