ابتلعتهم تلك الدوامة لتلقيهم جميعا على شاطئ رملي
الجو هنا مختلف فهو بعكس الثلوج و البرد الذي كانوا به ، الشمس تزعج عيونهم المغلقة و لا يوجد أي أثر للبرد بل الجو معتدل ، و يكاد يكون قريب للصيفيفتح سيهون عينيه و حاول الاستقامة و هو ينظر حوله
وجدها بقربه و عينيها تنكمش بطريقة تدل على أنها تحاول فتحها
كاد يعانقها من لهفته عليها فهو لا يذكر سوى أن الدوامة ابتلعتها و هو قفز بها وراءها حتى يخرجها
و لكن قبل ذلك طرق عقله فكرة و تبدو لئيمة ليعود مكانه بسرعة و يغمض عينيه ...فتحت باليرا عينيها و اعتدلت بمكانها تحدق بالمكان باستغراب و لكن سرعان ما غزت عقلها تلك الذكرى و الدوامة تبتلعها
التفتت حولها لترى أصدقاها جميعا مرميين على تلك الرمال باهمال و الجميع بدأ يتحرك و يستعيد وعيه و لكن عينيها عادت و وقعت على المكان بقربها تحديدا على سيهونابتلعت لعابها بخوف لا تريد أن تفكر بشكل سيء و سلبي
وضعت يدها عليه و حركته عله يفتح عينيه و لكنه لم يستجيب ، اعتدلت أكثر و اقتربت لتضع يديها معا على صدره و تحركه بعنف قليلاً و خرج صوتها خائفاً : أنت .... افتح عينيك .............. سيهون افتح عينيك هيا
و لكنه لا يفعل جسده يبدو مرتخياً لدرجة أنها حركته بكل سهولة
إمتلأت عينيها بالدموع و اقترب أكثر لتحتضن وجنتيه بين كفيها لتتحدث بصوت باكي
باليرا : سيهون استيقظ أرجوك أنت لا يمكن أن يصيبك شيء هيا افتح عينيكضربت صدره بقبضتها و دموعها ملأت وجنتيها و بدأت تتحدث كشخص بدأ يفقد عقله
قلبها ارتعب و لا يمكنها السيطرة على حالتها ، لا يمكن أن يتركها لوحدها حتى و لو كانت غاضبة منه و تبعده عنها بقسوة و لكنها لا تزال بحاجته و لا يمكنها أن تستغني عن وجوده بحياتها لأنه هو كل حياتها ...!و أخيرا بدأ عقلها يفكر و لكن قليلا فقط لأنه بهذه اللحظة عقلها محصور به لوحده
قربت أذنها من أنفه حتى تتأكد من أنه يتنفس و لكنه امتنع عن التنفس
يا له من قاسي القلب كيف يفعل بها هذا هي تبدو كالمجنونة و هو يتلاعب بأعصابها ؟!ابتعدت و عينيها توسعت أكثر و صرخت بفزع : سيهون أرجوك لا تمت
ضغطت على صدره و هي تنتحب ثم أمسكت بوجهه و فتحت فمه حتى تعطيه قبلة الحياة لعلها تستطيع انقاذه
اقتربت منه أكثر و كانت على وشك أن تضع شفتيها على خاصته عندما فتح عينيه فجأة ، ابتسمت و احتضنت وجهه و هي تسأله بلهفة عشقها له و هو لف ذراعه على خصرها
باليرا : سيهون هل أنت بخير ؟ أنت استيقظت هل تشعر بشيء .... هل ، هل ...
لحظة ... هي توقفت للحظة لتبعد يديها عن وجهه و هي تحدق به بينما يرسم تلك الابتسامة العريضة ثم امتدت كفه لتمسح وجنتها التي ملأتها دموعها من أجله حتى بدون أن تشعر بذلكهي بخير و تتنفس بشكل طبيعي ، لم يحدث لها شيء و لم تصب بأذى بل لا تشعر بالألم حتى !
و هذا يعني أنه هو كذلك بألف خير إذا هل كان يعبث بها و بقلبها ؟
للتو خدعها و جعلها تظهر تلك المشاعر التي تحاول دفنها تجاهه
تلونت عينيه بالأزرق لتنظر نحوه وهي على حافة الاستيقاظ من غفوتها تلك
سيهون : هل فاتنتي شعرت بكل هذا الخوف من أجلي ؟
صوته كان الانذار الذي أيقظها تماما لتصرخ بوجهه : أيها الوغد الحقير
و بدأت هجومها عليه بقبضتيها تضربه و هي لا تعلم حتى أين توجه ضرباتها نحوه
بدأ يضحك عليها بصوت مرتفع و هو لا يحاول حتى حماية نفسه من ضرباتها تلك بل هو مستمتع جدا
خوفها و لهفتها عليه ، دموعها و قلقها و حتى صوتها الباكي لقد كانت كل هذه الأشياء كدواء شافي لقلبه المتعلق بقلبها و تعد خطوة اجابية نحو قلبها ليعود و يكسبه لصفه من جديد ..
أنت تقرأ
" لعنة ايرينيا "
Fantasyهل تؤمن بسحر اللعنات ؟ عندما تنقلب كل المسميات ، وتتعدد الهواجس وتختلف الأمنيات .. عندما يتحول السلام لبقعة الموت ؛ والرعد لصوت الرعب هناك حيث ينشأ الحب فوق الخوف ؛ ويولد العشق من رحم الكراهيه .. من الاختلاف يخلق التماثل ؛ ومن التضاد يصنع التطابق...