وصية

1.7K 64 0
                                    

قصت دينا ماحدث بالتفصيل إلى أختها والتي ظهر عليها الضيق وعدم الرضا
حدقت عهد في وجه أختها وقاطعتها بهدوء

- إزاى !
إزاى تقبلي من واحد غريب فلوس ؟ أنتِ مفكرتيش هو عاوز إيه مقابل الفلوس دي ؟

اشاحت الأخرى بناظريها الجهة الأخرى وأضافت بحزن

- مكنش فيه حل تاني ، كنت فاكرة إني بكده هنقذك وأرجعلنا كرامتنا وحقنا وحق أبونا ، صدقيني توماس حد كويس هو حابب يساعد مش أكتر
بيحبني وبيحترمني
هو عنده الحب رضا واحترام بين الطرفين ، صدقيني هو حد جميل بجد

صُدمت عهد من إجابت أختها حيث شعرت بوصفها لتوماس بإعجابها به
فرفعت وجهها بسبابتها ونظرت في عينيها وأردفت

- أوعي يا دينا ، أوعي يكون اللي حسيته في كلامك صح
أوعي تكوني بدأتي تحبيه

نطقت دينا كلمتها دون تفكير

- أحبه !!!

فما لبثت أن عادت إلى وعيها وهتفت بإرتباك

- لا لا حب إيه ، لا أكيد لا مستحيل يعني ، مش معقول ، مفيش حاجة من دي ...

نظرت عهد لها شرزاً وأكملت

- اتمنى ، المهم أنا عايزة أخرج فيه كام مشوار كده لازم اروحهم

رفعت دينا حاجبيها بإستنكار وأضافت بضيق

- وبعدين فيكي أنتِ مش معقولة بجد ، واحدة لسه ليها تلات أيام والجرح لسه ملمش وعايزة تخرج
أنتِ تحمدى ربنا إن الرصاصة ملمستش أى عضو

- الحمدلله ياستي ربنا عالم بينا ، يلا ساعديني بدون نقاش وحشني لؤى وعايزة اعدي على عمي وأشوف كام حاجة كده

ثم رفعت إصبعها في وجه أختها قائلة

- وبدون إعتراص ...

•••••••••••••••••••

عاد يوسف إلى منزله بعد عناء كبير يبدو عليه الحزن والتعب وقلة النوم ، يالها من أيام صعبة يعيشها منذ ظهور هذا اللعين في حياتهم ومحاولته تدمير سعادتهم ، والآن هو اقسم بداخله أنه سيصل إليه مهما كلفه الأمر
سيجعله يعاني كثيراً وإن لزم الأمر فسيقتله ولتكن هذه هى نهاية حياته الكئيبة

أطمئن لعدم وجود أمه في الممر حيث أنه لا يحب أن تراه بهذا الشكل أو حتى تُلقي عليه أسئلة لا يجد لها رد

فسار نحو غرفته بهدوء وهو ينظر إلى قميصه الذى لازال آثار دماء عهد متعلقة به ، فراح يلمس تلك الدماء وكل نقطة دم يستشعرها كانت تترك فيه أثر سلبي

كم ود لو أن يحتضنها الآن فهو يحتاج إلى ذلك أكتر منها ، لكنها تكرهه وتكره رؤيته
تحبه ولكن مهما كان هذا الحب مازال موجوداً فكبريائها سيمنعها

مصارعة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن