مشاعر مختلفة

1.7K 66 2
                                    

بعد انتهاء محاضراتها ولجت إلى الخارج مع رفيقتها ، كانت درجة الحرارة مرتفعة في ذلك الوقت ذاهبين إلى الإستراحة وطلب الماء والعصير البارد الطازج

وأثناء سيرهما وحديثهما اللامنتهي عن موادهم الدراسية رأته آتياً نحوها مبتسماً
ظنت أنه سيأتي إليها فرسمت على ثغرها إبتسامة لكن خاب ظنها

وقف "معز " أمام رفيقتها يتحدث إليها متجاهلاً وجودها غير ناظراّ إليها

- معلش ممكن يا آنسة تقوليلي ألاقي دكتور عبد الحميد فين؟
أصلهم قالولي أنه كان بيديكم محاضرة من شوية

ابتسمت الأخرى له وأجابت على الفور

- ممكن تلاقيه في مكتبه

ثم لمحت زجاجة مياه معدنية في يده فهتفت فرِحة

- ممكن أشرب ، أصل مشوار الكافيتريا لسه طويل وأنا جبت أخرى ولو عليا هجيبلك غيرها والله فوراً

ضحك معز فور سماعه حديثها وشعر ببركان غضب يثور بجانبه وهذا ماجعله يُكمل ما قد عزم عليه فأردف بمرح

- طبعاً ياقمر دا حتى الميا بعد ماهتشربى هيبقى ليها طعم ولون ورائحة ، اتفضلي

- ميرسي ، على فكرة دمك خفيف أوى

فأجاب بغمزة منه وأكمل بأسلوبه المرح

- أوى أوى أوى

لم تستطع إستكمال هدوئها أكثر من ذلك لكنها حاولت
حاولت ألا يرى غيرتها لكنها فشلت ، فلا أحد مهما كانت قوة تحمله واللامبالاة التي يمتلكها يقدر على التغلب على هذا الشعور إن شعر به

هتفت في ضيق وعصبية مفرطة في رفيقتها دون أن تنظر إليه

- لما تخلصي أبقي حصليني

وسارت مبتعدة عنهما وهى غاضبة تشعر بالحنق منه كيف له أن يتجاهلها ويُغازل غيرها

نادت صديقتها عليها لكنها لم تتوقف وأكملت سيرها ، فأعتذرت من "معز"

- متشكرة أوى ، بس أنا لازم ألحقها عن إذنك

ثم ركضت خلف "دينا "

فيما ظل هو واقفاً بعض الوقت يبتسم بإنتصار وسعادة ويردد بداخله

- حلو ده ، جربي بقى شعور اللي كنتِ بتعمليه فيا
ولسه اللعب هيتقل لما نشوف هتتحملي وهتكابري لأمتى

                    ..........................

كان " عاصم " كحالته فلا جديد يُذكر سوى أنه يذبُل وحزنه يزيد
أيام تمر وهو لايتحدث ولا يسمح لأحد بأن يراه
يكاد يُصدق بأنه أخرس فقد القدرة على الحديث
أو أنه بارد فقد الشعور بكل شئ
يجلس على الأريكة في سكينة وهدوء ينظر إليها وهى ساكنة ، لا يسمع صوتاً غير صوت الأجهزة المتصلة بجسدها
حتى أن الطبيب أو الممرضة عندما يدخلون إليها لا يشعرون بوجوده ولا هو يراهم
لم يكن يرى سوى صورتها أمامه ، وأحزانه التي ترفرف حوله وشعوره بالندم الذي يقتله يومياً فقط

مصارعة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن