إعتذار متأخر

1.6K 60 3
                                    

كأى رجل يتملكه الغضب والشعور بأنه غير مرغوب فيه فيفقد صوابه ، لاسيما بعد رؤيتها وهى تحاول الهروب

كان سيهددها فقط بتصويبه المسدس نحوها ، فيُصيبها لعنة الخوف كسائر النساء فتعتذر منه وتجد مبرراً يجعله يقتنع به فيعود إلى رشده

لكنها في تلك اللحظة أشعلت نيران غضبه بنُطقها باسم رجل غيره

بعد أن ضغط على زناد المسدس وخروج رصاصة منه وإستقرارها في جسدها

دب الرعب في أوصاله وهرول للهروب بسرعة ، غير مبالي لعاقبة فعله

أما هى فأهتزت أثر تلك الرصاصة وكان هناك إحتمالين ، السقوط إلى الخارج أو الداخل فلا مفر السقوط آتٍ يعقبه الموت لا محال
ولم يكن بيدها الإختيار ، لكنها تمنت لو تسقط بالخارج لكي تموت بالقرب منه

لم تشعر بتلك الرصاصة التي اخترقت جسدها الهزيل ، شعرت فقط بشئ ساخن بداخلها شديد السخونة ، وشعرت بهواء يدخل بداخلها ، وضعت يدها تتحسس هذا المكان ثم رفعت يدها أمام عينيها ورأت أن يدها قد تلطخت بالدماء .

بدأت ذكريات حياتها بالمرور أمام ناظريها ، كل شئ الآن يمر أمامها ، كل الأشخاص التي عرفتهم خلال طفولتها حتى في يومها هذا تراهم الآن

لم تكن تسمع صرخات يزن ولا رؤيتها ليوسف ، كانت تنظر إلى الأرض الغير متزنة ، تدور بسرعة كبيرة

دمعة حارقة نزلت من عينها ، همست بصعوبة باسمين أثنين

- بابا ، ماما

شاهد يوسف كل هذا لكنه لم يقدر على السير أو القول باسمها أو بأى شئ آخر .
فقط التفكير للوهلة برحيلها عنه يقتله ، والآن هو غائب عن التفكير ، عقله توقف عن التفكير

في حين أن يزن هرول مسرعاً يركض أسفل البناء عند رؤيته أن عهد مائلة للسقوط

وقد سقطت مثل ورقة التوت في سقوطها ، سقط يوسف أرضاً غير مصدق وغير قادر على النظر إليها.
فأغمض عيناه مردد

- لا يارب ، يارب

في حين كان يزن حاملاً لعهد ، فقد صدق حدسه بمكان سقوطها وتقدير المسافة العمودية لسقوطها

وسقطت بين يديه ..

حاولت جاهدة في فتح جفن عيونها ، فشعرت بدموع يزن الساقطة على وجهها
يقول بندم يقطع أحشائه

- ظلمتك ياعهد سامحيني ، أنا السبب في كل ده أنا السبب أنا اللي صدقت شيطاني وسيبتك معاه ومشيت

وضعت يدها بصعوبة في حزام سروالها وجذبت الصور منه متألمة والتي كانت قد تحولت إلى اللون الأحمر هى الأخرى بفعل دمائها ، وابتسمت وهى تضع الصور أمامه قائلة

- دي صور نورهان قولها متخافيش وخليك معاها ، متقسيش عليها وكون مصدر أمان ليها

في تلك اللحظة كان يوسف قد استيقظ من حالته وهرول متعثراً في مشيته إليها ، يمسك بها يحتضن يدها وهى ممتدة على الأرض تسارع الموت

مصارعة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن