في عمق غابة ايرينيا ذات الأشجار الكثيفة والأجواء الثلجية البديعة رغم برودتها
يجلس على أحد الأشجار مسنداً رأسه الى الخلف ومغلقاً عينيه الرماديتين بينما يدندن لحناً من بين شفتيه
وبدون ان يعي يجد نفسه مبتسماً كلما عبر طيفها في خياله عندما كانت قريبة منه وهي تعالج جراحه
اصبحت هذه الفتاة التي ارتبط مصيره بمصيرها تصنع له يومه
وتشكل امامه حروف السعادة والسكينة في حنايا قلبه حيث يغلق عليها ..
تذكر كل لمساتها ونظراتها واهتمامها به رغم خوفها وهذا ما جعله يفتح عينيه وهو يتذكر أمراً ما جعله يعتدل بجسده قبل أن يبتسم مبرزاً نابيه وانطلق في طريقه ..لم يعلم ان تلك الفتاة التي شغلت تفكيره كانت أيضاً مشغولة البال به
رغم محاولاتها الجاهدة لتناسي كل ما حدث لها بذلك اليوم والذي قررت انه كان أسوء ايام حياتها لما شهدته فيه من رعب وخوف
لكنه يأبى مغادرة أفكارها ؛ عينيه الزرقاء التي ذابت ملامحها في عذوبتها لازالت تسيطر على مخيلتها ..
لكنها عزمت امرها على تجنب تلك الغابة الملعونة قدر المستطاع بعد ان كادت تفقد حياتها فيهامنذ أيام لا تفعل شيئاً سوى الجلوس و هي شاردة و جملته الأخيرة لا تغادر فكرها
" باليرا اسم رائع جدا و يليق بك ...... "
تنهدت بقوة و استقامت حتى تذهب لغرفتها فحدقا بها أدوراي و آلبين و هما مستغربين حالتها في الفترة الأخيرة فهما يفعلان ما يشاءانه بدون كلمة واحدة للاعتراض منها
سمعا باب غرفتها يقفل فتحدث أدوراي : لما هي غريبة ؟
آلبين : لا أعلم أصبحت مريبة جدا و تختفي بدون أن تجرنا وراءها
أدوراي : ما رأيك أن نلحق بها غدا بعدما تغادر ؟
آلبين : و ماذا إن تصادفنا مع ذلك الوحش من البيرتوس ؟
أدوراي : أمر بسيط ... الرعد و مكبر الصوتأما في الغرفة فهي جلست أمام المرآة تحدق بعينيها ، أغمضتهما للحظة و تذكرت كيف حماها و كيف امتنع عن قتالها و هي ضعيفة ، كيف برقت عينيه الرماديتين في ذلك اليوم عندما منعته من السقوط و هي تمسك بذراعيه و سد الرياح حولهما يمنعهما عن أي شيء من العالم الخارجي
وضعت يدها على قلبها و فتحت عينيها لترى انعكاسهما و هما يبرقان بشدة حتى أن زرقة خفيفة اختلطت مع لونهما البنفسجي فجعلتها تبدو في قمة السحر ، تنهدت و حدثت نفسها بقهر
باليرا : لما وقعت له باليرا ؟ لما هو من بين الجميع كان من سيطر على جموحكِ يا حمقاء ..... ماذا أفعل الآن فأنا حقا لا استطيع منع نبضاتي تجاهه !
ابتسمت بقهر و أكملت تحدث نفسها
باليرا : شحوب بشرته و البرودة التي لفحتني عندما وضعت يدي على وجهه تأسرني ، حتى عينيه التي برقت فجأة كلما تذكرتها تجعل عيني تزيد بريقا ........ فينتوس ما التعويذة التي ألقيتها علي حتى أقع لك يا عدوي ؟
هي بشخصيتها الواضحة لا تستطيع الكذب على نفسها أكثر
هي وقعت له و أحبته حتى بدون أن تشعر سلمته قلبها الذي من غير الممكن في قوانين مصاصي الدماء أن ينبض لأكثر من شخص واحد
و الأسوء من هذا هي خالفت أحد القوانين و القواعد المقدسة و الثابتة لعشيرتها " بيلاتريكس "
حبه هو أكبر جرم و خيانة يمكن ارتكابها و هي التي كانت متعصبة من قبل فها هي تقع في المحرمات
و لكن حتى الآن هي لا تراها محرمة فقلبها الذي حكم و اختار و ماذا يمكن أن تفعل أمام أحكام القلب التعسفية !
![](https://img.wattpad.com/cover/154016152-288-k524735.jpg)
أنت تقرأ
" لعنة ايرينيا "
Fantasyهل تؤمن بسحر اللعنات ؟ عندما تنقلب كل المسميات ، وتتعدد الهواجس وتختلف الأمنيات .. عندما يتحول السلام لبقعة الموت ؛ والرعد لصوت الرعب هناك حيث ينشأ الحب فوق الخوف ؛ ويولد العشق من رحم الكراهيه .. من الاختلاف يخلق التماثل ؛ ومن التضاد يصنع التطابق...