Part 7

1.6K 168 82
                                    

وضعت يدها على قلبها و هي تقف بوسط غرفته
هي متأكدة أنها رأت زرقة بعينه ، أمسكت وجنتيها و شعرت بقلبها يعود و يدق بعنف أكثر مما كان يفعل منذ لحظات عندما تذكرت عضلاته و كيف هي وضعت كفها عليها ، ضربت رأسها بقبضتها و هي تؤنب نفسها كيف تصرفت بهذه الجرأة !
وضعت رأسها على الباب و ركزت قليلا حتى تستطيع معرفة من أتى اليه
هي لا تملك نفس قدراته بسبب إنها لا تزال تمتلك ذلك الجانب البشري المختبئ بداخل جيناتها
ضيقت عينيها و لحظتها سمعت صوتا أنثوي و تذكرته جيدا لأن أوكتافيا سبق و هاجمتها و هو من أنقذها منها
ابتعدت عن الباب و ضمت ذراعيها إلى صدرها و عبست و عينيها محمرة
دقائق صغيرة فقط و فتح باب الغرفة ودخل ، حدق بها باستغراب فالغضب يبدو جليا عليها و هو قبل بعض الوقت تركها مثل فتاة بلهاء هائمة عشقا بتفاصيله المثيرة
ضيق عينيه بشك و تحدث : ما بك لما تلك النظرة الحمراء بعينيك ؟
رفعت حاجبيها باستنكار و ردت على سؤاله بسؤال آخر و هي تشير إليه و هو لا يزال بالمنشفة فقط
باليرا : هل فتحت الباب بهذا المنظر ؟
ابتسم و جاوبها : بالطبع ألا ترين ؟
باليرا : لما لم ترتدي ملابسك أولا ؟ ثم أنت كنت تدرك أن تلك الفتاة هي من خلف الباب فلما فتحته هكذا ؟ آه لقد نسيت أنك رجل لعوب و زير نساء !

تقدم نحوها بخطوات بطيئة و هي تعود للخلف حتى أعاقها السرير خلفها و لكنه لم يتوقف لتميل بجسدها للخلف قليلا و وضعت كفها على صدره حتى توقفه
باليرا : توقف أيها اللعوب .... ماذا تفعل
دفعها بلمسة صغيرة منه فأصبحت مستلقية على السرير و اعتلاها هو بينما يسند نفسه على كفيه و حدق بها و نسي تماما أنها تحدق الآن مباشرة بعينيه و أن عينيه تبرقان زرقة
سيهون : أريك كيف يكون اللعوب
أجابته بتوتر : ابتعد عني فورا
و لكنه لم يفعل بل قرب وجهه من وجهها أكثر حتى تبعثرت أنفاسهما الباردة على ملامح بعضهما
ابتلعت بقوة و هي تكاد تفقد وعيها ، لما يستمر بسرقة قلبها و نبضها بعيدا عنها ؟
إنه يتلاعب بها كما يريد !!
تحدث بصوت قريب للهمس و هو يكاد يلمس شفتيها مرة أخرى بشفتيه
سيهون : لما غضبتِ ؟ هل تشعرين بالغيرة لهذا الحد ؟
قالها و رفع عينيه نحو عينيها و تقابلا بتلك الزرقة التي تموجت في عيني كل منهما ، الفرق أن عينيها أكثر سحراً من خاصته بسبب لونهما البنفسجي الاصلي فهمست بخفة و هي تنظر نحو عينيه
باليرا : عينيك زرقاء سيهون
فرد عليها بنفس الهيام : و أنت أيضا
و لكن سرعان ما تدارك ليس خطأه الفادح و انما خطيئته التي لا تغتفر و استقام بسرعة و عاد يوليها ظهره
رمشت هي بعينها تستعيد شتات عقلها الذي تسبب به توا ، استقامت و وقفت خلفه و لكنه تحدث بصوت يتصنع الجمود
سيهون : أخرجي حتى ارتدي ثيابي
تنهدت ثم خرجت بطواعية و لم تصر على معاندته

اقفلت الباب خلفها فأدرك أن أوراقه اصبحت مكشوفة أمامها لعن نفسه و تهوره في تلك اللحظة و اتباعها هي و قلبه
ارتدى ثيابه و غادر الغرفة ليجدها تجلس على الأريكة و تضم قدميها معا بينما تضع رأسها على مسندها و تتنهد بثقل
نظف صوته بحمحمة صغيرة فجعلتها تنتبه لوقوفه ، حدقت به بهيام بينما هو ابعد نظره عنها
سيهون : ابقي هنا ولا تُظهري نفسك و أنا بنفسي سأتكفل لاحقا بأخذك للحدود لذا لا تكوني متهورة و لا تفتحي الباب ابدا
هذا ما قاله و تقدم نحو الباب و لكنها أوقفته و هاهي تعود لنفس تلك الفتاة الجريئة و المتهورة التي لا تحتسب خطواتها جيدا ولا تهتم إن تعثرت
باليرا : أنت تعلم جيدا لم أنا غضبت و لما أشعر بالغيرة لتلك الدرجة
لم يلتفت و لم يجبها و لكن ابتسامته التي ارتسمت على وجهه كانت دليل على سعادته و فرحه بهذه اللحظة فهي اعترفت بحبها له ، بل لما تعترف بلسانها ما دام أن عينيها سبقتها و فعلت كما فعلت عينيه
فتح الباب و خرج ليتركها تتخبط بين مشاعر الحب السعادة و الحيرة

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن