هل تؤمن بسحر اللعنات ؟
عندما تنقلب كل المسميات ، وتتعدد الهواجس وتختلف الأمنيات ..
عندما يتحول السلام لبقعة الموت ؛ والرعد لصوت الرعب
هناك حيث ينشأ الحب فوق الخوف ؛ ويولد العشق من رحم الكراهيه ..
من الاختلاف يخلق التماثل ؛ ومن التضاد يصنع التطابق...
بعيداً في تلك القرية الصغيرة المحاطة بالغابة الفسيحة من كل جانب ومن احد المنازل البسيطة التي تماثل الكثير من منازل القرية خرجت طفلة صغيرة بثوبها الوردي الذي يصل الى ربكبتيها صوت والدتها المحذرة اتى من المطبخ وهي تنادي بأعلى صوتها : ابريل ، ابقي بعيدة عن الغابة وكوني حذرة .. بصوتها الرقيق اجابت : حاضر امي ! اسرعت الى حيث صديقاتها اللاتي في مثل سنها ليلعبن معاً ببراءة الطفولة ونقاوة ضحكاتهم المستمتعة على حدود الغابة العريقة ذات الأشجار العملاقه وقرب ضفة النهر العريض الذي يسقي سكان قرية " كامبريا " قررت الفتيات الصغيرات لعب لعبة الاختباء وبالفعل اختبأت كل واحدة منهن في مكان ركضت ابريل بحثاً عن مخبأ لها دون ان تلقي بالاً لقطعها حدود الغابة التي حذرتها والدتها منها وجدت شجيراتِِ صغيرة فاختبأت خلفها وهي تكتم ضحكاتها ، تجزم ان رفيقاتها لن يعثرن عليها ابداً لكنها لم تحسب حساب شيء اخر قد يكون عثر عليها !
حل الهدوء في المكان لا شيء سوى الصمت المهيب في المساحات المغطاة بالثلج الكثيف وقفت في مكانها تنظر حولها بشيء من الخوف دوى صوت حفيف الأشجار من نسمة هواء عابرة وارتطمت الأغصان ببعضها رفعت كفها الصغير الى قلبها وهي تنظر في المكان بحثاً عن سبب هذا الشعور الغريب نادت بصوتها الرقيق لعل احد صديقاتها تجيبها ولكن لا من مجيب .. شعرت بشيء يتحرك فوق أغصان الأشجار ، حركة خاطفة لا ترى خلفها شيئاً ابتلعت لعابها وهي تحاول العودة من حيث اتت لكنها شعرت بذات الحركة الخاطفه خلفها استدارت برعب ، لكن من جديد لا شيء ، همس تهادى الى مسامعها اشبه بفحيح الأفعى جعل البرودة تسري في جسدها " ما اسمك " .. اعادت نظرها الى الأمام بفزع لتجد رجلاً متوسط الطول شاحب البشرة بشعر اسود كثيف ؛ اشعث الهيئة وعينين رماديتين باهتتين
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
رسم ابتسامة صغيرة بشفتيه الرقيقة ليظهر نابه البارز فتنهدت براحة وهي تجيبه : ادعى ابريل .. ماذا عنك سيدي ؟ اقترب منها اكثر وانحنى ليقابل وجهها البريئ ولازالت ذات الابتسامة تعلو ملامحه الحادة تكلم بصوته الغريب : ألم تأمرك والدتك بعدم دخول الغابة ؟ ابريل : كيف علمت ؟؟ الرجل : ألستِ خائفة مني ؟ ابتسمت ببراءة : لا تبدو لي شخصاً مخيفاً استدار خلفها بخطواتِِ هادئة وهو يتكلم : لكنني الشخص الذي حذرتك والدتك من دخول الغابة بسببه التفتت اليه : لماذا ، هل انت تؤذي الأطفال الذين لا يسمعون كلام والديهم ؟ جلس القرفصاء ليصل الى طولها : لا ، انا أؤذي من ارغب بإيذائه وتبدين لي طفلة شهية ! ضحكت برقة وهي تعيد خصلات شعرها الرمادي القصير : انت مضحك دونغهي : مضحك ؟؟ وضعت كفها الصغير الناعم على خده بلطف لتتحسس برودة جسده وتثير شيئاً من الغرابه بداخله ابريل : لماذا يبدو مظهرك مبعثراً هكذا ؟ زفر انفاسه : لستِ خائفة مني إذاً ، وماذا عن هذا ؟ فتح كفه امامها ليشعل من انامله شعلات نار خافتة وبدأ يتلاعب فيها امامها لتتسع ابتسامتها ابريل : انت لاعب خفه ! تكلم بغيظ : هل ابدو لكِ مضحكاً لهذا الحد !!!