Part 12

1.6K 147 26
                                    

تهاوت الأرضية من أسفلهم ليسقطوا في قعر مظلم لا يعلمون نهايته
صوت صدى صراخهم من هول السقوط يتردد حولهم مضاعفاً الخوف في أفئدتهم
لحسن حظها كانت تمسك دونغهي منذ لحظة سقوطهم
وكرد فعل طبيعي له سحبها اليه وضمها أثناء وقت سقوطهم فتمسكت به أكثر وأخفت رأسها في صدره
بينما وضع ذراعه خلف رأسها ليقيها الأذى لحظة ارتطامهم بالأرض وحاول ان يستدير بجسده ليجعلها فوقه فيتلقى هو الضربة بأكملها

لا شيئ يمسكهم و هم يسقطون حتى هناك من نسي كيف يستخدم قدراته و قواه بتلك اللحظة و لكن سيهون لم ينسى لذا ولد زوبعة من تحتهم حتى تخفف من سقوطهم عندما يصلون إلى الأرض
وصلوا أخيرا للأرض و لكنها لم تكن أرضاً بل كانت بحيرة
سقطوا وسطها بقوة لتختفي أجسادهم وسط المياه الجوفية الساخنة للحظات فقط ثم ظهروا على سطحها

خرج من الماء ليلتقط انفاسه وتفقد ابريل التي كانت تلهث بقوة بين يديه
دونغهي : هل انت بخير ؟
ابريل : لانزال على قيد الحياة !!
تنفس بقوة وهو ينظر حوله بقلق : حتى الان ..
بحث في المكان حوله عن مخرج لكن ليس المكان سوى اشبه ببئر عميق تاهوا في غيابته
وهذه المياه تكاد تصل درجة الغليان لشدة سخونتها
تكلمت ابريل بتعب : المياه ساخنة جداً
مسح العرق المتصبب من وجهه وهو يشير بمعنى أجل ولازال يفكر بوسيلة للنجاة من هذا العمق
كلما نجوا من مصيبة وجدوا انفسهم في مصيبة أعظم
لكن ؛ اذا لم يكن هناك مخرج من هذا المستنقع فهي النهايه بالفعل !
هذه المياه الساخنة ستذيب اجسادهم مع الوقت بلا شك
فكر بتسلق الجوانب الصخرية لهذه الحفرة العميقة لكن ذلك سيكون سهلاً عليهم ربما ولكن ليس لابريل
شعر بحركتها الواهنة بين يديه مما جعله يعيد نظره اليها
بدت بشرتها شاحبه وملامحها ضعيفة مما جعلع يفزع على حالها
دونغهي : ابريل ، ما بك ؟؟
تكلمت بضعف : أشعر بالدوار
بالتأكيد كيف غاب ذلك عن ذهنه ؛ البقاء في المياه الساخنة لمدة طويلة يسبب الدوار !
ضرب وجنتها بخفة يرجوها ان تتماسك ، لكن جسدها ضعيف ولا يحتمل
فضمها الى صدره يحاول منحها القليل من برودة جسده ليوازن حرارة جسدها
باليرا : المياه ساخنة يجب ان نخرج من هنا

حدق سيهون من حوله ولا يبدو أنه يوجد مخرج
فكر قليلا بينما الجميع مشغولون في الالتفات حولهم لعلهم يجدون مخرجا ما
غطس في المياه بعمق و هو يفتح عينيه داخلها ، سبح أكثر نحو العمق و بدأ يرى نورا خفيفا و هذا جعله يعتقد بأنه مخرج ما
تلفتت باليرا حولها تبحث عن مخرج و لكن لحظة أين سيهون ؟
شعرت بثقل في أنفاسها فجأة و خرج صوتها بخوف و بنبرة شبه باكية
باليرا : سيهون
لم تتلقى اجابة لذا تحركت في مكانها بفزع و هي تبعد المياه بيدها و صرخت مرة أخرى
باليرا : سيهون اين أنت
دونغهي : أين ذهب ؟
باليرا : اشعر أن نفسي بدأ يضيق و هذا يعني أنه ليس بخير
دونغهي : ربما ما تشعرين به فقط بسبب الحرارة فسيهون من المستحيل أن يتأثر بشيء كهذا !
تلفتت حولها و هي تحرك يداها في الماء و عينيها توشك على ذرف الدموع و عادت لتصرخ باسمه بنبرتها الخائفة تلك
باليرا : سيهون أرجوك أين أنت
و بتلك اللحظة بالذات هو خرج من تحت المياه من خلفها ليتحدث
سيهون : أنا هنا باليرا اهدئي
التفتت بسرعة اثر سماعها لصوته و لكن لم تتحكم بنفسها أكثر لتعانقه و هي تلف كلتى يديها حول رقبته
الآن فقط يمكنها أن تشعر بالامان و الراحة ، لوهلة هي اعتقدت أن مكروها أصابه خصوصا أن أنفاسها بدأت تضيق و لكن لم يكن ذلك  سوى بسبب أنفاسه التي ضاقت و هو تحت المياه
باليرا : لقد خفت عليك
احتضنها هو أيضا و مسح على ظهرها بحنان يخالف بروده المعتاد
ربما هو قاسي ولا يتجاوب بسرعة معها و لكن في لحظات كهذه هو بالتأكيد لن يقاومها و يقاوم حبه لها
رنة صوتها و هي تنادي اسمه بخوف حركت قلبه و أرسلت له ذلك الشعور بسعادة كانت بعيدة عنه كل البعد ، بوجودها اصبح لحياته الباردة و المليئة بالحروب معنى 
سيهون : لا بأس باليرا أنا بخير
فكت ذراعيها حول رقبته بينما هو يديه لا تزال تمسك خصرها تحت المياه
حدقت بوجهه و وضعت كلتى كفيها على وجنتيه كأنها لا تصدق أنه بخير رغم أنها هي بخير و هذه علامة و لكن يجب أن تتفقده ، ابتسمت من بين دموعها التي تسللت عبر وجنتيها المبللتين ثم و ضعت جبينها على جبينه و أغمضت عينيها
تحدثت بهدوء : لا تفعلها مرة أخرى و تجعلني خائفة لهذا الحد
ابتسم على تلك العنيدة و الشرسة التي تتحول لأنثى رقيقة بين ذراعيه 
سيهون : لا أستطيع قطع وعد لك لأنني سأفعلها مرة أخرى
فتحت عينيها و حدقت به بغيظ ، لما لا يمكن أن يكون و لو للحظة ذلك العاشق الرومانسي و يجعل لحظتهما تكتمل ، ابتعدت عنه و ضربت كتفه بكفها
باليرا : أنا لا أمزح سيهون

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن