قاومت شعور الخوف الذي ينهك دواخلها ، رفعت يدها في وجه الوحش الذي يتقدم نحوها بكل سرعته
صراخ اصدقائها القلق عليها يطرق مسامعها لكنها لا تملك القدرة حتى على النظر اليهم
وحالما وصل اليها ذلك الوحش الشرس أغمضت عينيها تنتظر نهايتها
لكنها لم تشعر سوى بأنفاسه الساخنة تضرب وجهها
فتحت عينيها ببطء لتجد الوحش يقف جامداً في مكانه
يحني رأسه تعظيماً لها وينظر اليها كالحمل الوديع لا الوحش المرعب الذي كان منذ لحظات !
حدقت فيه برعب ودهشة وكذلك فعل البقية الذين كانوا ينظرون اليهما من بعيد
نهض دونغهي من مكانه بصعوبة واقترب منها بهدوء لينتشلها من امام ذلك الوحش قبل ان يفترسها
لكنها لم تتحرك من مكانها ، ببطئ تلاشى شعور الخوف الذي كان يكتسح اطرافها عندما لامس الوحش يدها التي كانت ترفعها امامه بجبينه ليبدو كحيوان اليف مع صاحبهمسحت رأسه بنعومة فرفع عينيه الكبيرتين ليتبادلا النظرات
بشكل غريب وجدت نفسها تجيد قراءة عينيه ، بل انها تسمع كلماته التي يحدثها فيها عن مدى احترامه لكونها الحارسة المنتظرة !
كل ذلك كان تحت انظار اصدقائها الذين بدأو ينهضون بصعوبة عن الأرض
ودونغهي كاد يصل اليها ليهمس بصوت خافت يشير لها ان تهرب ليلهي الوحش بنفسه لكنها اشارت له بيدها ان يتوقف ففعلالأجواء تبدو غريبة ، وهي تبتسم لذلك الوحش وتشكره كأنهما كانا يتبادلان الحديث
ثم افسح لهم المجال ليعبرو الطريق التي كان يسدها
تساءلت اوكتافيا بصوت متعب وهي تقف ممسكة ذراعها : ما الذي يحدث هنا ؟
اقترب دونغهي من ابريل ليسحبها اليه بقوة وتكلم بصوت شبه غاضب : ماذا تظنين نفسك فاعلة ، كاد يقتلك !
ابريل : لا حاجة للقلق ، لا يمكنه قتلي لانه كان ينتظرني
تقدمت باليرا والتي كانت تتمسك بسيهون وكلاهما في حال يرثى لها
باليرا : ينتظرك ؟
ابريل : انه يحرس مدخل المعبد ليمنع اي شخص من الوصول الى البئر المقدس بانتظار الحارس ليأتي ويفك اللعنة
سيهون : " يحرسها امين الحارس الذي لا يهزم " هذا ما ذكره النص اذاً !!
اوكتافيا : اذاً كان عليكِ الظهور امامه منذ البداية بدلاً من تركنا نخوض هذه المعركة التي كادت تودي بحياتنا
ابريل : اعتذر ، لم اكن اعلم ..
سيهون : إذاً علينا الان الاتجاه نحو المعبد
ابريل : وتين ايرينيا هو البئر المقدس في ساحة المعبد ، هذا ما اخبرني به الوحش
باليرا بحماس : اذاً ما الذي ننتظره لقد وصلنا الى نهاية الطريق !وصلوا لنهاية الطريق الذي دل الوحش ابريل عليه و عند تلك النهاية كان هناك درج عريض و لكن كثير و بنهايته تصل لهضبة مسطحة
تحدثت باليرا بصوت باكي و هي لا تزال تسند سيهون : لا تخبروني أنه يجب أن نصعد كل هذا الدرج !
ابريل : أجل علينا أن نصعده
باليرا : لا ، أنا لا أشعر بجسدي كيف سنصعد كل هذا الدرج
دونغهي : لا تكوني طفلة بكاءة
باليرا : لا أختلف عنك كثيرا سيد دونغهي
ابتسمت ابريل و سيهون ضحك ليتحدث : أحسنت باليرا
باليرا : سيهون اخرس هذا ليس وقتك أنت أيضا
ابريل : دعونا نصعدها حتى نصل لنهايتها و نكتشف ما الذي ينتظرنا
بدأو بصعود الدرج و لكنهم يتقدمون ببطيء بسبب اصاباتهم
كانت ابريل تسند دونغهي و هو يتمسك بها بقوة بينما باليرا و سيهون من خلفهما أيضا يتمسكان ببعضهما و يعانيان تقريبا من نفس الآلام
وضعت باليرا قدمها على الدرجة التالية و سيهون كذلك و صعدا عليها معا ، و هكذا كانوا يمشون حتى وصلوا للمنتصف
و بما أن سيهون تأذى أكثر من باليرا فهو يستغل هذا الجانب
سيهون : انتظري باليرا ، يجب ان أرتاح
باليرا : لقد ارتحت أكثر من مرة
سيهون : لقد تعرضت للضرب المبرح
باليرا : لا تنسى أنني بسببك أيضا أتألم مثلك
سيهون : ألا تملين و أنت تذكرينني بهذا الموضوع ؟
باليرا : لا لأنك منذ بدأنا بالصعود و أنت تتذمر ، هل تريد أن أحملك و أصعد مثلا
ابتسم و اقترب منها : أود أنا أن أحملك و اصعد بك حبيبتي
باليرا : كف عن العبث
اقترب أكثر و همس لها بقرب أذنها : اشتقت لك يا فتاة
أبعدت وجهها و هي تميل قليلا و حدقت به باستغراب
باليرا : سيهون ما الذي يحدث لك اليوم ؟ أنت لست طبيعي ؟
سيهون : ما المانع في اشتياقي لك ؟!
باليرا : سيد سيهون نحن لسنا بموقف يسمح لنا بالتحدث بشأن هذا الموضوع
اقترب و قبل خدها و حدق بها ليتحدث : اعترضي و لن يعجبك ما سأقوم به
باليرا : توقف الآن فورا ، لسنا بمفردنا فلما تتصرف فجأة هكذا
سيهون : أنت من نعتني بالسوداوي و هذا فقط حتى أثبت لك أنني لست سوداوياً
باليرا : أثبته لي عندما نكون بمفردنا و ليس أمام الجميع
سيهون : لا يهمني أحد ، وحدك من تهمينني و أريد جعلك سعيدة و متفاخرة بكوني رجلك
أنت تقرأ
" لعنة ايرينيا "
Fantasiaهل تؤمن بسحر اللعنات ؟ عندما تنقلب كل المسميات ، وتتعدد الهواجس وتختلف الأمنيات .. عندما يتحول السلام لبقعة الموت ؛ والرعد لصوت الرعب هناك حيث ينشأ الحب فوق الخوف ؛ ويولد العشق من رحم الكراهيه .. من الاختلاف يخلق التماثل ؛ ومن التضاد يصنع التطابق...